المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

مؤشر بافيت يصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، ما تأثير ذلك على أسواق المال العالمية؟

الثلاثاء 18/فبراير/2025 - 08:44 م
المواطن
هانيا رضوان
طباعة
مؤشر وارن بافيت - وهو مؤشر يساعد في قياس التقييم الإجمالي لسوق الأوراق المالية. لماذا يتصدر هذا المؤشر عناوين الأخبار الآن؟
باختصار، لقد وصل قياس المؤشر إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير ذلك على الأسواق الإقليمية، مثل بورصة الكويت للأوراق المالية، حيث يتابع المستثمرون تطورات الأسواق العالمية لفهم انعكاساتها على استثماراتهم المحلية. فماذا يعني هذا بالنسبة لسوق الأسهم وبالنسبة لك كمستثمر؟ هل ينبغي لك أن تتحرك الآن أم تستمر على نفس المسار؟

ما هو مؤشر بافيت بالضبط؟
مؤشر بافيت هو نسبة تقارن القيمة السوقية الإجمالية لجميع الشركات الأمريكية المتداولة علنًا بالناتج المحلي الإجمالي للبلاد. في حين أن بافيت لم يبتكر هذا المؤشر في الواقع، إلا أن تأييده له جعله مشهورًا.
في عام 1999، تحدث وارن بافيت أمام تجمع من قادة الشركات وحذرهم من أن تقييمات سوق الأسهم مرتفعة بشكل خطير. وتوقع انخفاضًا كبيرًا في أسعار الأسهم - وكان محقًا. بعد عامين، في نفس الحدث، أشار إلى كيف انخفضت السوق بشكل كبير، مما يؤكد تحذيره السابق.
في وقت لاحق من ذلك العام، نشرت مجلة فورتشن مقالاً كتبه بافيت، والذي أوضح المنطق وراء توقعه. وفي ذلك المقال، زعم بافيت أن نسبة قيمة سوق الأسهم إلى الناتج المحلي الإجمالي كانت "ربما أفضل مقياس فردي لمكانة التقييمات في أي لحظة معينة". وأشار إلى أنه عندما بلغت النسبة مستويات قياسية مرتفعة في عام 2000، كان ينبغي النظر إليها باعتبارها علامة تحذيرية.
وعلى العكس من ذلك، عندما تنخفض النسبة إلى مستويات أدنى - حوالي 70% أو 80% - اقترح بافيت أن ذلك يشير غالبًا إلى فرصة شراء جيدة. ولكن إذا ارتفعت النسبة نحو 200%، حذر من أن ذلك يشبه "اللعب بالنار". ومنذ ذلك الحين، تمت الإشارة إلى مقياس التقييم هذا على نطاق واسع باسم مؤشر بافيت.
هل سوق الأسهم مبالغ في تقديرها مرة أخرى؟
هل تتذكرون "فقاعة الدوت كوم" في أواخر التسعينيات؟ انتهت تلك الفترة من تقييمات الأسهم المرتفعة  بشكل مؤلم في مارس 2000، حيث فقدت المؤشرات التي تعتمد على التكنولوجيا مثل ناسداك 100 ما يقرب من 80٪ من قيمتها بحلول نهاية عام 2002.
انتقلنا سريعًا إلى اليوم، حيث تجاوز مؤشر بافيت مرة أخرى 200٪. هل يعني هذا أننا نتجه نحو انهيار آخر؟
يعتقد بعض الخبراء أن أهمية المؤشر قد تغيرت. لماذا؟ أولاً، تحقق الشركات الأمريكية الآن عائدات دولية أكثر مما كانت عليه في الماضي، ولا يتم تضمين هذا الدخل العالمي في رقم الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. ونتيجة لذلك، قد لا توفر النسبة صورة كاملة لتقييم السوق. بالإضافة إلى ذلك، ظلت سوق الأسهم مرتفعة على الرغم من بقاء المؤشر فوق مستويات أوائل عام 2000 لسنوات.
ومع ذلك، فإن النسبة الحالية تثير بالتأكيد تساؤلات. هل يجب على المستثمرين أن يشعروا بالقلق؟ أم أن هناك عوامل مؤثرة تجعل السوق اليوم مختلفا عن السوق التي انهارت قبل عقدين من الزمن؟
ماذا ينبغي للمستثمرين أن يفعلوا؟
إذا كان المستوى المرتفع لمؤشر بافيت يجعلك تشعر بعدم الارتياح، فما هي خياراتك؟ هل ينبغي عليك أن تبيع أسهمك، أو تحتفظ بها،  أو تغير استراتيجيتك؟  ربما تكون أفضل طريقة للإجابة على هذه الأسئلة هي التفكير فيما يفعله بافيت نفسه.
على الرغم من المستوى المرتفع القياسي للمؤشر، لم يسارع بافيت إلى بيع كل ما يملكه. تتجاوز محفظة أسهم بيركشاير هاثاواي حاليًا 296 مليار دولار - وهي ليست علامة على الذعر أو الخوف من ما هو قادم. وفي حين يشتري بافيت عددًا أقل من الأسهم مقارنة بالماضي، إلا أنه لم يتوقف عن الاستثمار تمامًا. وهذا يشير إلى أنه حتى في بيئة التقييم المرتفع، من الممكن العثور على فرص إذا نظرت وبحثت بعناية.
ماذا عن الاحتفاظ بالنقود؟ لقد عمل بافيت بالفعل على بناء احتياطيات بيركشاير النقدية في السنوات الأخيرة. يمنحه هذا النهج المرونة للانقضاض على الاستثمارات الجذابة إذا تراجع السوق. بصفتك مستثمرًا، قد تفكر في الاحتفاظ ببعض النقود "الكاش" في محفظتك الاستثمارية أيضًا. بهذه الطريقة، إذا انخفضت الأسعار، فأنت مستعد للاستفادة من الصفقات.
إذن، ما هي النتيجة التي يمكن استخلاصها من هذا؟ إن الارتفاع القياسي الذي سجله مؤشر بافيت يستحق الاهتمام، ولكنه ليس بالضرورة نداءً للذعر أو القلق. بل ينبغي لنا بدلاً من ذلك أن نفكر في اتباع نهج بافيت: كن حذراً، وحافظ على انتقائيتك، وكن مستعداً للتصرف إذا ظهرت فرص أفضل.







من تتوقع أن يفوز بلقب الدوري المصري 2025
من تتوقع أن يفوز بلقب الدوري المصري 2025
ads
ads
ads
ads
ads