6 ساعات فى رواندا تكفى لإنشاء الشركات
السبت 10/سبتمبر/2016 - 01:19 م
وكالات
طباعة
حققت رواندا نتائج مبهرة على صعيد تحسين مناخها الاستثماري وبيئة الأعمال وتأسيس الشركات لديها خلال السنوات الأخيرة، وقدمت حكومة كيجالي العديد من التيسيرات والامتيازات للمستثمرين الأفارقة والأجانب على حد سواء، الأمر الذي أهلها للارتقاء في قائمة البنك الدولي الدول الأكثر يسرا وسهولة لتحتل المركز الثاني بين بلدان شرق أفريقيا.
فيكفي أن نعرف أن خطوات تأسيس الشركات في رواندا لم تعد تزيد على 6 ساعات، لينتهي المستثمر من إجراءاته الخاصة بالتأسيس، ولا يكاد يمر اليوم نفسه على المستثمر الأجنبي أو الأفريقي حتى يكون قد تمكن من الانتهاء من تسجيل العمالة، واستخراج التراخيص اللازمة للبدء في إطلاق شركته وتسجيلها ضريبيا.
وفي ورقة عمل عرضت أمام قمة التجارة التنزانية الرواندية التي عقدت أخيرا، قال مسئول في مجلس التنمية الرواندي، إنوسينت ندايسابا، إنه استنادا إلى مسار قياسي تمتع به المناخ الاستثماري وتأسيس الشركات في رواندا، بات بوسع المستثمرين تسجيل شركاتهم في غضون ست ساعات، وهو الذي حدا بالبنك الدولي في تقريره الصادر العام الماضي عن تسيير الأعمال لعام 2016، بتصنيف رواندا كأفضل الدول في شرق أفريقيا من حيث مناخ تأسيس الشركات.
فعلى سبيل المثال، فإن المستثمر بحاجة إلى يوم واحد لإنهاء إجراءاته اللازمة للبدء في شركته، وذلك بفضل توفير إمكانية الحصول على التوقيع إلكترونيا، والتيقن من تفرد اسم الشركة، إضافة إلى تقديم تسجيل طلب عبر شبكة الإنترنت.
وخلال اليوم ذاته، بوسع المستثمر التسجيل في ضريبة القيمة المضافة، وشراء ماكينة شراء إلكتروني، وتسجيل الموظفين في مكتب الخدمة المدنية، وسداد قيم الرخصة التجارية. ويعني اختصار الوقت اللازم لتأسيس الشركات أن المستثمر سيسدد مبالغ أقل للوكالات والهيئات والسلطات الحكومية لإنهاء تلك الإجراءات.
وتبلي رواندا بلاء حسنا في العديد من المجالات، حسبما ورد في تقرير البنك الدولي لإنشاء الشركات، ومن بين تلك النقاط الإيجابية التي يتمتع بها المناخ الاستثماري الرواندي تأتي استخراج رخص تشييد، والحصول على الكهرباء، وتسجيل العقارات، والحصول على ائتمانات من المصارف، وحماية المستثمرين، وسداد الضرائب، والتجارة عبر الحدود. وعلى مستوى أفريقيا، تحل رواندا ثانيا بعد موريشيوس.
ويأتي تجمع دول شرق أفريقيا EAC في المركز 62 عالميا من حيث سهولة بيئة الأعمال، وتجيء موريشيوس، الجزيرة البركانية التي تقع في المحيط الهندي، في المركز الـ32 عالميا. ومن الدول الأفريقية التي جاءت في قائمة الدول المائة عالميا من حيث سهولة بيئة الأعمال، بتوسانا في المركز الـ72، وتلتها جنوب أفريقيا في المركز الـ(73)، وتونس (74)، والمغرب (75)، وحلت زامبيا في المركز الـ97.
وقد استقطبت رواندا في الأعوام الأخيرة الكثير من المستثمرين ولاسيما الأفارقة وفي مقدمتهم مستثمرو تنزانيا. وقد ظلت رواندا حتى عام 2001 من الدول المستوردة بشكل كامل لطحين القمح الذي كانت تستورده وتعمد بصورة رئيسية على المطاحن التنزانية، لكن بمجرد تولي الرئيس الرواندي كاجامي منصبه في عام 2000، سعى إلى البحث عن مستثمرين موثوقين لتقديم العون لإخراج رواندا من تلك الفوضى.
وخلال الفترة بين 2001 و2010، أجرى مسئولو الحكومة الرواندية نقاشات عدة مع مستثمرين متنوعين من داخل تجمع بلدان شرق أفريقيا EAC وخارجه، كما قدمت كيجالي العديد من التسهيلات للمستثمرين في قطاع المطاحن والغلال.
