سنة على صدمة "الشاحنة المقبرة" في أوروبا وأزمة المهاجرين لا تزال بدون حل
الجمعة 26/أغسطس/2016 - 06:55 م
وكالات
طباعة
قبل عام اثار العثور على 71 مهاجرا جثثا في شاحنة صدمة في اوروبا التي وافقت على وقع العديد من المآسي على استقبال كثيف للاجئين قبل ان تغلق حدودها وتبرم مع تركيا اتفاقا هشا مهددا اليوم اكثر من اي وقت.
وذكر جيرالد تاتزغرن المسؤول عن مكافحة تهريب المهاجرين في النمسا "مع توسع النزاعات يزداد عدد الاشخاص الراغبين في ايجاد ملجأ في اوروبا عبر البر او طرق اخرى اكثر مما كان عليه الوضع قبل سنة".
وقال لوكالة فرانس برس انه رغم عمليات المراقبة المشددة "لا يمكن ان نستبعد مئة بالمئة حصول مثل هذه الكارثة".
في 27 اغسطس 2015 وقعت انظار عناصر الشرطة النمسوية الذين كانوا يفتشون شاحنة مبردة متروكة قرب الحدود المجرية، على مشهد مريع مع العثور على عشرات الجثث لرجال ونساء واطفال مكدسة في حالة تحلل متقدمة.
اولئك المهاجرون الهاربون من النزاعات الدائرة في سوريا العراق وافغانستان قتلوا اختناقا بعد ان نقلهم مهربون الى المجر.
واثارت المأساة صدمة كبيرة. البابا فرنسيس تحدث عن "هجوم على الانسانية جمعاء"، والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل اعلنت ان بلادها ستفتح ابوابها من الان فصاعدا للاجئين السوريين.
ثم اهتز الرأي العام مجددا مطلع سبتمبر لصورة جثة طفل سوري في الثالثة من العمر يدعى ايلان ممددة على شاطىء تركي بعد غرق المركب الذي كان على متنه مع اسرته.
وخلال بضعة اشهر عبر مئات الاف المهاجرين منطقة البلقان واوروبا الوسطى متوجهين خصوصا الى المانيا. وفي البداية استقبلوا في قطارات وحافلات رسمية من قبل عشرات الاف المتطوعين النشطين.
- نزعات شعبوية -
لكن حجم التدفق وتسلل ارهابيين بين اللاجئين، اضافة الى الاعتداءات الجنسية في كولونيا (المانيا) التي نسبتها الشرطة الى مهاجرين معظمهم من شمال افريقيا، اثارت مشاعر النفور والعداء لدى قسم من السكان كما غذت النزعات الشعبوية. وبدأ اغلاق الحدود تدريجيا.
وفي 18 مارس توصل الاتحاد الاوروبي وتركيا الى اتفاق مثير للجدل تتعهد فيه انقرة بوقف عبور اللاجئين الى الاتحاد الاوروبي. فتراجع عدد المهاجرين الذين يعبرون البلقان واوروبا الوسطى.
لكن هذا الاتفاق مهدد اليوم، فتركيا تهدد بابطاله ان لم تحصل من الاتحاد الاوروبي على اعفاء مواطنيها من التأشيرات.
وفي منتصف اغسطس حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو قائلا في الصحافة الالمانية "انه امر واضح: اما نطبق كل الاتفاقات معا، واما نتخلى عنها".
وتحدث رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر من جهته عن احتمال كبير لانهيار الاتفاق بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو وحملات التطهير المكثفة التي ادت الى تعقيد العلاقات مع انقرة.
ولاحظت اليونان معاودة ارتفاع عدد الوافدين يوميا من تركيا. وفي الاجمال هناك نحو 54 الف مهاجر عالقين على اراضيها.
- اساليب جديدة -
وعلى غرار دول اخرى عززت النمسا عمليات المراقبة الحدودية وعبأت الجيش والاحتياط.
وحدد هذا البلد سقفا لعدد المهاجرين الجدد الذين اكد استعداده لاستقبالهم ب37500 بعد ان استضاف 90 الفا من طالبي اللجوء العام الماضي.
وعدد من يصلون الى النمسا قريب عمليا من العدد المسجل في اغسطس 2015 --قبل مستويات الذروة في الخريف- مع "100 الى 150 شخصا في اليوم" بحسب وزارة الداخلية.
والفارق الوحيد ان وسائل النقل الجماعية مثل تلك التي ادت الى كارثة "الشاحنة المقبرة" في 27 اغسطس باتت اكثر ندرة. وقال تاتزغرن "ان المهربين باتوا يفضلون اليوم السيارات الخاصة".
بات القسم الاكبر من المهاجرين يمرون عبر ايطاليا. فمنذ بداية 2016 عبر اكثر من 94 الف شخص البحر المتوسط على متن مراكب متهالكة للوصول الى هذا البلد، ولقي اكثر من 3100 حتفهم في البحر بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
لكن الاتحاد الاوروبي لم يتوصل بعد الى تنفيذ خطة لتوزيع منصف للاجئين على دوله الاعضاء بسبب رفض عواصم عدة بدءا ببودابست.
وتم توقيف اربعة بلغار وافغاني بعيد العثور على الجثث في الشاحنة وما زالوا قيد الاحتجاز على ذمة التحقيق. وقال غابور شميت من احدى محاكم جنوب المجر "نأمل بان ينتهي التحقيق هذا الخريف".
