انتشرت أخيراً انتقادات لصور و مقاطع لبعض الفنانين بصحبة سياراتهم الفارهة و لوحات سيارات تحمل اسمائهم، و البعض في تكريمات في جامعات أجنبية، و على الرغم من انهم لم يحالفهم الحظ في التعليم و عدم الحصول على شهادات، و اثبتوا نجاحاً في الوسط الفني و الغنائي، و ذلك وسط تعليقات "الشهادة ملهاش لزمة" و "آخرة اللي اتعلموا عملوا ايه".
تعليقات ساخرة علي التعليم و العلماء و أصحاب الشهادات، لضخ روح اليأس و الاحباط في عقول الشباب و الأطفال الناشئين، يُظهرون تفاهة و قلة التعليم، على عكس النجاح الذي يحققه مطربين المهرجانات و أصحاب التريندات و البلوجر، حيث لا يحتاجون للحصول على شهادات لكسب المال و الشهرة.
أصبح تلك الأيام البلوجر المشهور و مؤديين المهرجانات هم المثل الأعلى لكل شاب يسعى ان يكون مثلهم، و ذلك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي و اشهرهم (تيك توك) التي أصبحت مصر الثاني دولة عربية استخداماً له و ال١٢ عالمياً، و هذا في حد ذاته مأساه لكل شاب، حيث السبب الرئيسي لضياع الوقت و البعد عن التعلم، و بالرغم لكثرة فؤاد وسائل التواصل الاجتماعي و تم استخدامها بشكل خاطئ.
اختفت (القدوة) من أمثال "طه حسين" و "نجيب محفوظ" و "احمد زويل" و "مجدي يعقوب" و تمثلت في ما نراه في الدراما المصرية من إظهار العنف بشكل مستمر، حيث ظهر في شارعنا و أصبح الأطفال هم أبطال الحكاية، و يتخذون القدوة من شباب السوء التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي و التيك توك و نشر السم في عقول الشباب، و ظهور جيل غير أخلاقي، غير قادر على الإبداع و التطور داخل المجتمع.
و نري انه يجب الرقابة أكثر على الأفلام والمسلسلات من حيث تقليل أدوار البلطجه، و الاهتمام بالقصص الواقعية و أدوار العلماء و رجال الدين و الشهداء و رجال الأعمال الناجحين، و نرى ايضاً انه من الممكن اعلان مسابقات في قراءة الكتب و الاهتمام بالقراءة في اوقات الفراغ كبديل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، و العمل على تثقيف الشباب، و هنا يبدأ نجاح اي دولة.