إنجازات أبطال مصر في الدورة البارالمبية تشكل نموذجا مضيئا "لثقافة النصر"
الأربعاء 14/سبتمبر/2016 - 07:56 ص
تشكل إنجازات أبطال مصر في الدورة البارالمبية الحالية بريو دي جانيرو نموذجا مضيئا لثقافة النصر وإرادة التحدي وتفجير الإمكانية.
ورغم كل التحديات القاسية ها هم أبطال مصر يؤكدون بانتصارات متوالية أمام العالم في الدورة البارالمبية أن الأفق فسيح والوطن العظيم مازال ينجب الأبطال من صانعي الفرحة وفتية هم المبتدأ والخبر وهم صانعي الحقيقة والمستقبل.
ومع الانتصارات المتوالية لأبطال وبطلات مصر في الدورة البارالمبية الخامسة عشرة والتي تستمر حتى الثامن عشر من شهر سبتمبر الجاري بمدينة ري ودي جانيرو البرازيلية باتت البعثة المصرية مقصدا لوسائل إعلام دولية ووكالات أنباء عالمية .
والبطل البارالمبي المصري شريف عثمان الملقب "بجيفارا" وصاحب الميدالية الذهبية الأولى لمصر في دورة ريو دي جانيرو نجح في تحطيم الرقمين البارالمبي والعالمي في رفع الأثقال وزن 59 كجم فيما حظى ابراهيم حمدتو الذي يوصف "بأسطورة كرة الطاولة" باهتمام إعلامي لافت ومستحق كونه تحدى الإعاقة بعد أن تعرض منذ طفولته لبتر ذراعيه في حادث قطار.
ومع ذلك اختار حمدتو ممارسة رياضة كرة الطاولة التي تعتمد تماما على الذراعين ليبهر بإرادته الفولاذية وسائل إعلام ووكالات أنباء وقنوات تلفزيونية غربية مضت تنشر صور ومشاهد هذا المصري البالغ من العمر 43 عاما وهو يشارك في منافسات ريو دي جانيرو معتمدا على فكيه وعنقه فيما يضع المضرب في فمه.
ولئن كان ابراهيم حمدتو أول لاعب كرة طاولة يشارك في دورة بارالمبية دون يدين فإنه أعرب في تصريحات صحفية عن سعادته بهذه المشاركة في دورة ريو دي جانيرو والتي واجه فيها أسماء كبيرة في اللعبة مثل البريطاني ديفيد ويتريل المصنف الرابع عالميا والذي اعرب عن إعجابه الكبير بهذا البطل المصري.
وقصة حمدتو "ابن كفر سعد بمحافظة دمياط" ملهمة لكل من تعرض لحوادث أليمة مثل حادث القطار الذي تعرض له وهو في العاشرة من عمره فيما شكلت الرياضة طوق الإنقاذ لهذا الفتى من محنته ونافذة أمل لم يغادرها بإرادته المثيرة للإعجاب وقدرته على تفجير الإمكانية وتجاوز ظروف عصيبة حقا.
ومن هنا من الطبيعي أن يحظى حمدتو بإعجاب البرازيليين الذين يستضيفون الدورة البارالمبية الحالية فهو بالفعل "أسطورة كرة الطاولة في العالم" وهو الذي يمسك المضرب بأسنانه فيما يستعين في "ضربة الإرسال" بأصابع قدمه اليمنى ليرفع الكرة قبل أن يرسلها بالمضرب القابض عليه بفكيه اعتمادا على عضلات العنق.
وبدأ ابراهيم حمدتو في ممارسة لعبة كرة الطاولة منذ عام 1985 باستاد دمياط ثم التحق باتحاد الشرطة الرياضي والطريف والدال أنه يدرب أبناء قريته الذين جذبهم لكرة الطاولة كما أنه يهوى الخط ويستخدم أسنانه أيضا في التخطيط كما يستخدمها في القبض على مضرب اللعبة التي يعشقها واستحق أن يطلق اسمه على الصالة الرياضية بمدينة رأس البر.
