الإدمان يقضي على أساطير الموضة العالمية
الأربعاء 24/أغسطس/2016 - 07:45 م
خالد شيرازي
طباعة
خسر عالم الموضة العالمي، ثلاثة من أفضل المبدعين، وأكثرهم تطويرًا لعالم الموضة الكبير، بدايةً من "ايف سان لوران"، و"ألكسندر ماكوين"، وحتى "جون غاليانو"، فمسيرة كل واحد منهم تتميز بالنجاح والشهرة العالمية مصدرها خيالهم وتصاميمهم المبدعة، لكن هذه المسيرة شابها العذاب والتخبط بين عالمين، عالم الطفولة المعذبة وعالم الشهرة والمال والإدمان.
سؤال يطرح نفسه: هل السبب هي طريقة عيشهم أم إن المبدعين هم في معظمهم أناس لديهم حساسية مفرطة، للإجابة عن هذا السؤال لا بد من عرض مسيرة كل واحد منهم بإيجاز،.
ايف سان لوران
هو "مارد الموضة" بكل ما في الكلمة من معنى، ولد وترعرع في الجزائر، من أبوين فرنسيين، أحب الرسم منذ طفولته التي قلّما تكلم عنها. تأثر بوالدته كثيراً، عمل في مطلع شبابه لدى "ديور"، لاقت تصاميمه رواجاً كبيراً فتشارك مع رفيق عمره "بيار بيرجيه " في افتتاح دار خاصة به، أطلق أفكارا ثورية في تصاميمه وضعته في مرتبة عباقرة الموضة في العالم.
مثليته
ربما في طفولته لم يتمكن "ايف سان لوران" من الإفصاح عن ميوله المثلية، لاسيما في تلك الحقبة حيث كانت تعتبر "المثلية" نوعاً من العار والفضيحة. لكن مع دخوله عالم الموضة تمكن من الإفصاح عن هذا الواقع وساعده في ذلك عشيقه "بيار بيرجيه" الذي تزوجه في ما بعد في لندن.
طبعه
كان "ايف سان لوران" خجولا ًجداً وحساساً ومصاباً بمرض الرهاب والهوس الاكتئابي. وكان دائما قبل كل عرض يصاب بالتوتر والرجفان والخوف ويصفه شريك عمره بـ" الكاره للحياة" إذ كان دوماً كئيباً وحزيناً.
إدمانه
يقول "بيار بيرجيه": "خمسون سنة عشتها معه اكتشفت خلالها كم هو انسان مدمر لنفسه، كان يسرف في شرب الكحول وفي تناول الكوكايين مما اضطرني الى ترك منزلنا في شارع "بابيلون". أردت أن أنقذ نفسي لأن الحياة معه لم تعد تطاق، طبعاً حين أصيب بسرطان الدماغ بقيت بجانبه فهو شريك حياتي وعمري وأعز شخص على قلبي".
جون غاليانو
المصمم الانجليزي الشهير الذي رفع اسم دار "ديور" عالياً من جديد بعدما كانت تتخبط بالسير نحو الإفلاس. "جون غاليانو" هو انجليزي المولد والنشأة والده من أصول ايطالية ويعمل في مجال السمكرة، أما أمه فهي هاوية خياطة. عاش في ضواحي لندن الفقيرة، ودرس فن التصميم فصمّم الثياب لعدة عروض مسرحية قبل أن يأتي الى فرنسا ويقيم ثورة في عالم الموضة من خلال تسلمه منصب المدير الفني لدار "ديور" الى درجة بلغت فيها مبيعات "ديور" أقصاها.
طريق الإدمان
"جون غاليانو" عاش قصة حب مع الشاب "ستيفان روبنسون" الذي كان يبلغ من العمر ثمانية عشرة عاماً والذي شاركه في كل مغامراته المفرطة والخطرة على الصحة الى أن توفي بجرعة زائدة من الكوكايين مما أفجع هذا المبدع الخلاق وجعله يفقد توازنه ويغرق في بحر من الفوضى والمخدرات والكحول لدرجة فقدان الوعي والارتماء في الشوارع. كما كان يمزج الفاليوم والمسكنات والحبوب المنومة مع الكحول. هذا التدمير الذاتي دفعه الى إهمال عمله والتوقف عن الإبداع الى أن جاءت حادثة التهجم على يهود في احد المقاهي، وكان مخموراً ومخدراً فراح ينطق ضد السامية مما أدى به الى السجن والمحاكمة. طرد بعدها من دار "ديور"، ولم يعد يسمع به حتى اليوم.
