نادي الرجال السري .. هل يقع الأزواج فريسة لزوجاتهم؟
الإثنين 27/فبراير/2023 - 08:50 ص
أمل سعداوي
طباعة
نادي الرجال السري .. هكذا يُطلق على الجروبات الخاصة بالرجال فقط، يتبادلون الأحاديث فيما بينهم، ويبحثون عن حلول لبعض المشكلات التي تدور بعلقهم ولا يجدون إجابة لها سوى علامة استفهام، ومع ذلك يستغل البعض تلك المنصات للإيقاع بهم واستغلالهم بطريقة خاطئة.
فالكثير من الرجال لا يُجيدون التعبير عما بداخلهم من خلال القول لذلك يلجأون إلى الكتابة التي تُعد هي المنفس الوحيد لهم، ولكن ما الضامن أن جروبات نادي الرجال السري هي خاصة بالرجال فقط، فقد تلجأ بعض السيدات إلى عمل حسابات بأسماء رجال لمجرد الدخول في تلك الجروبات ومعرفة ما يدور في عقل الرجال، ليأتي السؤال هنا هل تلك الجروبات فخ أم طوق نجاة؟
نادي الرجال السري
«نادي الرجال السري».. «أبو ستة للرجال».. «واعي- للرجال فقط».. جمعيها أسماء أُطلقت على جروبات الفضفضة الخاصة بهم، والتي تتطلب بعض الشروط للدخول بها منها «لا يقل سن العضو عن 18 عامًا وغيرها..».
ولم تكن تلك الجروبات هي الوحيدة التي تناولت بعض مشكلات الرجال، بل ناقشها مسلسل «حكايات بنات الجزء الخامس» في عدد من الحلقات عن طريق إنشاء جروب «للرجال فقط» لعرض مشكلاتهم والعمل على حلها دون الإفصاح باسم صاحب المشكلة.
إفساح المجال
ومن جانبه قال محمد إسماعيل، أدمن جروب «أبو ستة للرجال»، الذي يرجع إنشاه إلى العام 2018، إن الهدف من إنشاء الجروب هو أن يكون هناك مكان مخصص للرجال لإفساح المجال أمامهم للتعبير عما بداخلهم بعيدًا عن السيدات.
وأضاف «إسماعيل»، في حديثه لـ«بوابة المواطن الإخبارية»، أن دخول الجروب يتطلب بعض الشروط منها أن لا يكون سن المتقدم أقل من 18 عامًا حتى لا يتأثروا بطبيعة المشاكل التي تُطرح.
وأكد «إسماعيل»، أن الجروب يتضمن أعضاء من مختلف التخصصات والذين بدورهم يعملون على مساعدة بعضهم البعض للوصول إلى أفضل النتائج.
ولم تقتصر مهمة الجروب عند هذا الحد فقط، بل هناك بعض الأمور الأخرى التي يتفق فيها أعضاء الجروب والتي منها مساعدة الفتيات التي لا تتمكن من تجهيز أنفسهن نتيجة الضيقة المالية.
وأوضح محمد علي –أحد أعضاء الجروب- في العقد الثالث من العمر، أن جروبات الفضفضة الخاصة بالرجال فقط، تعطي الرجل المساحة التي يحتاجها من حيث عرض مشكلته دون وضع أي مببرات، نتيجة تقارب مستوى التفكير بينهم.
وأكد «علي» في حديثه لـ«بوابة المواطن الإخبارية»، أنه عند عرض المشكلة على الجروب لا يتم تهويلها بل يتم مناقشتها بشكل بسيط، مع وجود أعضاء مختصين والذين يعملون على تقديم النصائح التي يحتاجها صاحب المشكلة.
بينما كان لمحمود محمد –أحد أعضاء الجروب- رأي أخرى، حيث يرى أن تلك الجروبات لا تفيد الرجال في شيء وأنها أُنشت لغرض المزاح ليس أكتر.
