أكد الملياردير ناصف ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة «أوراسكوم للإنشاء والصناعة » أن شركته قامت بالتنازل عن حقوقها لمصلحة الضرائب، وذلك عقب حكم الطعن الضريبي برد 350 مليون دولار " 2.5 مليار جنية " لصندوق تحيا مصر .

وقال ساويرس، فى مؤتمر صحفي مفاجئ عقد بمقر الشركة مساء يوم السبت، أن الشركة كان لديها عدة خيارات، أولها استرداد المبلغ بالكامل، في حين مثلت ثاني الخيارات وضع المبلغ في رصيد الشركة يتم تخصيم المبلغ منها.

وأضاف رئيس شركة "أوراسكوم للإنشاء والصناعة"، أن الشركة اتجهت إلى خيار ثالث تقديراً للظروف التي تمر بها البلاد، التبرع بالمبلغ لصندوق تحيا مصر.

وأشار إلى أن القرار جاء بعد التواصل مع المساهمين الرئيسيين بالشركة وبمجلس الإدارة ، مشيراً إلى أن مساهمي أوراسكوم بما فيهم الأجانب لم يعترضوا على الإجراء، ورحبوا به واعتبروه استثماراً لأموال الشركة بتنمية السوق المحلية مما سيعود بالنفع على كافة الشركات العاملة، كما يمثل خطوة جيدة نحو التعامل مع الحكومة خلال الفترة القادمة.

ووصف ساويرس، قرار تبرئته من التهرب الضريبي بــ "الإيجابى" للشركة ولمناخ الاستثمار بشكل عام، مضيفاً أن منطوق حكم لجنة الطعن الضريبى أثبت أن مصلحة الضرائب تناقضت فى تقديرها على الشركة ولا يوجد سمة تهرب ضريبى.

وأكد أن براءة الشركة من قضية التهرب الضريبي إعلاء لسيادة القانون وإنتصار للدولة قبل أن يكون انتصار للعاملين بالشركة البالغ عددهم 90 ألف موظف يعولون نصف مليون مواطن.

وأضاف أن قرار الشركة بالتبرع بمستحقاتها لدي مصلحة الضرائب لصندوق "تحيا مصر" لم يأت لصعوبة استرجاع المبلغ من مصلحة الضرائب، وانما بهدف تنازل الشركة عن حقها لصالح الدولة ومراعاة الظروف الصعبة التي تمر بها.

وقال ساويرس، أنه خلال لقائه برئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لبحث قضية الضرائب مع الشركة، لم يتم ممارسة الضغط عليه للتبرع بالمبلغ لصندوق تحيا مصر تماماً، بل أن رئيس الحكومة قال له نصاً "حقك تأخذه.. وقرارك أنت حر فيه".

وحول إستثمارات الشركة خلال الفترة المقبلة، قال ساويرس، أنها تسعى نحو التركيز علي الاستثمار فى مجال الطاقة لافتًا إلى أن توليد الطاقة فى مصر من خلال الغاز بنسبة تصل إلى 95% وهى نسبة كبيرة.

ولفت إلى إن الشراكة مع "أيبيك" الإماراتية في مشروع محطة توليد الكهرباء من الرياح ستكون مناصفة بين الجانبين، مضيفاً أن التكلفة الاستثمارية للمشروع تبلغ حوالي 25 مليار جنيه وسيتم تمويلها بنسبة 80% من خلال قروض طويلة الأجل.

على جانب أخر، كشف ساويرس، لأول مرة، عن الدخول - وقت حكم الإخوان - في تحكيم دولي ضد وزارة البترول بعد رفع سعر الغاز المورد للشركات التابعة لها، وتم الحكم لصالحنا بمليارات الجنيهات في 3 يوليو 2013 ، أعقاب الإطاحة بالإخوان مباشرة ، وتضامناً مع الوضع الجديد في مصر فضلت الشركة التنازل عن القضية والتصالح.

كما كشف عن أن بعض العاملين بالشركة تم تجنيدهم خلال حكم الإخوان لإفشاء أسرارها، وفقا لاعترافات بعضهم بالأمر.

وقال ناصف ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة "أوراسكوم للإنشاء" والصناعة، في تصريح سابق لــ "مباشر"، عقب قرار لجنة الطعن، ان شركته تبحث توجيه المبالغ التي سددتها لمصلحة الضرائب بما يخدم الاقتصاد المصري والمواطنين، مضيفاً أنه من المنتظر إعلان أوراسكوم خلال أيام عن أكبر استثمار مصري اجنبي منذ 30 يونيو بالشراكة مع مجموعة من الشرق الأوسط باستثمارات تتخطي 20 مليار جنيه.

كان هاني قدري، وزير المالية، قال خلال مؤتمر صحفي يوم السبت، أنه لاتوجد تسوية بين الوزارة وشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، على الإطلاق، مضيفاً أنه يقف علي الحياد التام في تلك القضية التى أثارت الجدل وقتاً طويلاً.

وأكد أن شركات "أوراسكوم" أحدثت نقلة نوعية في سوق التشيد والبناء فى مصر، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، معتبراً قرارتها الاستثمارية الأخيرة مؤشراً إيجابياً على حركة الاستثمار فى السوق المصرية.

وقالت شركة أوراسكوم، الأربعاء، إنها ستشارك شركة الاستثمارات البترولية الدولية "آيبيك" الإماراتية، لإنشاء محطة كهربائية في مصر، دون تحديد حجم الاستثمارات المتوقع ضخها.

وعلق وزير المالية رداً على سؤال "مباشر" عما إذا كانت الوزارة ستطعن علي الحكم قائلاً: "لا إجابة علي هذا السؤال".

أوضح أن الوزارة تقوم حاليا بدراسة قرار لجنة الطعن الضريبي من الناحية الضريبي والقانونية مشيرا إلي أنه سيتم رفع الأمر لهئية قضايا الدولة .

وقالت "أوراسكوم"، منتصف الأسبوع الماضي، إنها حصلت علي قرار لصالحها من لجنة الطعن الضريبي في نزاعها المتعلق بالضرائب.

وتوصلت الشركة إلى تسوية مع مصلحة الضرائب العام الماضي، تقوم بموجبها بسداد نحو مليار دولار، على أقساط سنوية حتى ديسمبر 2017.

ودفعت الشركة نحو 2.5 مليار جنيه (350 مليون دولار) إلى الحكومة المصرية، ولكنها امتنعت عن سداد باقي الأقساط، وقالت إنها ستتوجه للقضاء للفصل في مدى تهرب الشركة من الضرائب.

كانت شركة "أو. سي. آي. إن. في" الهولندية، قد استحوذت في يوليو 2013، على 97.4% من أسهم شركة "أوراسكوم للإنشاء والصناعة"، فيما توزعت النسبة المتبقية بين 0.47% في صورة شهادات إيداع دولية ببورصة لندن، و0.51% في صورة شهادات إيداع أمريكية ببورصة نيويورك و1.58% في صورة أسهم مدرجة بالبورصة المصرية.

وجاء هذا الإستحواذ عقب مواجهة الشركة التي يديرها رجال الأعمال ناصف ساويرس، تهما تتعلق بالتهرب من الضرائب.