وفي عام 2006، شرع فريق حكومي رواندي في إجراء مناقشات مع مستثمرين تنزانيين يديرون شركة "ميكواني تريدر" المحدودة الذين ينتجون عبوات طحين القمح تحت العلامة التجارية الشهيرة "أزانيا"، ويعلق مدير فرع الشركة في رواندا، جيروم مباجازي، إن الشركة توصلت بعد أن قامت بتحليل التسهيلات المقدمة ودراستها إلى اتخاذ قرارها ببناء مطحن دقيق قمح متطور بوصفه قرارا يستحق أن يدخل حيز التنفيذ".
وقد ضخت الشركة التنزانية 10 ملايين دولار لبناء المطحن بقدرة طحن 150 طنا متريا من القمح يوميا، إضافة إلى مستودعات تخزين ملحقة قادرة على استيعاب 10 آلاف طن من المنتجات على مدى المواسم المختلفة أثناء العام.
وتماشيا مع تلك التطورات، قامت الحكومة الرواندية بتخصيص موقع للشركة التنزانية في المنطقة الاقتصادية الخاصة في كيجالي، بما يضمن توفير كل الظروف والاحتياجات اللازمة للعمل بكفاءة وحرية، ويقول مباجازي "كل شيء كان يتم إنجازه بسلاسة.. فقد قدمت لنا الحكومة بمساحة مثلما وعدت تماما، وتم الانتهاء من عمليات التشييد للمطحن ومرافق التخزين الملحقة به والتي استغرقت 18 شهرا، مثلما تعهدنا في أوراقنا، وقد دخل المطحن حيز الإنتاج فعليا منذ خمسة أشهر".
بمجرد الانخراط بداخل المنطقة الاقتصادية الخاصة فإن ذلك يعني أن عبارة "انقطاع الكهرباء" تغيب عن ألسنة المستثمرين في كيجالي، ويشير المسئول التنزاني إلى أن "مولدات الكهرباء الاحتياطية الموجودة في الموقع أثناء عملية بناء المطحن، لم يتم استخدامها، فيما أقامت الحكومة (الرواندية) كل ما يلزم من بنية ضرورية للمشروع ومنها المياه والطرق داخل الموقع".
ولتحسين وضعية ميزان المدفعوعات الرواندي، فإن المصانع العاملة داخل إطار المنطقة الاقتصادية الخاصة في كيجالي، ملزمة بتصدير 40 % على الأقل من إنتاجها، تقوم شركة أزالي بتصدير إنتاجها من طحين القمح فعليا إلى بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبلدة روسومو الحدودية التنزانية.
كما تنتج الشركة التنزانية عبوات البران والبولارد من مطحن كيجالي، والتي تلقى إقبالا في عدد من الأسواق وتدر إيرادات معقولة أيضا. وتلقى عبوات "البران" إقبالا كبيرا وتباع على نطاق واسع في كينيا بينما تخلط عبوات "البولارد" بطحين الذرة والتي تستخدم كمكمل غذائي معروف في أسواق رواندا والبلدان المجاورة تحت اسم "ليشي".
ويقول مجلس التنمية الرواندي في تقاريره الأخيرة إن شركة "أزانيا" تأتي ضمن عشرات الشركات التنزانية التي تستثمر وتدخل في شراكات نسبية داخل الاقتصاد الرواندي باستثمارات تصل إلى أكثر من 80 مليون دولار. ومن بين هذه الشركات "باخريسا جروب"، التي تنتج عبوات "أزام" لطحين الدقيق، وشركتا "جي إس إم" و"ماجودور دودوما"، وهى شركات لها مواقع عدة في أنحاء متفرقة بالعاصمة الرواندية كيجالي.
ويقول المدير الإداري لشركة "فيفا برودكتس"، على مانجي، "لقد قررنا المجئ إلى هنا لأن رواندا تستمع إلى ما نحتاج إليه. والتسهيلات المقدمة كانت جيدة، إلى جانب أن الأمر استغرق أياما قليلة لتشييد شركتنا هنا"، مشيرا إلى أن الشركة استغرقت 8 أشهر لاستكمال كل شيء، بما فيها بناء المصنع، لافتا إلى أن المشروع المماثل في أفريقيا يستغرق نحو 18 شهرا على الأقل.
