رئيس مجلس إدارة مركز نزارباييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات : مصر شريك مهم لكازاخستان في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والمجتمع الإسلامي.
الجمعة 23/فبراير/2024 - 05:37 م
فاطمة بدوي
طباعة
ترتبط مصر وكازاخستان بعلاقات طويلة وتاريخية وتجسيدا لهذة العلاقات عقد مؤخرا مؤتمر عالمى على ارض مصر ناقش دور حوار الأديان وضمان الأمن العالمى بالتعاون بين مصر وكازاخستان ولمزيد عن العلاقات المصرية الكازاخية فى هذا الصدد كان لنا هذا الحوار مع
رئيس مجلس إدارة مركز نزارباييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات بولات سارسنباييف
وإلى نص للحوار :
نريد معرفة تفاصيل أكثر عن زيارتك الحالية لمصر؟
كما تعلمون، بدأ مركز نزارباييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات بالفعل في التنفيذ المنهجي لمفهوم التنمية 2023-2033 لمؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية، الذي تم تطويره بمبادرة من رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقاييف من أجل تعزيز منصة الحوار بين الأديان - المؤتمر في المجتمع العالمي. وفقا لخطة العمل لتعزيز مفهوم التنمية للكونجرس، التي وافق عليها رئيس مجلس الشيوخ في برلمان جمهورية كازاخستان - رئيس أمانة الكونجرس مولين أشيمبايف، يتم تنفيذ العمل في ما بين -فترة المؤتمر لتعزيز مهمتها والتنفيذ العملي للمفهوم من خلال عقد فعاليات مختلفة في كازاخستان وخارجها (الاجتماعات الدولية عبر الإنترنت/غير المتصلة بالإنترنت، والموائد المستديرة، والمؤتمرات، والمحاضرات، والمعارض، والندوات، وما إلى ذلك). وفي هذا الصدد، قام المركز، خلال زيارتي العمل إلى مصر يومي 18 و19 فبراير، بالتعاون مع شريكنا مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، بتنظيم مائدة مستديرة دولية مشتركة في القاهرة كجزء من تنفيذ مذكرة التعاون والاجتماع الأول للجنة الثنائية الدائمة حول موضوع: "دور وأهمية مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية في ضمان الأمن العالمي". الغرض الرئيسي من المائدة المستديرة هو النظر في دور الزعماء الدينيين في تحقيق التنمية المستدامة في العالم ومواصلة توسيع شراكة المشاركين في المؤتمر في تعزيز الحوار بين الأديان، فضلا عن إعلانه ومفهوم التنمية للمؤتمر. . وعلى وجه الخصوص، ألقيت محاضرة عن أهداف وغايات مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية في واحدة من أقدم مؤسسات التعليم العالي في العالم - جامعة الأزهر. وتم التأكيد على أهمية تعزيز التسامح بين جيل الشباب الذي يتكون من خلال العلم والتعليم الجيد. بالإضافة إلى ذلك، عقدت اجتماعات ثنائية مع وزير الشؤون الدينية والأوقاف المصري محمد مختار جمعة، ومفتي الديار المصرية شوقي إبراهيم علام، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر نظير عياد
رئيس الأساقفة ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالقاهرة، والأنبا إرميا، رئيس جامعة الأزهر سلامة جمعة داود، وعضو مجلس مركز الدوحة لحوار الأديان يوسف الصديقي لمزيد من التعاون في المركز المستويات الثنائية والمتعددة الأطراف في مجال الحوار بين الأديان والأديان.
ما هي خطة التعاون مع وزارة الأوقاف المصرية؟
أود أن أسلط الضوء على المساهمة الخاصة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف المصرية في تعزيز ثقافة السلام والتعايش بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى، والمساعدة في الاندماج الاجتماعي الناجح في المجتمعات الإسلامية، كما وكذلك تخفيف التوترات حول الجاليات المسلمة في الخارج.
وكما هو معروف فإن جمهورية مصر العربية شريك مهم لكازاخستان في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والمجتمع الإسلامي.
وتبادر كازاخستان، مثل مصر، بنشاط إلى إقامة حوار بين الأديان والثقافات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتساعد جهود المجتمع الدولي في ضمان التنمية المستدامة والاستقرار.