تعزيز الثقة
ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن إقبال الرجال عى جروبات الفضفضة الخاصة بهم أقل من إقبل السيدات على تلك الجروبات، نظرًا إلى اختلاف شخصيتهم.
أكد «فرويز»، في حديثه لـ«بوابة المواطن الإخبارية»، أن السبب وراء لجوء الرجل إلى تلك الجروبات إما للهروب من المشاكل الزوجية والذهاب إلى رجال يتفهمون موقفهم دون وضع أي مبررات، أو لتعزيز ثقته بنفسه عن طريق وجود من يتفاعلون معه، ويقدرون ما يشعرون بهم من أزمات.
أوضح استشاري الطب النفسي، أن لجوء الرجال لتلك الجروبات ليس حلًا للمشكلة بل في بعض الأحيان تكون فخًا للابتزاز من قبل البعض «جالي العيادة شخص نشر خصوصيته على جروب فضفضة للرجال بس وده عرضه للابتزاز من قبل شخص وقام الأخير بالفعل بإرسال تلك البوستات اللي قام بنشرها الأول إلى زوجته ما تسبب في حدوث الطلاق».
أشار «فرويز»، إلى أن الجزاء من جنس العمل، فليس من حق شخص إفشاء أسرار البيوت، بخاصة أن الفضائح على الملأ، الأمر الذي يفقد الثقة بين الأزواج وزوجاتهن من تلك الأفعال المشينة التي باتت منتشرة بكثرة دون رادع.
وأكد استشاري الطب النفسي، أن الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يكونون مضطربين نفسيًا، وتلك الجروبات تجلعهم يضطربون أكثر مما هم عليه.
ولفت «فرويز»، إلى أن بعض الرجال أصبحوا منفصلي الشخصية بسبب تلك الجروب التي ظهرت فجأة، موضحًا أن الرجل الذي يبدأ بتنزيل صورة زوجته، فهذا يُعد بداية المشكلات ويدل على أنه مضطرب نفسيًا أو شخص انطوائي فيتعايش مع العالم «الفيسبوكي».
وشدد استشاري الطب النفسي، على ضرورة اتباع الرجال عدة خطوات تساعدهم على حل مشكلاتهم والتخلص من الطاقة السلبية والتي بدورها ستاعده على التفكير بشكل سوي وذلك عبر الخطوات الأتية:
-ممارسة الإنسان لهواتيه المفضلة للتعبير عما بداخله.
-كتابة الأفكار السلبية في ورقة ومناقشة نفسه فيها بطريقة شوية.
-الاستعانة بمواقف سعيدة قديمة تعرض لها الشخص حتى تعطي له بعضًا من الطاقة الإيجابية.
-الحرص على الوقوف بجانب النوافذ من أجل الاستفادة من أشعة الشمس للحصول على فيتامين «د».
-التحدث مع النفس بشكل سوى وعدم تكرار كلمات تُسبب الآذى مثل
ناقوس الخطر
قالت الدكتورة إيمان عبدالله، أستاذة علم الاجتماع، إن لجوء الرجال إلى جروبات الفضفضة الخاصة بهم تتسبب في حدوث تشتت في الأسرة، وحدوث فراغ وفجوة أسرية.
أضافت «عبدالله»، في حديثها لـ«بوابة المواطن الإخبارية»، أن الرجل الذي ينضم للجروب يكون عرضة للتضليل، فليس كل أعضاء الجروب أصحاب علم ودارسين لما يقولونه، بل يفصحون بمجرد خبرات تلقوها، وهذا يُعد مشكلة كبيرة، فليس من الأكيد أن تتناسب تلك الحلول أو المقترحات مع صاحب المشكلة الرئيسي، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث طلاق له.
أشارت أستاذة علم الاجتماع، إلى أن المشاكل التي تُعرض على الجروبات الخاصة لن تحل بالشكل الصحيح، نظرًا إلى أن تلك الجروب ليست متخصصة أو على دراية كاملة.