ألكسندر ماكوين
هذا المبدع الانكليزي لم تكن حياته سهلة أبداً، ترعرع وسط عائلة كبيرة في أحياء لندن الفقيرة وتخصص في التصميم في إحدى مدارس العاصمة. جذبته باريس اليها من خلال دار "جيفينشي" حيث حقق النجاح وانطلق اسمه كالسهم في كل عواصم الموضة. افتتح دارا خاصة به في لندن وبدأت عروضه تلاقي الرواج والاندهاش، فأحدث ثورة من خلال طابعه القوطي الخارج عن المألوف والمعروف بالقوطية. تأثر "الكسندر ماكوين " بأمه كثيراً فكانت أقرب الناس اليه وعندما توفيت فقد هذا المبدع أحب إنسان على قلبه وغرق في الكآبة.
مثليته
ارتبط "الكسندر ماكوين" بالعديد من الرجال وآخرهم عشيقه الأسترالي الذي عشقه بعمق لدرجة وشم اسمه على جسمه، لكن هذا الأخير تركه عائدا الى بلاده بعدما حصد كمية كبيرة من ثروته مما أدخله في نفق من الانهيار العصبي الزي حاول مجابهته من خلال التردد الى طبيبه النفسي.
طبعه
من المعروف أن "الكسندر ماكوين" كان يمر بفترات من الكآبة لذا كانت غالبية فساتينه تعبر عن مكنوناته، فكان الطابع القوطي غالباً عليها حتى إن ديكورات العرض كانت تتسم بعالم غريب قاتم ومثير للدهشة. فالديكور في معظمه كان يمثل الكآبة والموت.
إدمانه
رغم كآبته كان يعيش حياة صاخبة مليئة بالحفلات والمخدرات والكحول. لم يكن يستكين وكان يتناول كوكتيلا من الكوكايين والحبوب المنومة والمهدئات وكاد يموت مرتين من جرعتين زائدتين .
انتحاره
بعد موت والدته أصيب "الكسندر ماكوين" بصدمة قوية دفعته الى العزلة وتدمير الذات من خلال المخدرات، الى أن قرر الانتحار شنقاً في غرفته في لندن تاركاً رسالة قصيرة والتي على الأرجح تضمنت طلباً خاصاً به بأن يكون دفنه سرياً وغير معلن. وأفاد بعض المقربين منه أنه لم يتحمل وفاة والدته فانتحر عشية دفنها عن عمر أربعين سنة. وتجدر الإشارة الى أن مجموعته الأخيرة تميزت بضبابيتها وسوداويتها.
سؤال يطرح نفسه: هل السبب هي طريقة عيشهم أم إن المبدعين هم في معظمهم أناس لديهم حساسية مفرطة، للإجابة عن هذا السؤال لا بد من عرض مسيرة كل واحد منهم بإيجاز،.
ايف سان لوران
هو "مارد الموضة" بكل ما في الكلمة من معنى، ولد وترعرع في الجزائر، من أبوين فرنسيين، أحب الرسم منذ طفولته التي قلّما تكلم عنها. تأثر بوالدته كثيراً، عمل في مطلع شبابه لدى "ديور"، لاقت تصاميمه رواجاً كبيراً فتشارك مع رفيق عمره "بيار بيرجيه " في افتتاح دار خاصة به، أطلق أفكارا ثورية في تصاميمه وضعته في مرتبة عباقرة الموضة في العالم.
مثليته
ربما في طفولته لم يتمكن "ايف سان لوران" من الإفصاح عن ميوله المثلية، لاسيما في تلك الحقبة حيث كانت تعتبر "المثلية" نوعاً من العار والفضيحة. لكن مع دخوله عالم الموضة تمكن من الإفصاح عن هذا الواقع وساعده في ذلك عشيقه "بيار بيرجيه" الذي تزوجه في ما بعد في لندن.
طبعه
كان "ايف سان لوران" خجولا ًجداً وحساساً ومصاباً بمرض الرهاب والهوس الاكتئابي. وكان دائما قبل كل عرض يصاب بالتوتر والرجفان والخوف ويصفه شريك عمره بـ" الكاره للحياة" إذ كان دوماً كئيباً وحزيناً.
