ربما هى طبيعة وفطرة جبل عليها الرجل.. وربما هى عادة سيئة اكتسبها نتيجة احتكاكاته التى اختار لها طريقا واحدا وهو الأظلم والأسوأ على الاطلاق.
ربما تتعدد الأبحاث وتترامى الاستنتاجات وبين كل تلك التجارب والدراسات تبقى هناك حقيقة واحدة صارخة، لم أجد غيرها طوال عمرى المحسوب منذ لحظة وعيى على معالم الحياة، وأقسم أننى لو كنت رأيت بديلا واحدا.. واحدا فقط لما وقفت على العنوان أعلاه كحقيقة.
فهنا كمجتمع مصري ينشق ككل عن المجتمع الشرقى تقبع ملامح عادات ودروب.. ملتوية.. مهلهلة.. بالية..و عليلة.
فلن أتطرق فى مقالي هذا إلا لشرح العنوان المختار.. "قاس مع حبيبته..حنونا على العاهرات".
لن يجيب الرجل ما حيينا على سؤال كهذا..لأنه بطبيعته لا يحب النقد أو محاولة الآخر ايقاظ ضميره الخامل، وتلك بصمة واضحة فى مجلد اجتنابه الارتباط بالمرأة المثقفة.
لذا سأجيب أنا من واقع ما رأيت وسمعت وتحسست وتجسست، هو الحنون دوما على تلك العاهرة التى يراها يوما ويرى غيرها يوما اخر، هو ذلك الكائن "اللطيف" الذى يخرج كلمة "أحبك " من بين شفاه طامعة فى لمسة نارية من شفاه امرأة أجنبية، هو ذلك العاشق المتوهج الحس والذى يجتهد ليثبت لعاهرته أنه اختار من تستحق لهيب عاطفته المحرمة.
هو ذلك الذى يسعى ليثبت لعشيقة مؤقته انه أفضل الرجال على وجه الأرض.
و تلك القابعة بذكريات تعنيفه وتأنيبه وفرض خشونة رجولته فى صوت عريض وكلمات حادة.. لا تقابل قسوته الا...."بالبكاء".
تلك التى لا يناديها باسمها.. ولا ينعتها بالحبيبة ولا الصغيرة، ليحجز كلماته لعاهرة على الطريق، فهو يرى أنها من تستحق.
تلك التى تحمل اسمه وتنجب له قرة عينه لا يقابل معروفها الابالنكران.
احتارت العقول وخاصة المفكرين ومنهم الرجال، فى عقلية الرجل وخاصة:المصرى:" وكأنه عملاق يقتلع كتف كل من اقترب اليه ليطعمه، ويخضع مهذبا لمن يملك سياطا يلوح بها أمام عينيه.
تناولت أحاديث علم النفس والاجتماع الى حل هذا اللغز الساخر، وخرجت الاجابات لتثبت أنها طبيعة ولكن من يملك عقلا حكيما ونفسا قوامة وحده من يمكنه الخروج من بين مخالبها.