لفتت «عبدالله»، إلى أن الكثير من حالات المرضى لديها تآذوا كثيرًا بسبب أصدقائهم المقربين، متسائلة كيف نعطي الأمان للغرباء بأن يعرفوا أسرارانا وخصوصيتنا عن طريق «الفيسبوك»؟
أوضحت أستاذة علم الاجتماع، أن نشر الخصوصيات على تلك الجروب يُعرض صاحبه للابتزاز من قبل الأشخاص الراغبين في الحصول على أموال من الضحايا لإرضاء رغبتهم. مُشيرة إلى أن من ينشر خصوصياته يُعد فريسة سهلة الاصطياد.
أكدت «عبدالله»، أن الجروبات الخاصة سواء للرجال أو النساء أضرارها أكثر من فوائدها، وتُعد تهديد للحياة الأسرية.
شددت استشاري الصحة النفسية، على ضرورة تقوية الشخص الروابط بأسراته وأصدقائه حتى لا يضطر إلى اللجوء لتلك الجروبات التي تُعد فخ لكل من يدخلها.
فتيل الحيرة
قال محمد سعيد، خبير تكنولوجيا الإنترنت، إن الجروبات ذات الطابع الاجتماعي تُعد أحد أهم ابتكارات شبكات التواصل الاجتماعي التى برزت في السنوات الاخيرة.
أضاف «سعيد»، في حديثه لـ«بوابة المواطن الإخبارية»، أن جروبات الفضفضة تمثل الحل السحري بشكل افتراضى للكثيرين ممن يفتقرون للحياة الاجتماعية على أرض الواقع ولا يجدوا متنفسًا لهم عما يجيش بصدورهم أو تنهكهم الحيرة بحثًا عمن يقدم لهم المشورة في موضوعات تؤرقهم وهو ما ينزع الفتيل من تفاقم مكنونات صدورهم إلى عواقب سيئة بالذات من الناحية النفسية.
وأوضح خبير تكنولوجيا الإنترنت، أن جروبات الفضفضة تلعب دورًا هامًا في إفادة بعض أعضائها بما لدى البعض الأخر من خبرات متراكمة في الحياة أو في التخصصات المختلفة وذلك من خلال تبادل الأراء والمشورة.
مواقع التهلكة
أكد «سعيد» أن الأمر لا يخلو بالطبع من الجوانب السلبية التي تنطوي على بث السموم خلال تلك الفضفضات المتبادلة مثلها مثل أي رفيق سوء يقدم لرفيقه رأيًا أو مشورة أو معلومة و يستدرجه نحو مواقع التهلكة.
الفضاء الإلكتروني
ولفت خبير تكنولوجيا الإنترنت، إلى أن وجود ضوابط و محاذير هامة للوقاية من الأخطار التي قد تنجم عن اجتماعيات الواقع الافتراضي وجروبات الفضفضة.
شدد «سعيد» على ضرورة أن يحافظ الشخص على بياناته الشخصية سرية لأقصى حد وعدم الإفصاح عنها نهائيًا عبر الفضاء الالكترونى لأنها قد تشكل خطرًا جسيمًا في المستقبل كما أنه من الضروري العمل على غرس القيم والمبادئ السليمة التي تشكل الدرع الأول ضد التعرض للمخاطر الاجتماعية المختلفة.
التحايل الإلكتروني
وعلى الجانب الآخر، قال أيمن محفوظ، المحامي بالنقض، إن قانون العقوبات عاقب في مواد عديدة التحايل وانتحال الصفة بكل أشكاله وأيضًا كافة صور التحايل الإلكتروني في قانون الإنترنت الجديد المعروف باسم قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات حيث وضع عقوبات تبدأ من الحبس لمدة سنتين وغرامة تصل إلى 300 الف جنيهًا.
أشار «محفوظ»، في حديثه لـ«بوابة المواطن الإخبارية»، إلى أن تلك الحلول الأمنية والقانونية لاتكفي، مشددًا على ضرورة توعية المواطن بجرائم النصب والتحايل.