اما الجثث وهي تعود الى 59 رجلا وثماني نساء واربعة اطفال بينهم رضيع فتم التعرف على هويات اصحابها باستثناء واحدة. وتم تسليم معظمها الى اقرباء بينما دفن الاخرون في فيينا.
وذكر جيرالد تاتزغرن المسؤول عن مكافحة تهريب المهاجرين في النمسا "مع توسع النزاعات يزداد عدد الاشخاص الراغبين في ايجاد ملجأ في اوروبا عبر البر او طرق اخرى اكثر مما كان عليه الوضع قبل سنة".
وقال لوكالة فرانس برس انه رغم عمليات المراقبة المشددة "لا يمكن ان نستبعد مئة بالمئة حصول مثل هذه الكارثة".
في 27 اغسطس 2015 وقعت انظار عناصر الشرطة النمسوية الذين كانوا يفتشون شاحنة مبردة متروكة قرب الحدود المجرية، على مشهد مريع مع العثور على عشرات الجثث لرجال ونساء واطفال مكدسة في حالة تحلل متقدمة.
اولئك المهاجرون الهاربون من النزاعات الدائرة في سوريا العراق وافغانستان قتلوا اختناقا بعد ان نقلهم مهربون الى المجر.
واثارت المأساة صدمة كبيرة. البابا فرنسيس تحدث عن "هجوم على الانسانية جمعاء"، والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل اعلنت ان بلادها ستفتح ابوابها من الان فصاعدا للاجئين السوريين.
ثم اهتز الرأي العام مجددا مطلع سبتمبر لصورة جثة طفل سوري في الثالثة من العمر يدعى ايلان ممددة على شاطىء تركي بعد غرق المركب الذي كان على متنه مع اسرته.
وخلال بضعة اشهر عبر مئات الاف المهاجرين منطقة البلقان واوروبا الوسطى متوجهين خصوصا الى المانيا. وفي البداية استقبلوا في قطارات وحافلات رسمية من قبل عشرات الاف المتطوعين النشطين.
- نزعات شعبوية -
لكن حجم التدفق وتسلل ارهابيين بين اللاجئين، اضافة الى الاعتداءات الجنسية في كولونيا (المانيا) التي نسبتها الشرطة الى مهاجرين معظمهم من شمال افريقيا، اثارت مشاعر النفور والعداء لدى قسم من السكان كما غذت النزعات الشعبوية. وبدأ اغلاق الحدود تدريجيا.
وفي 18 مارس توصل الاتحاد الاوروبي وتركيا الى اتفاق مثير للجدل تتعهد فيه انقرة بوقف عبور اللاجئين الى الاتحاد الاوروبي. فتراجع عدد المهاجرين الذين يعبرون البلقان واوروبا الوسطى.
لكن هذا الاتفاق مهدد اليوم، فتركيا تهدد بابطاله ان لم تحصل من الاتحاد الاوروبي على اعفاء مواطنيها من التأشيرات.
وفي منتصف اغسطس حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو قائلا في الصحافة الالمانية "انه امر واضح: اما نطبق كل الاتفاقات معا، واما نتخلى عنها".
وتحدث رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر من جهته عن احتمال كبير لانهيار الاتفاق بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو وحملات التطهير المكثفة التي ادت الى تعقيد العلاقات مع انقرة.
ولاحظت اليونان معاودة ارتفاع عدد الوافدين يوميا من تركيا. وفي الاجمال هناك نحو 54 الف مهاجر عالقين على اراضيها.
- اساليب جديدة -
وعلى غرار دول اخرى عززت النمسا عمليات المراقبة الحدودية وعبأت الجيش والاحتياط.
وحدد هذا البلد سقفا لعدد المهاجرين الجدد الذين اكد استعداده لاستقبالهم ب37500 بعد ان استضاف 90 الفا من طالبي اللجوء العام الماضي.
وعدد من يصلون الى النمسا قريب عمليا من العدد المسجل في اغسطس 2015 --قبل مستويات الذروة في الخريف- مع "100 الى 150 شخصا في اليوم" بحسب وزارة الداخلية.
والفارق الوحيد ان وسائل النقل الجماعية مثل تلك التي ادت الى كارثة "الشاحنة المقبرة" في 27 اغسطس باتت اكثر ندرة. وقال تاتزغرن "ان المهربين باتوا يفضلون اليوم السيارات الخاصة".
بات القسم الاكبر من المهاجرين يمرون عبر ايطاليا. فمنذ بداية 2016 عبر اكثر من 94 الف شخص البحر المتوسط على متن مراكب متهالكة للوصول الى هذا البلد، ولقي اكثر من 3100 حتفهم في البحر بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
لكن الاتحاد الاوروبي لم يتوصل بعد الى تنفيذ خطة لتوزيع منصف للاجئين على دوله الاعضاء بسبب رفض عواصم عدة بدءا ببودابست.
وتم توقيف اربعة بلغار وافغاني بعيد العثور على الجثث في الشاحنة وما زالوا قيد الاحتجاز على ذمة التحقيق. وقال غابور شميت من احدى محاكم جنوب المجر "نأمل بان ينتهي التحقيق هذا الخريف".
اما الجثث وهي تعود الى 59 رجلا وثماني نساء واربعة اطفال بينهم رضيع فتم التعرف على هويات اصحابها باستثناء واحدة. وتم تسليم معظمها الى اقرباء بينما دفن الاخرون في فيينا.