ولعل ابراهيم حمدتو يجسد في الواقع مقولة "لا شيء مستحيل" التي اقترنت بفيديو له على موقع يوتيوب حظى بأكثر من مليوني مشاهدة فيما مضى هذا البطل في طريق دعم أشخاص آخرين تعرضوا لحوادث خطيرة وخاصة من الأطفال الذين جذبهم لعالم الرياضة كتعبير صادق عن مقولة "لا شيء مستحيل".
وقد ينافس شريف عثمان أو "جيفارا المصري" البطل ابراهيم حمدتو في جذب الاهتمام الإعلامي العالمي ناهيك عن إعجاب وتشجيع الجمهور البرازيلي منذ أن بدأت دورة ريو دي جانيرو في السابع من شهر سبتمبر الحالي فيما كان "جيفارا المصري" قد فاز أيضا بميدالية ذهبية في دورة بكين البارالمبية عام 2008 وبعدها في دورة لندن عام 2012 ثم بطولة العالم الأخيرة التي أقيمت بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وكقدوة مصرية مضيئة يطالب "جيفارا" الحاصل على درجة الماجستير في علم النفس الرياضي الشباب المصري بالتمسك بالإرادة وعدم الانكسار فيما يؤكد هذا الرياضي الشاب الذي يلفت أنظار العالم بأداء التحية العسكرية عقب انتصاراته البارالمبية على أهمية انخراط كل المصريين في جهود البناء من أجل مستقبل أفضل.
وإذ نجح مصطفى فتح الله في اقتناص أول ميدالية فضية بارالمبية لمصر في ألعاب القوى بسباق 100 متر عدو فإن الرباعة المصرية راندا تاج الدين تمكنت مساء أمس "الثلاثاء" من الفوز بميدالية ذهبية في وزن 86 كجم لرفع الأثقال لتكون ثامن ميدالية لمصر.
وفيما اعتبرت رئيسة البعثة المصرية البارالمبية الدكتورة حياة خطاب أنها شهدت "أجمل عيد أضحى" في ريو دي جانيرو معربة في تصريحات صحفية عن سعادتها البالغة بإنجازات الأبطال المصريين في الدورة الحالية فإنها هتفت من الأعماق :"تحيا مصر".
وتتواصل إنجازات الأبطال الذين رسموا ابتسامة فرحة كبيرة على وجه مصر في عيد الأضحى فيما كانت الرباعة المصرية فاطمة عمر قد فازت بفضية رفع الأثقال في وزن 61 كجم وكادت ان تظفر بالميدالية الذهبية كما فعلت من قبل في دورات بارالمبية سابقة وكذلك فازت المصرية أماني ابراهيم ببرونزية رفع الأثقال في وزن 73 كجم ونالت زميلتها أمل صبحي الميدالية البرونزية في وزن 67 كجم.
وتعبر هذه الحالة لفتيات مصريات عن قدرة فذة على تحدي الإعاقة وتحقيق إنجازات عالمية للوطن تماما كما أن فريقا بارالمبيا مصريا مثل منتخب الكرة الطائرة "جلوس" تمكن بإرادة حديدية من الفوز على منتخب البرازيل صاحب الأرض وأمام جمهوره كما هزم منتخب ألمانيا القوي وها هو يفوز امس "الثلاثاء" على منتخب الولايات المتحدة الأمريكية.
وهكذا يردد المصريون بفخر أسماء أبطال بارالمبيين مثل شريف عثمان وراندا تاج الدين والرباع شعبان يحيي الذي اختتم مسيرته الرياضية البارالمبية بالبرونزية فضلا عن فاطمة عمر ورحاب رضوان التي تستعد من الآن للفوز بميدالية ذهبية في رفع الأثقال بالدورة البارالمبية القادمة عام 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو بعد فوزها بالفضية في الدورة الحالية بريو دي جانيرو.
