كيف يكتشف الإنسان موهبته المفضلة؟.. استشاري نفسي تُجيب لـ«بوابة المواطن»
تُعد الموهبة قدرة استثنائية وطبيعة فطرية منحها الله للإنسان منذ ولادته الأمر الذي يجعله مختلفًا عن الأشخاص الأخرين، وغالبًا لا يعرف العديد من الأشخاص مواهبهم، وقد يكون ذلك بسبب الافتقار إلى التوجيه الجيد والدعم المناسب لهم.
ومؤخرًا كشفت العديد من الدراسات الحديثة، أن ممارسة الهوايات المختلفة تُساعد على الاسترخاء والتحكم بمستويات القلق والتوتر فعلى سبيل المثال تُساهم الموسيقى في تحسين المزاج، وتخفيف التوتر عندما استخدمت على المرضى قبل إجراء جراحة، ووجد أنها تقلل من التوتر وتخفض من مستويات هرمون القلق النفسي أكثر من الأدوية الموصوفة.
كما كشفت دراسة أجريت على مرضى السرطان، أن ممارسة الكتابة حول تجاربهم مع المرض أدت إلى زيادة التأقلم وتحمل الضغط، مما يعطي أثرًا إيجابيًا على مجريات العلاج، فالكتابة تُساعد على الاسترخاء وتنشيط الذاكرة، وتحسن من جودة النوم.
أهمية اكتشاف الموهبة
قالت الدكتورة إيمان عبد الله استشاري الصحة النفسية، إن الموهبة هي منة من الله عزوجل لكل إنسان والتي يمتلكها الفرد فطريًا دون أي تمرين أو تدريب، ويبدع الإنسان فيها دون جهد أو عناء يُذكر، موضحه أن الموهبة لا تقتصر على الغناء أو التمثيل أو الرسم فحسب، بل يُقصد بها كل أمر يجيد الإنسان فعله ويتميز فيه عن غيره.
أضافت «عبد الله» لبوابة «المواطن» الإخبارية، أن المواهب يتم اكتشافها غالبًا خلال الـ5 سنين الأولى من حياة الطفل من خلال مراقبته بمفرده، ويُلاحظ ذلك عند لجؤه مباشرة للقيام بما يبرع فيه ويستمتع به كثيرًا، ويمارسه دومًا في أوقات فراغه أو حتى أثناء لعبه.
وأوضحت استشاري الصحة النفسية، أن الطفل الموهوب شخص اجتماعي يمتلك خصائص عقلية ومعرفية فهو أكثر ذكائًا ولديه سرعة أكثر في الاستجابة مقارنة بالطفل العادي.
كذلك فإن ممارسة الموهبة مع الطفل تعمق من ارتباطه وثقته بأبويه، وتشجعه على مشاركة أفكاره ومشاكله معهما.
وأكدت «عبد الله»، أن الموهبة بمثابة البذرة التي علينا أن نكتشفها ونطورها ونخرجها من حيز الظلام إلى النور، ناصحه الآباء والأمهات بترك أولادهم لممارسة هوايتهم المفضلة بعد الانتهاء من مذاكرة دروسهم لأنها تمنحهم النشاط وتقوي من قدراتهم الأكاديمية.
وتنعكس أيضًا بالإيجاب على تنمية المهارات الضرورية للتفوق الدراسي والشخصي، فمن فوائدها:
- تعزيز مهارة التفكير النقدي.
- تنمية الإبداع ووضع الأهداف.
- رفع مستوى الثقة في النفس.
- تعلم الصبر والانضباط.
- تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.
- تنمية مهارات الملاحظة والتنظيم.
طرق اكتشاف الموهبة
تابعت إيمان عبد الله: «لو الشخص كبر في السن ومش لاقي موهبة عنده يجب أن يسأل نفسه عن أكثر شيء يميل له ويبدع فيه أو يقوم بكتابة قائمة بالأنشطة التي يحبها ويمارسها وقت فراغه».
وأشارت استشاري الصحة النفسية، إلى الدراسات التي أكدت أن الأطفال مبدعون من سن الولادة وحتى بلوغهم 5 سنوات فيجب أن نكتشف موهبتهم ونقوم بتنميتها لأنهم في سن «الإسفنجة» الذي يتعلم ويكتسب فيه الأطفال كل شيء، وإن لم تكتشف مواهبهم في سن السابعة تدمر هذه الموهبة وتبقى الممرات العصبية لها فارغة.
واختتمت إيمان عبد الله حديثها، بأن الإنسان عندما يقضي وقت ممتع في ممارسة الهوايات مثل الرقص والرسم والموسيقى يساهم ذلك في تحسين المزاج العام والصحة النفسية، ويساعد على التمتع بحياة أكثر إيجابية، ويجعله متعاطفًا مع الآخرين، كذلك فإن بعض الهوايات تساهم في رفع مستويات هرمونات السعادة مثل الدوبامين.