أسامة كمال عن أكاذيب فيلم جولدا عن حرب أكتوبر
تجري أحداث "جولدا" في إطار زمني واضح وضيق، الأسابيع الثلاثة بين اندلاع حرب أكتوبر (يوم الغفران) والاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار، والموقع محدد وواضح أيضًا، بين الخندق الذي يجتمع فيه رئيس الأركان في إقليم كاريا، وغرفتا النوم والمستشفى الذي تعيش فيهما جولدا أسوأ لحظاتها، والمطبخ الذي تعد فيه الطعام وحيث تستضيف كبار رجال دولتها ورئيس وزراء الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتشابه الفيلم في طريقة السرد هذه مع فيلم "Dark Hour" الذي يتجول فيه غاري أوديلمان بدور ونستون تشرشل في أوكار غرف الحرب تحت الأرض في لندن وغرفة نومه أثناء شربه للكحول، كذلك تتبع الكاميرا "جولدا" رئيس الوزراء في الأوكار الواقعة أسفل تل أبيب، وداخل زنزانات عقلها وهواجسها وهي لا تترك السجائر من يدها.
يبدأ الفيلم في 5 أكتوبر 1973، عشية بداية الحرب، حيث تتلقى جولدا معلومات تفيد بأن السوريين والمصريين يستعدون للهجوم، والفيلم من تأليف نيكولاس مارتن وإخراج جاي ناتيف، وتجسد الشخصية رئيسة وزراء اسرائيل الممثلة البريطانية هيلين ميرين.
لا يقدم الفيلم سيرة ذاتية من الميلاد وحتى الموت لجولدا ولكنه يقدم أحداث درامية مكثفة لحالتها على هامش الحرب، بالإضافة إلى جزء شخصي واحد فقط، وهو المرض ولحظات الكشف السرير بالتزامن مع الأحداث، وركز الفيلم على توضيح الجانب الإنساني لها ومدى تأثرها بالضحايا من أبناء شعبها وشعورها بالذنب تجاه كل مفقود أو أسير أو قتيل، بهدف خلق حالة من التعاطف معها.