ويضيف مانجي أن شركته التي تعمل في إنتاج الفوم، قامت بتوظيف 80 عاملا في إطار التسهيلات الممنوحة، مؤكدا أنه "في دولة تعدادها 11 مليون نسمة، فإن السوق يحمل تحديات كثيرة ولاسيما أن هناك سبع شركات مصنعة للفوم، غير أن الدعم الحكومي الكبير، يجعلنا لا نندم على وجودنا ونصر على بقائنا هنا".
فيكفي أن نعرف أن خطوات تأسيس الشركات في رواندا لم تعد تزيد على 6 ساعات، لينتهي المستثمر من إجراءاته الخاصة بالتأسيس، ولا يكاد يمر اليوم نفسه على المستثمر الأجنبي أو الأفريقي حتى يكون قد تمكن من الانتهاء من تسجيل العمالة، واستخراج التراخيص اللازمة للبدء في إطلاق شركته وتسجيلها ضريبيا.
وفي ورقة عمل عرضت أمام قمة التجارة التنزانية الرواندية التي عقدت أخيرا، قال مسئول في مجلس التنمية الرواندي، إنوسينت ندايسابا، إنه استنادا إلى مسار قياسي تمتع به المناخ الاستثماري وتأسيس الشركات في رواندا، بات بوسع المستثمرين تسجيل شركاتهم في غضون ست ساعات، وهو الذي حدا بالبنك الدولي في تقريره الصادر العام الماضي عن تسيير الأعمال لعام 2016، بتصنيف رواندا كأفضل الدول في شرق أفريقيا من حيث مناخ تأسيس الشركات.
فعلى سبيل المثال، فإن المستثمر بحاجة إلى يوم واحد لإنهاء إجراءاته اللازمة للبدء في شركته، وذلك بفضل توفير إمكانية الحصول على التوقيع إلكترونيا، والتيقن من تفرد اسم الشركة، إضافة إلى تقديم تسجيل طلب عبر شبكة الإنترنت.
وخلال اليوم ذاته، بوسع المستثمر التسجيل في ضريبة القيمة المضافة، وشراء ماكينة شراء إلكتروني، وتسجيل الموظفين في مكتب الخدمة المدنية، وسداد قيم الرخصة التجارية. ويعني اختصار الوقت اللازم لتأسيس الشركات أن المستثمر سيسدد مبالغ أقل للوكالات والهيئات والسلطات الحكومية لإنهاء تلك الإجراءات.
وتبلي رواندا بلاء حسنا في العديد من المجالات، حسبما ورد في تقرير البنك الدولي لإنشاء الشركات، ومن بين تلك النقاط الإيجابية التي يتمتع بها المناخ الاستثماري الرواندي تأتي استخراج رخص تشييد، والحصول على الكهرباء، وتسجيل العقارات، والحصول على ائتمانات من المصارف، وحماية المستثمرين، وسداد الضرائب، والتجارة عبر الحدود. وعلى مستوى أفريقيا، تحل رواندا ثانيا بعد موريشيوس.
ويأتي تجمع دول شرق أفريقيا EAC في المركز 62 عالميا من حيث سهولة بيئة الأعمال، وتجيء موريشيوس، الجزيرة البركانية التي تقع في المحيط الهندي، في المركز الـ32 عالميا. ومن الدول الأفريقية التي جاءت في قائمة الدول المائة عالميا من حيث سهولة بيئة الأعمال، بتوسانا في المركز الـ72، وتلتها جنوب أفريقيا في المركز الـ(73)، وتونس (74)، والمغرب (75)، وحلت زامبيا في المركز الـ97.
وقد استقطبت رواندا في الأعوام الأخيرة الكثير من المستثمرين ولاسيما الأفارقة وفي مقدمتهم مستثمرو تنزانيا. وقد ظلت رواندا حتى عام 2001 من الدول المستوردة بشكل كامل لطحين القمح الذي كانت تستورده وتعمد بصورة رئيسية على المطاحن التنزانية، لكن بمجرد تولي الرئيس الرواندي كاجامي منصبه في عام 2000، سعى إلى البحث عن مستثمرين موثوقين لتقديم العون لإخراج رواندا من تلك الفوضى.
وخلال الفترة بين 2001 و2010، أجرى مسئولو الحكومة الرواندية نقاشات عدة مع مستثمرين متنوعين من داخل تجمع بلدان شرق أفريقيا EAC وخارجه، كما قدمت كيجالي العديد من التسهيلات للمستثمرين في قطاع المطاحن والغلال.