وكانت القيادة المصرية وأعلى رجال الدين المصريين من بين الأوائل الذين دعموا كازاخستان في عقد مؤتمر لزعماء الديانات العالمية والتقليدية.
إن المشاركة الفعالة لشيوخ الأزهر والأئمة الأكبر محمد طنطاوي وأحمد الطيب ووزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة في أعمال المؤتمرات ساهمت بشكل كبير في نجاح هذا المنتدى. ويشارك ممثلو الأزهر ووزارة الأوقاف المصرية بانتظام في اجتماعات المؤتمر وأمانة المؤتمر، ويساهمون بشكل كبير في تطوير جدول الأعمال وإعداد الوثائق الختامية للمنتدى.
ونأمل أن تكون بيننا في المستقبل نفس العلاقات البناءة التي ستسهم في تعزيز السلام والأمن في إطار مفهوم التنمية الذي اعتمده المؤتمر.
هل هناك استراتيجية للتعاون المستقبلي مع الأزهر الشريف؟
يعد الأزهر تاريخياً أحد المراكز التعليمية والعلمية والروحية الرئيسية في العالم الإسلامي. واليوم تتزايد سلطة الأزهر العالمية في تدريب المتخصصين المؤهلين في مختلف مجالات الدراسات الإسلامية.
أما فيما يتعلق بالتعاون، فلا بد من التأكيد على أن الأزهر يقدم الدعم الدائم والكامل لفعاليات مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية، ويشارك بانتظام في اجتماعات المؤتمر وهيئة عمله - أمانة المؤتمر، مما يحقق مساهمة هامة في تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات.
وعلى وجه الخصوص، في عام 2022، تم توقيع مذكرة تعاون بين مركز نزارباييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات ومركز الأزهر للحوار بين الأديان تهدف إلى تعميم أفكار وقرارات المؤتمر، وتنظيم فعاليات مشتركة، وكذلك التدريب والتدريب المتقدم للمتخصصين في المجال الديني.
وكان التنفيذ العملي لهذه المذكرة هو عقد الاجتماع الأول للجنة الثنائية الدائمة، ومائدة مستديرة دولية، ومحاضرة في الأزهر حول دور وأهمية مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية. في ضمان الأمن العالمي.
وأعتبر أنه من المهم مواصلة العمل معًا في المستقبل لتعزيز أفكار المؤتمر والارتقاء بها إلى مستوى جديد من الحوار. إن التضامن مع بعضنا البعض هو وحده الذي سيسمح لنا بتحقيق أهدافنا المشتركة في جميع عمليات التكامل لتحسين رفاهية المجتمع العالمي بأسره.
ما هي أهم المواضيع التي سيتم مناقشتها في الأمانة العامة المقبلة لمؤتمر زعماء الديانات العالمية والتقليدية في كازاخستان؟
سيعقد هذا العام اجتماع الأمانة العامة الثانية والعشرين لمؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية. تجدر الإشارة إلى أن الأمانة العامة هي هيئة العمل الجماعية للمؤتمر وتقوم بالأنشطة في الفترات الفاصلة بين اجتماعات المؤتمر. رئيس مجلس الشيوخ في برلمان جمهورية كازاخستان مولين أشيمبايف هو رئيس سكرتارية الكونجرس.
ستنظر أمانة المؤتمر المقبل في تنفيذ قرارات المؤتمر السابع ومفهوم التنمية 2023-2033 للمؤتمر، بالإضافة إلى تنسيق الموضوعات الرئيسية وجدول الأعمال العالمي وقواعد العمل ومسودات الوثائق النهائية للمؤتمر الثامن .
هل هناك بنود متفق عليها بين الدول المشاركة في أمانة المؤتمر سيتم مناقشتها خلال الاجتماع؟
إن إحدى القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها في اجتماع أمانة المؤتمر ستكون مواصلة تطوير الدبلوماسية الروحية، وتعزيز الحوار العالمي بين الأديان في إطار مفهوم التنمية الذي اعتمده المؤتمر حتى عام 2033.
تجدر الإشارة إلى أن المفهوم يقدم رؤية محدثة لتطور المنتدى في السنوات القادمة من خلال الجمع بين جهود الزعماء الدينيين لحل المشاكل الأكثر إلحاحا للإنسانية.