وكان وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز قد اكد أهمية هذه الانتصارات البارالمبية لإسعاد الشعب المصري وتقديم القدوة لشباب الوطن منوها بأنه يستعد لتكريم هؤلاء الأبطال بما يتناسب مع حجم الانجاز.
وواقع الحال أن ثمة حاجة لاستنباط العديد من الدروس المفيدة من إنجازات أبطال مصر في الدورة البارالمبية الحالية والتي تبرهن على مدى صلابة وقوة إرادة الإنسان المصري.
كما أن هناك ما يدعو لقراءة ثقافية في عالم الرياضة على وجه العموم وتأمل معنى "ثقافة النصر" والاستجابة للتحدي وقد تكون المشاهد في لعبة شعبية مثل كرة القدم دالة على هذا المضمار وها هو "نجم النجوم البرازيلي بيليه والحاضر أبدا في ذاكرة اللعبة الجميلة" يقول في كتاب شهير صدر قبل اكثر من عامين بعنوان :"لماذا كرة القدم هامة ؟" إن هذه اللعبة هي هي بحق"لعبة التحديات والاستجابات".
وهكذا فالرياضة بألعابها المختلفة ومن بينها كرة القدم ليست بعيدة أبدا عن نظرية المؤرخ البريطاني الراحل ارنولد توينبي المعروفة "بالتحدي والاستجابة" والتي سعى للبرهنة على صحتها بضرب أمثلة واقعية من بينها أن الصيادين الذين ينقلون الأسماك من منطقة لأخرى قد يضطرون أحيانا للبحث عن أنواع معادية لأسماكهم لتحفيز استجاباتها والحفاظ على مرونتها.
فوجود الخصم أو المنافس مطلب عضوي للحياة والتحديات تدفع التطور للأمام مادامت هناك استجابات فاعلة والأمر لا يختلف من حيث الجوهر في عالم الرياضة لأن أي فريق أو لاعب لا يلعب مع نفسه وإنما يواجه فريقا أو لاعبا آخر يتطلع للانتصار عليه خلافا للتعبير الساخر للشاعر الأمريكي الراحل روبرت فروست عندما تحدث عن "لعبة بلا شبكة يكتشف المنتصر فيها أنه حقق الانتصار على نفسه وليس على خصم أو منافس "!.
وها هو جوزيه مورينيو المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الانجليزي يتحدث عن أهمية "الطاقة الإيجابية والكرة الهجومية والروح القتالية والتخفف من الحمولة الزائدة للفريق" أو ما يوصف رمزيا وعلى سبيل الاستعارة البلاغية "بإعادة تشذيب العشب الأخضر لملعب أولد ترافورد" الذي يقترن بمانشستر يونايتد.
وإذا كان زلاتان ابراهيموفيتش قد انضم لفريق مانشستر يونايتد في الموسم الجديد للدوري الانجليزي فهو أيضا من "اللاعبين أصحاب الكتب" وهو صاحب كتاب عن مسيرته داخل وخارج المستطيل الأخضر عنوانه :"أنا زلاتان :قصتي على الملعب وخارجه".
وفيما يكشف هذا الكتاب شخصية مؤلفه كلاعب جريء ومبتكر وصاحب حضور براق فإن ابن المهاجر البوسنوي المسلم للسويد يصف حياته بأنها "لم تكن دوما حياة سعيدة غير أن التحديات الصعبة علمته فضيلة الاعتماد على الذات فيما كانت كرة القدم متنفسه وسبيل خلاصه من همومه" وبما يعيد للأذهان قصة الرياضي المصري من ذوي الاحتياجات الخاصة ابراهيم حمدتو التي أمست موضع اهتمام وسائل الإعلام العالمية.
