الساحر داوود.. رأى الشيطان وأطاع أوامره حد العبادة
الأحد 20/أغسطس/2023 - 11:53 ص
نور أحمد
طباعة
وُلِد داوود محمد فرحان لأب ساحر مشعوذ كان يستعين بالشياطين في حياته، عندما كان يمرض ويُصاب بالمس الشيطاني منذ الصِغَر لم يستعن بالأطباء لعلاج ابنه داوود ولكنه استعان بالجن حتى يقومون بشفاء ابنه وهذا طبقا لمعتقداته ونذر ابنه للشياطين، كما كان يصطحبه معه في كل أعماله المتعلقة بالدجل منذ أن كان في سن ال12 عاما.
وأكد داوود فرحان في إحدى حواراته الصحفية الي أقيمت معه بعد توبته أن هذا الأمر يُعد أمراً موروثاً حيث أنه بعد وفاة والده ورث منه السحر ورغبته في التواصل مع العالم الآخر، ووصف الحالة التي كان يعيشها أبيه وهو عندما كانوا منغمسين في ما يفعلونه وعبَّر أنها كانت حالة من الكآبة وحياة يسودها الغم والهم والضيق كما ولَّدوا كره عند الناس من ناحيتهم، وبالرغم من سعي الوالد لهذا الأمر ومن بعده ابنه داوود إلا أن والدة داوود كانت رافضا لهذا الأمر وغير راضية عنه أبداً ولكنها كانت تتعايش في دور الزوجة المطيعة لأوامر زوجها.
وضح داوود من قبل عن الطقوس التي كان يتّبعها والده وقال أن والده كان يذهب لزيارة قبر في منطقة يفرس في محافظة تسمى تعز وتلك المنطقة تبعد بضعة كيلومترات عن جنوب صنعاء ويسمى هذا القبر قبر ابن علوان، ويقال أن ابن علوان هذا كانوا يطلقوا عليه شيخ الجنوتعريفه الشخصي هو أحمد بن علوان بن عطاف ويزعم البعض أن نسبه ينتهي للحسن بن علي، وهو أحد مشايخ الصوفية ولد عام 600 هجرياً وتوفي عام 665 هجرياً، شافعي المذهب صوفي المعتقد.
وكان يرحل والد داوود تحديدا في اليوم الـ14 والـ 15 من شهر شعبان ويسمون تلك الفترة بالشعبانية وعند هذا المكان يجتمع الكثير من المشعوذين والسحرة والكهنة، وكانوا يؤدون هناك العديد من الطقوس ليتقربوا من الجن والشياطين مثل النذور الشركية، ويذبحون لغير اللّه عز وجل في هذا المكان، فيُعد هذا المكان معبد لعبادة غير اللّه.
ورحلة داوود مع الجن بدأت بعد وفاة والده مباشرةً وكانوا يتجسّدوا له في هيئة نساء من أهل القرية ووصل به الأمر لأنه كان يفعل معهم المحرمات والأفعال الفاحشة، وكان يلتقي بهم في الأماكن الخالية من بقية الناس، وعندما كان يريد أن يتواصل معهم أمروه بالخلوة؛ وكان يفعل هذه الخلوة عن طريق ترديد بعض الأقوال الخاصة بجلب الجن والشياطين وهذه الخلوه كانت لمدة 40 يوماً كما أمره الجن وعلى مدار تلك المدة كانت تُفرَض عليه المهمات المتتالية حتى تعلو مكانته في السحر ويحصل على الجاه والمكانة العالية ومن ضمن تلك الطقوس أيضاً أنه أُمِر أن يظل على نجاسة طوال الـ 40 يوماً ولا يتطهر من جنابة أو قضاء حاجة، كما أُمِر أن يقوم بتدنيس مصحف القرآن الكريم.
بعد هذه الطقوس بدأت رحلة الشعوذه والسحر مع داوود وطلب من والدته كتاب والده والمسبحة الخاصة به والخاتم، ولكنه عندما ذهب لوالدته وطلب منها هؤلاء أنكرت علمها بوجودهم ولكن الشياطين أعلموه بمكانهم ثم ذهب وحصل عليهم وجلس يقرأ في الكتاب حتى بدأ يظهر له طيور وحيوانات وواصل القراءة حتى ظهر له شيخ قبيلة الجان الذي كان والده يعمل معه، وعندما ظهر له اشترط عليه عدة شروط يجب عليه أن ينفذها وهي: أن يكون بعيداً عن أعين الناس تماماً فذهب داوود لمغارة قريبة من بيته بعدها واصل القراءة حتى ظهر له مرة أخرى شيخ قبيلة الجان ومن بعد ظهوره المرة الثانية سأله هل يريد أن يكون عظيماً فوافق داوود ومنذ تلك اللحظة بدأت الشروط التي يشترطها الشيطان على الساحر.
وهذه الشروط كانت عبارة عن كل وسائل الكفر والشرك بالله وملائكته وكتُبه ورُسله وبقدر ما كان يبتعد الساحر عن الله كان يتقرب أكثر من الشيطان ويستجيب لمطالبه أكثر.