وفي عام 2006، شرع فريق حكومي رواندي في إجراء مناقشات مع مستثمرين تنزانيين يديرون شركة "ميكواني تريدر" المحدودة الذين ينتجون عبوات طحين القمح تحت العلامة التجارية الشهيرة "أزانيا"، ويعلق مدير فرع الشركة في رواندا، جيروم مباجازي، إن الشركة توصلت بعد أن قامت بتحليل التسهيلات المقدمة ودراستها إلى اتخاذ قرارها ببناء مطحن دقيق قمح متطور بوصفه قرارا يستحق أن يدخل حيز التنفيذ".
وقد ضخت الشركة التنزانية 10 ملايين دولار لبناء المطحن بقدرة طحن 150 طنا متريا من القمح يوميا، إضافة إلى مستودعات تخزين ملحقة قادرة على استيعاب 10 آلاف طن من المنتجات على مدى المواسم المختلفة أثناء العام.
وتماشيا مع تلك التطورات، قامت الحكومة الرواندية بتخصيص موقع للشركة التنزانية في المنطقة الاقتصادية الخاصة في كيجالي، بما يضمن توفير كل الظروف والاحتياجات اللازمة للعمل بكفاءة وحرية، ويقول مباجازي "كل شيء كان يتم إنجازه بسلاسة.. فقد قدمت لنا الحكومة بمساحة مثلما وعدت تماما، وتم الانتهاء من عمليات التشييد للمطحن ومرافق التخزين الملحقة به والتي استغرقت 18 شهرا، مثلما تعهدنا في أوراقنا، وقد دخل المطحن حيز الإنتاج فعليا منذ خمسة أشهر".
بمجرد الانخراط بداخل المنطقة الاقتصادية الخاصة فإن ذلك يعني أن عبارة "انقطاع الكهرباء" تغيب عن ألسنة المستثمرين في كيجالي، ويشير المسئول التنزاني إلى أن "مولدات الكهرباء الاحتياطية الموجودة في الموقع أثناء عملية بناء المطحن، لم يتم استخدامها، فيما أقامت الحكومة (الرواندية) كل ما يلزم من بنية ضرورية للمشروع ومنها المياه والطرق داخل الموقع".
ولتحسين وضعية ميزان المدفعوعات الرواندي، فإن المصانع العاملة داخل إطار المنطقة الاقتصادية الخاصة في كيجالي، ملزمة بتصدير 40 % على الأقل من إنتاجها، تقوم شركة أزالي بتصدير إنتاجها من طحين القمح فعليا إلى بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبلدة روسومو الحدودية التنزانية.
كما تنتج الشركة التنزانية عبوات البران والبولارد من مطحن كيجالي، والتي تلقى إقبالا في عدد من الأسواق وتدر إيرادات معقولة أيضا. وتلقى عبوات "البران" إقبالا كبيرا وتباع على نطاق واسع في كينيا بينما تخلط عبوات "البولارد" بطحين الذرة والتي تستخدم كمكمل غذائي معروف في أسواق رواندا والبلدان المجاورة تحت اسم "ليشي".
ويقول مجلس التنمية الرواندي في تقاريره الأخيرة إن شركة "أزانيا" تأتي ضمن عشرات الشركات التنزانية التي تستثمر وتدخل في شراكات نسبية داخل الاقتصاد الرواندي باستثمارات تصل إلى أكثر من 80 مليون دولار. ومن بين هذه الشركات "باخريسا جروب"، التي تنتج عبوات "أزام" لطحين الدقيق، وشركتا "جي إس إم" و"ماجودور دودوما"، وهى شركات لها مواقع عدة في أنحاء متفرقة بالعاصمة الرواندية كيجالي.
ويقول المدير الإداري لشركة "فيفا برودكتس"، على مانجي، "لقد قررنا المجئ إلى هنا لأن رواندا تستمع إلى ما نحتاج إليه. والتسهيلات المقدمة كانت جيدة، إلى جانب أن الأمر استغرق أياما قليلة لتشييد شركتنا هنا"، مشيرا إلى أن الشركة استغرقت 8 أشهر لاستكمال كل شيء، بما فيها بناء المصنع، لافتا إلى أن المشروع المماثل في أفريقيا يستغرق نحو 18 شهرا على الأقل.
ويضيف مانجي أن شركته التي تعمل في إنتاج الفوم، قامت بتوظيف 80 عاملا في إطار التسهيلات الممنوحة، مؤكدا أنه "في دولة تعدادها 11 مليون نسمة، فإن السوق يحمل تحديات كثيرة ولاسيما أن هناك سبع شركات مصنعة للفوم، غير أن الدعم الحكومي الكبير، يجعلنا لا نندم على وجودنا ونصر على بقائنا هنا".