توج فريق الكرة الطائرة بنادي الزمالك بلقب الدوري المصري للكرة الطائرة للمرة الـ28 في تاريخه، بعدما حسم مواجهات الدور النهائي لصالحه، ليحتفظ باللقب للعام الثاني على التوالي، بعدما كان أكثر المتفائلين لا يتوقع حصد الفارس الأبيض للبطولة، ليدوّن صفحة جديدة في تاريخ إنجازاته الكبيرة على مدار التاريخ.

ويمتلئ تاريخ الزمالك بصفحات كثيرة مدونة بالأرقام القياسية والإنجازات، كتبها صناع تاريخ القلعة البيضاء، أبطاله التاريخين ولاعبيه السابقين، من بينهم من كتب أكثر من صفحة في تاريخه، الكبير لاعب ومدرب، إنه أشرف رشاد لاعب ومدرب فريق الكرة الطائرة بنادي الزمالك، والمتوج بالثنائية المحلية مع الفارس الأبيض كلاعب ومدرب، والذي أجرينا معه حوارًا خاصًا حول مشواره مع الفريق لاعبًا ومدربًا وحول منتخب مصر وأشياء أخرى كثيرة.

"مستوى الكرة الطائرة في مصر في تقدم كبير، خاصة بعد استحداث نظام جديد لبطولة الدوري العام الماضي، نظام أشعل المنافسة بين الفرق، وأتاح خوض اللاعبين لعدد أكبر من المباريات، ساهمت في زيادة المستوى الفني للفرق واللاعبين، فضلًا عن وجود المحترفين الذي ساهم بتطور اللعبة بشكل ملحوظ".

"المنتخب لا يلبي طموحات وآمال الجماهير في الفترات الماضية، وتكوين جيل قوي قادر على تحقيق الإنجازات لابد أن يتم وفقًا لمعايير علمية، فلابد من الإحلال والتجديد والاعتماد على العناصر الشابة ومواهب الدوري المصري البارزة، فكرة انتظار النتائج الفورية في مرحلة البناء هو ما يعوق استمرارية النجاح في مصر، وأفضل دليل على ذلك هو تتويج إيطاليا بمونديال الطائرة الأخير بجيل شاب".

"من أجل التأهل للأولمبياد لابد من التخطيط الجيد للمرحلة المقبلة، وتوفير معسكرات كافية لخوض احتكاكات قوية أمام منتخبات كبيرة، ما ينقص مصر في الفترة الأخيرة غياب احتراف اللاعبين في الخارج، والتي كانت ميزة في السنوات الماضية فاحتراف اللاعبين أمثال: أحمد صلاح وعبد الله عبد السلام ومحمد عبد الله في السابق كان عنصرًا فارقًا في تحقيق الألقاب والنجاحات".

"ميراندا المدير الفني القادم للمنتخب، مدرب كبير وحقق نجاحات مع منتخب الشباب في السابق، ولكن عودته ليست مشروطة بتحقيق النجاحات السابقة، النجاح يأتي من نجاح منظومة كاملة وليست فردية، فلابد من وضع خطة شاملة للنهضة بالمنظومة كاملة، دون النظر للنتائج خلال الفترة القادمة".

"أبارك لنادي الزمالك تحقيق لقب الدوري هذا العام، بالرغم من كل الظروف والتحديات والأزمات التي حاصرت الفريق، إلا أن لاعبي الفريق اتحدوا وتحلوا بالشجاعة في مواجهة كل هذا من أجل تحقيق اللقب وإسعاد جماهير النادي الكبيرة".

"وأوجّه رسالة للإدارة أن دعم فريق الكرة الطائرة والمحافظة على العناصر الأساسية الحالية هو مفتاح السيطرة على البطولات الفترة المقبلة".

"أتمنى تحقيق طائرة الزمالك لبطولة كأس مصر غدًا أمام الأهلي، من أجل تحقيق الثنائية للعام الثاني على التوالي، ولكن المباراة لن تكون سهلة أمام خصم يسعى لتعويض خسارته، فضلًا عن أنه يضم غالبية العناصر الأساسية في المنتخب الوطني، ولكن لدي ثقة في قدرة رجال الكرة الطائرة بنادي الزمالك على تحقيق المكسب واللقب".