وقام الساحر داوود بزيارة ملك النماردة النارية مثلما أخبر من قبل في إحدى حواراته الصحفية وقال أنه قابله في مكان يسمى بئر برهت بمحافظة شبوة ذهب هو وبعض الزائرين مثله وكان يوجد بعض التعليمات وكانت التعليمات كالتالي: أنه في البداية سيقابل وحوش تتقافز عليه لكن يجب عليه ألا يخاف منها، ثم سيظهر له الأفاعي والثعابين في الوادي، والوحش يفتك فمه فيدخل لداخل فمه، من ثم سيظهر له براكين سائلة تتفجر تسقط من الجبل حمرة تشبه الدم شكلها مثل الضباب بعدها ذهب الغار المتواجد فيه ملك النماردة، ولكن عندما اقترب زاد خوفه وانقبض قلبه وسمع أصوات كثيرة مختلطة منها نهيق الحِمرة، ونباح الكلاب، وأصوات بني آدم ممزوجة مع بعضها وأثناء هذا الموقف ثبت داوود مكانه ولم يتقدم وقال لهم : أرجع أرجع، ردّوا عليه : انت خواف.
وأثناء ذلك الحديث تذكر داوود آية الكرسي فقام بترتيلها وبعد قرائته للآية لم يشعر بنفسه إلا وهو فرّ من الوادي وعاد للقرية.
أما عن بداية توبته قال: كنت في النهار مع بعض الناس مرضى من البلد ومن هنا من تهامة وجمعت فلوس من كل واحد، فكانت الشغلة أول الليل اشتغلت، ولأول مرة أشتغل أول الليل وما أشتغل لآخره، لأن من العادة دائما أشتغل لآخر الليل حتى تطلع الشمس وأنا مخزن، بس في هذيك الليلة اشتغلت مبكرا، قضّيت هؤلاء الأمراض أو زي ما تقول نصبت عليهم، وقمت أشتهي أرتاح قالوا لي ليه ما تخزن قلتهم أنا تعبان أشتهي أرتاح شويه، فرقدت و كانت الساعة منتصف الليل أو الواحدة وأنا راقد في المكان لحالي، جاني حلم في المنام..: كأني متّ..وجاء الناس، يعني أسمع الكلام ولكني ميت، أشعر بنفسي ميت ميت...وحملوني فوقهم إلى القبر..وقبروني..وأنا أشعر بنفسي أشتهي أصيح ولكني ميت ميت....دخلت القبر، بعد دخولي القبر جائني اللي هو منكر ونكير ، بيسألوني عن دينك من ربك ماالرجل اللي أرسل فيكم -محمد صلى الله عليه وسلم- ما قدرت أجاوب على أي شيء، اتلخبطت الأمور كاملة واتلعثمت....فسُحب لي قِدر عظيم جدًا أقولك زي المكان هذا اللي احنا فيه أو أوسع منه..فيه شيء يغلي زي الزفلت " القار أو القطران " ، وهناك أمامه شيء مفروش يعني شيء أخضر وأحمر شيء مرعب، نار،...قيل لي أتوضأ من هذا- اللي في القدر- وصلي في هذاك المكان- النار-، يعني لو طرحت يدي في هذا الزفلت يمكن ما تطلع العظام حتى..تروح حتى العظام..فتراجعت أشتهي أهرب فظهرت لي يد طلعت من الأرض يد حديدية..مسكتني مسكة حتى حسيت العظام اتكسرت ورفعتني إلى الهواء وتريد أن تقذفني في القدر..فصرخت صرخة حتى حسيت أن حلقي انقطع من شدة الصوت، فأفقت، ألقى صاحب البيت جرى لعندي: واش بيك مالك..قلتلهم خلوني لحالي أنا تعبان شوية..فقالوا نبخر نعمل شيء، قلتلهم ما في داعي لهذا الكلام كله..الرجل ما هو داري إيش فيه عندي..ثم رجعت إلى النوم ثاني مرة.
رجعت إلى النوم ثاني مرة...رأيت الوالد وهو في نفس المكان-الذي هو أبي- في الرؤيا الثانية نعم، شافني وأنا في مكان مرتفع وهو في مكان منخفض، وهو يصيح: يا داود أهرب من عندك، لا تقرب أهرب من عندك، قلتله: فين أهرب يا أبي ليش أهرب؟، قال: أهرب من عندك...باقي عندك وقت أنك تصلي، باقي عندك وقت أنك تقرأ قرآن، باقي عندك وقت أنك تعبد الله، إبعد أترك الباطل واتبع الحق...أيًا باطل وأيًا حق أنا ما أعرف باطل ولا حق...أنا باطل في باطل منذ نشأتي إلى ذلك الوقت...قالي ما أنت فيه هو الباطل، ما أنت فيه هو الباطل، والحق هو الله، لن يغني عنك بن علوان شيء، ولن تغني عنك الشياطين شيء، ولا يغني عني سحري شيء، ولن تنفعني أي حاجة، إلا الله سبحانه وتعالى، ... فصحيت من النوم الخوف مالئ قلبي، أريد أن أعبد الله سبحانه وتعالى.