اليوم، تلعب الاجتماعات رفيعة المستوى للزعماء الروحيين والشخصيات السياسية والعامة دورًا مهمًا للعالم أجمع، خاصة في سياق تفاقم العديد من التناقضات والمشاكل الجيوسياسية والاقتصادية.
أحداث مثل تقديم خارطة طريق لتنفيذ الإعلانات الختامية للمؤتمرات، وأنشطة سفراء النوايا الحسنة للمؤتمر، وإنشاء منتدى للقادة الدينيين الشباب، ودعم الحركة التطوعية، ومشاركة ممثلين عن كما يساهم الكونغرس في إجراءات الوساطة وتنفيذ المشاريع البحثية والتعليمية وغيرها تحت رعاية المؤتمر في تحسين الأنشطة العملية للمؤتمر.
بالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى أن جغرافية الأنشطة ونطاق المشاركين في المؤتمر يتسع كل عام، وفقًا لمبدأ الشمولية، فإن ممثلي مختلف الأديان والطوائف الدينية، والشخصيات الحكومية والعامة، والشباب، والنساء، والعلماء، والعلماء، وسوف يشارك المثقفون المبدعون والمجتمع الإعلامي على نطاق واسع في أعمال المؤتمر ومؤسساته. ومن خلال استخدام أدوات الدبلوماسية الروحية، من المخطط توسيع تفاعل المؤتمر مع المؤسسات الدولية. وسيتم دمج أنشطة المؤتمر في النظام العالمي للتعاون بين الثقافات والحضارات.
ونتيجة لتنفيذ مفهوم المؤتمر، من المتوقع أن يقدم مساهمة هامة في تشكيل عالم يقوم على الاحترام والتفاهم المتبادل والتعاون بين الناس من مختلف الأديان والثقافات ووجهات النظر، حيث يتم حل النزاعات والتناقضات من خلال المصالحة. - الحوار القائم على الأفكار المشتركة حول الأخلاق والعدالة.
ما هي رسالة كازاخستان إلى العالم من خلال عقد هذا الاجتماع لسكرتارية المؤتمر؟
كما تعلمون، طورت كازاخستان نموذجا مستقرا للتفاعل بين المجموعات العرقية والأديان، مما يضمن الاستقرار ومناخ الإبداع والوئام في المجتمع. لقد تطور التنوع الديني والثقافي في قلب أوراسيا على مدى فترة تاريخية طويلة. ومنذ ذلك الوقت وحتى الوقت الحاضر، أصبحت قيم مثل "الانسجام" و"الوحدة" و"التسامح" على وجه التحديد عوامل حاسمة في ضمان السلام والاستقرار والتقدم الاقتصادي في كازاخستان. بالنسبة للشعب الكازاخستاني، يعد مفهوم "الوئام بين الأديان" أحد المبادئ والقيم الأساسية للدولة، والتي يدعمها الشعب الكازاخستاني بقوة ويعززها. وعلى وجه الخصوص، تلعب القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية المشتركة، التي تعد مبادئ أساسية لتطوير الحوار بين زعماء الديانات العالمية والتقليدية، دورًا مهمًا في ضمان الاستقرار والوحدة والوئام على المستويين الوطني والدولي.
أعلن رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقاييف رسالة كازاخستان إلى العالم في افتتاح المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية. وناشد الشخصيات الدينية المساهمة في الجهود الدولية الرامية إلى الحد من الاستقطاب في العلاقات الدولية والتغلب على تآكل النظام العالمي. وتم التأكيد على أنه ينبغي للزعماء الروحيين والشخصيات السياسية والعامة، وكذلك أصحاب النوايا الحسنة، أن يتحدوا في إطار حركة السلام العالمية وأن يعملوا معًا للمساهمة في تشكيل نظام متين جديد للأمن الدولي ومعالجة القضايا الملحة بشكل فعال. التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية وغيرها من التحديات التي تواجه المجتمع الدولي. هذه هي الرسالة الرئيسية لكازاخستان إلى العالم!
وكجزء من نموذج التنمية الجديد للكونجرس في العقد المقبل، تتمثل مهمة الكونجرس في زيادة تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين مجتمعات الديانات العالمية والتقليدية، فضلا عن تحقيق إمكانات الدبلوماسية الروحية للمساعدة في خلق مجتمع عادل. ومستقبل آمن ومزدهر للبشرية جمعاء.