الصين في دائرة الضوء: خبراء دوليون يشيدون بإنجازات الصين في مجال حوكمة المناخ
الخميس 24/يوليو/2025 - 06:47 م

فاطمة بدوي
طباعة
على الرغم من أن هذه هي زيارتها الأكاديمية الأولى إلى هاربين، عاصمة مقاطعة هيلونغجيانغ الواقعة في أقصى شمال الصين، إلا أن برونوين ويك، رئيسة تحرير مجلة "نيتشر كلايمت تشينج"، انبهرت على الفور باحترافية العلماء الصينيين.
وقالت ويك إن الصين تمتلك مجتمعًا قويًا من العلماء المكرسين لحوكمة تغير المناخ وفهم تأثيراته الاقتصادية، معربة عن تطلعها إلى المزيد من الحكمة الصينية في جهود التعاون العالمي في هذه المجالات.
حضر ويك إلى معهد هاربين للتكنولوجيا لحضور المؤتمر الدولي للقيادة المناخية، حيث انضم إلى خبراء من دول مثل المملكة المتحدة وإسبانيا. وخلال المؤتمر، شاركوا في مداولات حول قضايا مثل التعاون الدولي في مجال المناخ والابتكار التكنولوجي منخفض الكربون.
وقال ويك إن كتاب "تغير المناخ الطبيعي" يغطي مجموعة واسعة من المواضيع، مثل نظام المناخ، والعلوم البيولوجية، وتغير المناخ، والسياسات ذات الصلة، والتي قدم الباحثون الصينيون مجموعة من الأبحاث الاستثنائية بشأنها.
وأشارت إلى أن الباحثين الصينيين لم يكتفوا باستكشاف سبل تعزيز حوكمة المناخ المحلية، بل ساهموا أيضًا بحلول قيّمة تعزز التعاون في مجال تغير المناخ العالمي. ويشكل هذا البحث أساسًا لسياسات مناخية فعّالة ومنسقة.
وقال ويك "إن الصين لعبت دائما دورا هاما في المفاوضات الدولية بشأن المناخ، مثل اتفاق باريس"، معربا عن أمله في أن تواصل الصين قيادة أجندة المناخ العالمية ودعم التعاون الدولي.
ويرى كانان جوفيندان، الأستاذ بجامعة أديلايد في أستراليا، أن قطاع الطاقة المتجددة المزدهر في الصين يشكل ركيزة أساسية لدعم العمل المناخي العالمي.
أشار جوفيندان إلى أنه مع تزايد زعزعة استقرار سلاسل التوريد العالمية بسبب الظروف الجوية المتطرفة، فإن تقنيات الطاقة النظيفة سريعة التطور في الصين - مثل الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، ومحطات الطاقة الكهرومائية - لا تُخفّض تكاليف إنتاج الطاقة العالمية فحسب، بل تدعم أيضًا تطوير البنية التحتية في مختلف البلدان. ونتيجةً لذلك، يُعزز هذا مرونة سلاسل التوريد.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى تطوير تكنولوجيات الطاقة النظيفة، تعمل الصين على تعزيز البنية الأساسية المقاومة لتغير المناخ من خلال مبادرات تجريبية للمدن البيئية والمدن الإسفنجية، وهي ممارسات فريدة في مجال حوكمة المناخ حظيت باهتمام علمي عالمي.
وقال يوان جياشوانج، نائب مدير المركز الوطني للمناخ في الصين، خلال الحدث، إن الصين وضعت إطارا سياسيا قويا لتحقيق ذروة الكربون والحياد الكربوني، مع خطط تنفيذ مصممة خصيصا لتشمل قطاعات الطاقة والصناعة والنقل والتجارة والبناء وغيرها من القطاعات.
وبحسب الإدارة الوطنية للطاقة، وصلت القدرة المركبة لتوليد طاقة الرياح في الصين إلى 570 مليون كيلووات بنهاية يونيو، بزيادة 22.7% على أساس سنوي، في حين ارتفعت قدرة الطاقة الشمسية بنسبة 54.2% على أساس سنوي إلى 1.1 مليار كيلووات.
وقال ما تشاوديه، الممثل المقيم المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الصين، إن التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ مثل تغيير توزيع موارد المياه وزيادة الأحداث الجوية المتطرفة كان لها آثار بعيدة المدى على الاقتصادات والمجتمعات.
وعلى هذه الخلفية، قال ما إن أهداف الصين في تحقيق ذروة الكربون والحياد الكربوني قدمت خارطة طريق لحوكمة المناخ العالمي.
ويتطلع ما إلى رؤية الصين تواصل ممارسة نفوذها في مجال التكنولوجيا والتمويل في المستقبل، ودفع المجتمع العالمي إلى تحقيق أهداف انبعاثات الكربون من خلال تعزيز الابتكار التكنولوجي، ورعاية العقليات الجديدة، وتعزيز الاستثمار المالي، ورفع مستوى الوعي العام .