وقالت الأم، أمام النيابة أن زوجها هو صاحب الفكرة، وهو الذي اقترح عيها عرض الطفلة للبيع، وذلك بسبب ما تمر به الأسرة من أزمة مالية، مؤكدةً أنها في بداية الأمر رفضت الاقتراح، ولكنها بعد محاولات زوجها اقتنعت بالفكرة وشاركته في عرض الطفلة للبيع على «فيسبوك».


استشاري نفسي يوضح خطورة جريمة بيع الأطفال

وفي هذا الصدد قامت "بوابة المواطن" بالتواصل مع الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية ليبين الآثار النفسية التي تعود على الأطفال بعد القيام بهذه الجريمة، والذي استهل حديثه قائلا:"إن ظاهرة بيع الأبناء ظاهرة قديمة، ولكن مع ظهور التكنولوجيا الحديثة، وانتشار الانترنت، أصبح من الصعب السيطرة عليها، حيث يلجأ الأفراد في الوقت الحالي لبيع أبناؤهم بسبب المجاعات والفقر، بالإضافة إلى انعدام الضمير"، وأوضح أن هذه الظاهرة موجودة بشكل كبير في مصر خاصة وفي الوطن العربي بشكل عام.

وقال الدكتور وليد هندي"جريمة بيع الأهل لأبنائهم، بحجة الفقر، يدعيها فقط بعض المرضى، ومعدومي الضمير، الذين لا يعرفون معنى الأبوة، فمعظم الناس يعانون من الفقر، ولكن لم يلجأو أبدا إلى بيع أبنائهم"، كما وضح الدكتور وليد هندي أن أسعار بيع الأطفال تختلف بحسب نوع الطفل، فإن الذكر في هذه الحالة يكون أغلى سعرا من الأنثى.

تأثير جريمة بيع الأطفال على الطفل

أشار الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية فى كلامه، إلى الأثر النفسي الذي يعود على الطفل المعروض للبيع من قبل أهله،فقال:"جريمة بيع الأطفال لها تأثير نفسي شديد ودائم طول العمر، على الأبناء، أهمها أنهم عندما يشبون يحدث لهم تشوه في الصورة الذهنية الأبوية، حيث يظهر الأباء في مخيلتهم مجرمين، فيعاني هؤلاؤ الابناء من القسوة العاطفية، مما يؤثر سلبيا على حالتهم النفسية".

وأوضح الدكتور وليد أن من الأثار السلبية التي تسببها جريمة بيع الأطفال على الأبناء هي قيامهم بعملية انتاج لنفس السلوك الذي سلكه أباؤهم من قبل، فيلجأون أيضا إلى نفس السلوك مع أبنائهم في المستقبل، كنوعا من الانتقام من المجتمع عما حدث لهم في الصغر، ومنهم أيضا من يلجأ إلى العزوف عن الزواج مطلقا، فهم يشعرون دائما بعدم الكفاءة النفسية، فيشعرون دائما بأنهم أقل من أقرانهم، مما يجعل الفرد منهم مهمش، مرتبك، لديه رهبة من الاختلاط بالأخرين، يخاف دائما من المجهول، ويخاف من فكرة الإقبال على أي شىء في حياته.

ولفت الدكتور وليد هندى في كلامه إلى أن من تعرض لجريمة بيع الأطفال في صغره، ينتهج نهج وسلوك عدواني، فيلجأ إلى الجرائم الكبرى مثل السرقة والعنف، وغيرها من الجرائم التي تدلل على سلوكه العدواني، وتجعله أيضا ضد المجتمع في كل الأشياء، بالإضافة إلى الخروج عن القوانين، بالإضافة إلى أن مثل هذه الشخصيات يكونوا سهل الإنقياد، فيكون سهل انضماهم إلى الجماعات الإرهابية، حيث يكون سهل استغلالهم بسبب سوء حالتهم النفسية.