"الزمالك صاحب الفضل في نجاحاتي، فمنذ بدايتي مع النادي سنة 1984 خلال المراحل السنية المختلفة، حققت كل البطولات الممكنة مع الفرق السنية، وبسبب ظهوري اللافت، قام الراحل الأسطورة أمير عزمي بتصعيدي للفريق الأول وأنا في الثامنة عشر من عمري، لأبدأ رحلتي مع الفريق الأول وسط جيل من العمالقة في تاريخ اللعبة أمثال: أحمد مصطفى، أحمد عبد الدايم، خالد عباس، محمد فتحي".

"توجت بثلاثة ألقاب للدوري وبطولتان لكأس مصر، وبطولة إفريقية، ولكن يظل اللقب الأغلى لقلبي هو لقب الدوري الأخير لي بعد الفوز على الأهلي في نهائي الدوري بنتيجة 3 / 1، حقيقةً لا استطيع أن أنسى تلك المباراة والتي ظهرت فيها بمستوى رائع، ومن ضمن ذكريات هذه المباراة هو التفوق في إحدى الأشواط على الأهلي بنتيجة 15 / 1 في نتيجة كبيرة ستظل محفورة في تاريخ لقاءات الفريقين".

"ثنائية الدوري والكأس العام الماضي لن تمحى من ذاكرتي، ولقب الدوري هو الأقرب لقلبي، فبعد غياب 33 عامًا، عاد الزمالك مجددًا لحصد الثنائية المحلية، وأشكر كل من ساهم في ذلك الانجاز الكبير، متعة اللقب جاءت من المعاناة والمشاكل التي كان يمر بها الفريق خلال الموسم من أزمة مستحقات ودون تدعيم حقيقي من الإدارة".

"ولكن منذ مجيئي تواصلت مع الإدارة لإزالة العقبات من أجل حصد اللقب حتى تحققت المفاجأة، وعاد الزمالك من المركز السادس ليخطف لقب بطل مصر في النهاية".

"بعد حصد الثنائية المحلية العام الماضي، فوجئت بمفاوضات الإدارة من أجل تعيين الكابتن شريف الشمرلي بدلًا مني في القيادة الفنية، فرفعت الحرج عن الإدارة، وقدمت استقالتي، وقامت الإدارة من بعدها بعرض تولى شخصي القيادة الفنية لفريق السيدات، أو تولى منصب رئاسة قطاع الناشئين بالكرة الطائرة بالنادي، لكني رفضت كلا العرضين، من أجل رغبتي في الاستمرار بعالم التدريب".

"بعدها بدأت رحلة البحث مع وكيلي عن تجربة أخرى، من خلال بوابة فريق الترجي السعودي، وافقت على تدريب الفريق بسبب قوة المنافسة في السعودية فضلًا عن عدد المحترفين الكبير في الدوري والذي يساعد على تقديم مستويات كبيرة للفرق".

"لكني فوجئت عند ذهابي لقيادة الفريق برحيل عدد كبير من العناصر الأساسية به من ضمنهم المحترفين إلى أندية أخرى دون التدعيم الكافي للفريق، الأمر الذي غير من خطة قيادة الفريق للمرحلة المقبلة، فتحول الهدف من المنافسة على اللقب، إلى فكرة البقاء في الدوري، وقدت الفريق في عدة مباريات إلا أن الأمور لم تسير وفقًا للمطلوب، وطالبت بعدة أمور على مستوى التعاقدات، ولكن لم يكن هناك تحرك إيجابي من الإدارة، الأمر الذي عجًل بنهاية التجربة والعودة مجددًا لمصر".

"بعد تحقيق ثنائية تاريخية مع الزمالك وتجربة قصيرة مع الترجي السعودي، اتطلع لاختيار مكان مناسب وبعناية شديدة، ولكن حتى الآن لم يحسم الأمر سواء بالاستمرار في مصر أو العودة مجددًا للخليج، لازلت أناقش العروض الحالية مع الوكيل الخاص بي".

"خسارة فريق السيدات ليست نهاية المطاف، بالرغم من الخسارة إلا أن الفريق قدًم موسمًا كبيرًا بالوصول لنهائي الدوري والكأس، ولا زال أمامهم الكأس للخروج ببطولة في موسم جيد لهم، بعد تدعيم الفريق بعدد كبير من اللاعبات".