قصة بطل لم تلقى ضجة إعلامية واسعة، لكن تأثيره وأمانته المهنية، وجب التنويه عنها، فـ أحمد رشدي محمد محمود، من مواليد المنوفية بركة السبع عام 1924، تولى وزارة الداخلية لمدة عامين من 1984 إلى 1986، ولم يكن محبوبا في الداخلية، لشدة حبه لعمله وأمانته التي لا حد لها.

أحمد رشدي ابنه كان ظابط شرطة، وفي إحدى المرات قال له"يابابا أنا زمايلي قالولي أقولك إنهم عاوزين، مكافأت عشان بقالهم فترة ماأخدوش مكافأت"، فجاء رد والده "حاضر من عينيا"، إلا أنه في صباح اليوم التالي، ذهب لمكتبه في وزارة الداخلية، وكتب استقالة ابنه، ووضع عليها الدمغة، وحينما علم ابنه بالأمر قال له:"إنت ماتنفعش تكون ظابط طول ماأنت شايف أبوك هاينفعك"، وبعد ذلك اتجه الابن للمحاماة.

البطل ابن بركة السبع، كان ينزل الفجر مرتديا ملابس مقطعة، ويدخل قسم الشرطة وكأنه مضروب، ويقول للظباط:"أنا عايز أعمل محضر في ناس ضربوني وسرقوني"، وكانت ردة فعلهم غاية في القسوة، ثم ينتقل للمأمور ويخبره ما حدث معه مع الظباط، إلا أن ردة الفعل كانت عبارة عن شتائم وإهانة، وفي النهاية عرفهم بنفسه، وظل على هذا المنوال، إلا أن تسبب في خلق رعب في وزارة الداخلية بأكملها.

البطل الأسطوري منع الحشيش في مصر، وقضي على أسطورة الباطنية، وقال:" لو لقيتوا حشيش في مصر يبقى أنا إللي مدخله البلد"، هذا البطل جعل  اللواءات تنظم المرور وتحفظ الأمن في الشوارع، حصل على لقب أقوى وأكفأ وزير داخلية في العالم 1985.

 اكتشف رأفت الهجان وقدمه للمخابرات المصرية، ثم استقال من منصبه بعد أحداث الأمن المركزي، وبعد استقالته تجار المخدرات في مصر، قاموا بتسمية حشيش اسمه "باي باي رشدي".

هذا البطل توفي 2013 في هدوء تام وبلا شهرة أو إعلام، وتم دفنة في مقابر العائلة في بركة السبع.