إدمانه
يقول "بيار بيرجيه": "خمسون سنة عشتها معه اكتشفت خلالها كم هو انسان مدمر لنفسه، كان يسرف في شرب الكحول وفي تناول الكوكايين مما اضطرني الى ترك منزلنا في شارع "بابيلون". أردت أن أنقذ نفسي لأن الحياة معه لم تعد تطاق، طبعاً حين أصيب بسرطان الدماغ بقيت بجانبه فهو شريك حياتي وعمري وأعز شخص على قلبي".
جون غاليانو
المصمم الانجليزي الشهير الذي رفع اسم دار "ديور" عالياً من جديد بعدما كانت تتخبط بالسير نحو الإفلاس. "جون غاليانو" هو انجليزي المولد والنشأة والده من أصول ايطالية ويعمل في مجال السمكرة، أما أمه فهي هاوية خياطة. عاش في ضواحي لندن الفقيرة، ودرس فن التصميم فصمّم الثياب لعدة عروض مسرحية قبل أن يأتي الى فرنسا ويقيم ثورة في عالم الموضة من خلال تسلمه منصب المدير الفني لدار "ديور" الى درجة بلغت فيها مبيعات "ديور" أقصاها.
طريق الإدمان
"جون غاليانو" عاش قصة حب مع الشاب "ستيفان روبنسون" الذي كان يبلغ من العمر ثمانية عشرة عاماً والذي شاركه في كل مغامراته المفرطة والخطرة على الصحة الى أن توفي بجرعة زائدة من الكوكايين مما أفجع هذا المبدع الخلاق وجعله يفقد توازنه ويغرق في بحر من الفوضى والمخدرات والكحول لدرجة فقدان الوعي والارتماء في الشوارع. كما كان يمزج الفاليوم والمسكنات والحبوب المنومة مع الكحول. هذا التدمير الذاتي دفعه الى إهمال عمله والتوقف عن الإبداع الى أن جاءت حادثة التهجم على يهود في احد المقاهي، وكان مخموراً ومخدراً فراح ينطق ضد السامية مما أدى به الى السجن والمحاكمة. طرد بعدها من دار "ديور"، ولم يعد يسمع به حتى اليوم.
ألكسندر ماكوين
هذا المبدع الانكليزي لم تكن حياته سهلة أبداً، ترعرع وسط عائلة كبيرة في أحياء لندن الفقيرة وتخصص في التصميم في إحدى مدارس العاصمة. جذبته باريس اليها من خلال دار "جيفينشي" حيث حقق النجاح وانطلق اسمه كالسهم في كل عواصم الموضة. افتتح دارا خاصة به في لندن وبدأت عروضه تلاقي الرواج والاندهاش، فأحدث ثورة من خلال طابعه القوطي الخارج عن المألوف والمعروف بالقوطية. تأثر "الكسندر ماكوين " بأمه كثيراً فكانت أقرب الناس اليه وعندما توفيت فقد هذا المبدع أحب إنسان على قلبه وغرق في الكآبة.
مثليته
ارتبط "الكسندر ماكوين" بالعديد من الرجال وآخرهم عشيقه الأسترالي الذي عشقه بعمق لدرجة وشم اسمه على جسمه، لكن هذا الأخير تركه عائدا الى بلاده بعدما حصد كمية كبيرة من ثروته مما أدخله في نفق من الانهيار العصبي الزي حاول مجابهته من خلال التردد الى طبيبه النفسي.
طبعه
من المعروف أن "الكسندر ماكوين" كان يمر بفترات من الكآبة لذا كانت غالبية فساتينه تعبر عن مكنوناته، فكان الطابع القوطي غالباً عليها حتى إن ديكورات العرض كانت تتسم بعالم غريب قاتم ومثير للدهشة. فالديكور في معظمه كان يمثل الكآبة والموت.
إدمانه
رغم كآبته كان يعيش حياة صاخبة مليئة بالحفلات والمخدرات والكحول. لم يكن يستكين وكان يتناول كوكتيلا من الكوكايين والحبوب المنومة والمهدئات وكاد يموت مرتين من جرعتين زائدتين .
انتحاره
بعد موت والدته أصيب "الكسندر ماكوين" بصدمة قوية دفعته الى العزلة وتدمير الذات من خلال المخدرات، الى أن قرر الانتحار شنقاً في غرفته في لندن تاركاً رسالة قصيرة والتي على الأرجح تضمنت طلباً خاصاً به بأن يكون دفنه سرياً وغير معلن. وأفاد بعض المقربين منه أنه لم يتحمل وفاة والدته فانتحر عشية دفنها عن عمر أربعين سنة. وتجدر الإشارة الى أن مجموعته الأخيرة تميزت بضبابيتها وسوداويتها.