استهل الدكتور وليد هندى كلامه قائلا: "رمضان هو شهر الصيانة النفسية، وهو فرصة رائعة لتهذيب النفس من بعض السلوكيات الغير سوية، وفرصة ذهبية للتخلص من بعض العادات غير الصحية وفي مقدمتها التوقف عن التدخين في رمضان ، لما يصاحبها من أضرار صحيةوجثمانية، فلا شك أن العقل السليم فى الجسم السليم".

وأوضح الدكتور وليد، أن أهم العادات التى يمكن التخلص منها خلال شهر رمضان هو التدخين، قائلا:" إن التدخين عملية مضرة بالإنسان لا تؤثر فقط على الجهاز التنفسى، وإنما على كافة أعضاء الجسم؛ حيث يؤدى إلى الإصابة بتصلب الشرايين، والذبحة الصدرية، وقد يؤدى أحيانا إلى مشاكل فى الرئتين"، موضحاً أن مادة التبغ تحتوى على ما يقرب من 4 ألاف مركب سرطانى، وسام، وهذا ليس بقليل.

وتابع حديثه قائلا: "إن مشكلة الصائم فى التدخين لا تقتصر على عدم التعاطى وادمان مادة النيكوتين فقط، وإنما تكمن فى الاعتمادية فهو يعتاد على السيجارة فى فمه ويديه وبين شفتاه، بالإضافة إلى شم رائحتها، وكل هذا يعطيه شعور بالإسترخاء وعدم التوتر والراحة النفسية، فعندما يحرم من كل هذا دفعة واحدة أثناء الصيام يصاب بمشاكل نفسية عديدة على رأسها عدم التركيز والتوتر الدائم، والعصبية المفرطة، والخمول، وصعوبة النوم، وتعكير صفو المزاج العام، وزغللة بالعيون، بالإضافة إلى تعرضه للصداع بكافة أنواعه، وتقطع بسيط فى النفس، وذلك لعدم كفاءة الجهاز التنفسى.

أثر الإقلاع عن التدخين فى رمضان 

وأكد الدكتور وليد هندى في حديثه لـ«بوابة المواطن»، أن الأعراض السابقة تكون موجودة بشدة فى بداية شهر رمضان، ومن ثم تتضائل تدريجيا حتى يخلو الجسم من مادة النيكوتين بشكل تام، هذا إن كان الصائم يقلع عن التدخين بصورة تامة، ولا يسرع إلى الشرب بعد المدفع مباشرة"، وأشار إلى "أن الصائم عندما يصوم، فتحمله للحرمان والألم يٌزيد من افراز المواد المخدرة الطبيعية والمهدئة بالمخ، وعلى رأس تلك المواد"مادة الأفيون"، فلا بد أن يتحمل أول يومين من الصيام.

نصائح للمدخنين للإقلاع عن التدخين فى رمضان

أشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن الصائم إذا كان لديه دوافع قوية للاقلاع عن التدخين، لا بد من أن يكون صيامه صيام جوارح بمعنى أن يبتعد عن السلوكيات البغيضة بكافة أشكالها "الصحية، والإجتماعية"، كما لابد أن يتحلى بأخلاقيات الصائم، وأن ينظر الى الجدوى الاقتصادية من التدخين وما سيتم توفيره إذا أقلع عن التدخين، وأن ينشغل روحيا بالعبادة بقراءة القراْن و إقامة الصلاة، والحرص على النوافل، بالإضافى إلى قيامه ببعض التمارين الرياضية، وتناول بعض الأطعمة المهدئة للأعصاب مثل" التمر، الخص.. وغير ذلك".

وأضاف الدكتور" أن التدخين يؤدى إلى نقص فيتامين أ وفيتامين ج فلذلك يشعر المدخن بالعطش دائما، فلا بد أن يأكل أطعمة تحتوى على فيتامين أو ج مثل "السبانح، وعصير البرتقال..وغير ذلك"، ونصح المدخ بعدم أكل الأطعمة التى تؤدى إلى ارتفاع الضغط مث التى تحتوى على الأملاح؛ ليتجنب الصداع والعصبية.

وعن كيفية تعامل المحيطين بالمدخن معه أثناء الصيام، أوضح هندي قائلاً: "إن الأسرة عليها عامل كبير فى توفير الاستقرار النفسى والهدوء للمدخن، أى التعامل مع المدخن بهدوء خلال فترة الصيام، مضيفاً أن الزوجة لا بد أن تتعامل معه بهدوء دون خلق مشاكل تثير عصبيته، وعدم تكليفه بمهام كثيرة خلال فترة الصيام".