فضيحة "الشيوخ الوهميين".. كيف تستولي شبكات الاحتيال على أموال الفتيات بحجة فك السحر؟
الثلاثاء 27/يونيو/2023 - 12:55 م
هاجر جمال
طباعة
"كان يحدث لي بعض الأمور غير المفسرة في حياتي، فبحثت على مواقع التواصل عن بعض الشيوخ لمعرفة إذا كان بها شئ أم لا". هكذا بدأت منال ح.أ، 23 عاماً، طالبة في كلية الآداب، حديثها عن تجربتها المؤلمة مع شبكة احتيال تستغل الفتيات الضعيفات نفسياً وتهددهن بالفضائح.
"تواصلت مع شخص يدعى الشيخ محمد.أ.ع، ورويت له قصتي، فزعم أنه يستطيع حل مشاكلي بالسحر، وطلب مني إرسال صورة لي وصورة لشاب كنت مرتبطة به سابقاً، وأسماء أمهاتنا. ثم رد عليّ بأن هناك سحر تفريق بيننا عملته امرأة من عائلة الشاب، وأنه يجب عليّ دفع مبلغ من المال لإزالة هذا السحر".
"برنامج" يحاكي صوت الشاب
لم تشك منال في كلام الشيخ، ووافقت على دفع المال، لكنه طلب منها أولاً إجراء طقوس غريبة، مثل كتابة أرقام هواتفها والشاب على ورقة بيضاء ونطقها بصوت عالٍ، "فعلت ما طلبه مني، وبعد خمس دقائق، رن هاتفي وظهر رقم الشاب، فرحت كثيراً وظننت أن الشيخ صادق، لكن عندما رديت لم أسمع صوت الشاب، بل صوت آخر لا أعرفه، وبعد كثير من البحث توصلت إلى أنه الشيخ محمد، وأنه استخدم برنامجاً يحاكي صوت الشاب لإثبات قدرته".
"استحملي اللي هيحصلك".. الشيخ المزعوم يهدد الفتاة
في هذه اللحظة، شكت منال في نوايا الشيخ، وحاولت الانسحاب من الصفقة، لكنه هددها بأنه سيخبر الشاب بأنها كانت تريد عمل سحر له، وأنه سيفضحها أمام عائلتها والناس، "خفت كثيراً، فقال لي إنه يملك رقم والدي، وبالفعل اتصل به وأخبره بأنني تعاملت معه في أمور السحر. لحسن حظي، كان والدي يعرف حقيقتي، وأنني لم أفعل شيئاً خطأ".
"شبكة عصابات تستغل الضعفاء"
بعد هذه التجربة، قررت منال فضح هذه الشبكة التي تستغل الفتيات الضعيفات نفسياً والمتأثرات بالسحر والجن، وتطالبهن بالمال مقابل خدمات وهمية، قائلة: "أرجو من الجهات المسؤولة زيادة الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لمثل هؤلاء النصابين، فهم يضحكون على البنات ويستغلون ضعفهن.
"شوفوا بيهددوني بإيه، مع العلم أنا أصلاً ما كنتش عارفة إن في حاجة زي دي، ده هو اللي قال لي وقال لي هو هيشيله، يعني ما كانش في نيتي حاجة تضر الشاب خلاص، شوفوا هو بيقول إنه هيعمل إيه، أرجو زيادة الرقابة على مثل هؤلاء الناس".
"لا تصدقوا كل ما تسمعون"
تختتم منال قصتها بدعوة جميع الفتيات إلى توخي الحذر من مثل هذه المحاولات الاحتيالية، وعدم التأثر بالسحر والجن، والبحث عن حلول عقلانية لمشاكلهن، كما تطالب بإيلاء المزيد من الاهتمام للصحة النفسية للفتيات، وتوفير الدعم والإرشاد لهن، "لا تصدقوا كل ما تسمعون من هؤلاء المزورين، فهم يستغلون ضعفكم وخوفكم، ابحثوا عن المصادر الموثوقة والأشخاص المختصين لمساعدتكم في حل مشاكلكم. اطلبوا المساندة من أهاليكم وأصدقائكم، لا تسمحوا لأحد أن يستولى على حقكم في حياة سعيدة".