فالتحديات تتحول لمحفزات وقد تستنفر أفضل الاستجابات سواء في حالة المصري ابراهيم حمدتو او النجم الكروي العالمي والبوسنوي الأصل زلاتان ابراهيموفيتش الصريح مع نفسه ومع الآخرين" كما يتبدى في كتابه.
فقد كان يتحدى منذ البداية أحزانه كطفل فقير مهاجر للسويد بترياق الساحرة المستديرة والأهداف المدهشة حتى وصف "بالطفل المعجزة" ثم أمسى ظاهرة كروية عالمية وهو في مطلع العشرينيات من عمره ليصدق عليه القول المأثور :"ليس الفتى من يقول كان أبي ولكن الفتى من قال ها أنا ذا" وليتحول إلى "أمثولة في تجاوز التحديات" وقدوة في ثقافة النصر تماما كما هو حال ابن دمياط ابراهيم حمدتو ..إنها "قصة الأمل والصلابة".
وإنها قصة فتية من مصر كتبوا صفحة مجد في ثقافة النصر بالدورة البارالمبية الحالية في ريو دي جانيرو..فتحية لأبطال مصر وهم يصنعون النصر الكبير بالجهد والعرق والإبداع..تحية للأبطال وهم يفجرون الإمكانية ويرفعون أعلام مصر عاليا عاليا".
ورغم كل التحديات القاسية ها هم أبطال مصر يؤكدون بانتصارات متوالية أمام العالم في الدورة البارالمبية أن الأفق فسيح والوطن العظيم مازال ينجب الأبطال من صانعي الفرحة وفتية هم المبتدأ والخبر وهم صانعي الحقيقة والمستقبل.
ومع الانتصارات المتوالية لأبطال وبطلات مصر في الدورة البارالمبية الخامسة عشرة والتي تستمر حتى الثامن عشر من شهر سبتمبر الجاري بمدينة ري ودي جانيرو البرازيلية باتت البعثة المصرية مقصدا لوسائل إعلام دولية ووكالات أنباء عالمية .
والبطل البارالمبي المصري شريف عثمان الملقب "بجيفارا" وصاحب الميدالية الذهبية الأولى لمصر في دورة ريو دي جانيرو نجح في تحطيم الرقمين البارالمبي والعالمي في رفع الأثقال وزن 59 كجم فيما حظى ابراهيم حمدتو الذي يوصف "بأسطورة كرة الطاولة" باهتمام إعلامي لافت ومستحق كونه تحدى الإعاقة بعد أن تعرض منذ طفولته لبتر ذراعيه في حادث قطار.
ومع ذلك اختار حمدتو ممارسة رياضة كرة الطاولة التي تعتمد تماما على الذراعين ليبهر بإرادته الفولاذية وسائل إعلام ووكالات أنباء وقنوات تلفزيونية غربية مضت تنشر صور ومشاهد هذا المصري البالغ من العمر 43 عاما وهو يشارك في منافسات ريو دي جانيرو معتمدا على فكيه وعنقه فيما يضع المضرب في فمه.
ولئن كان ابراهيم حمدتو أول لاعب كرة طاولة يشارك في دورة بارالمبية دون يدين فإنه أعرب في تصريحات صحفية عن سعادته بهذه المشاركة في دورة ريو دي جانيرو والتي واجه فيها أسماء كبيرة في اللعبة مثل البريطاني ديفيد ويتريل المصنف الرابع عالميا والذي اعرب عن إعجابه الكبير بهذا البطل المصري.
وقصة حمدتو "ابن كفر سعد بمحافظة دمياط" ملهمة لكل من تعرض لحوادث أليمة مثل حادث القطار الذي تعرض له وهو في العاشرة من عمره فيما شكلت الرياضة طوق الإنقاذ لهذا الفتى من محنته ونافذة أمل لم يغادرها بإرادته المثيرة للإعجاب وقدرته على تفجير الإمكانية وتجاوز ظروف عصيبة حقا.
ومن هنا من الطبيعي أن يحظى حمدتو بإعجاب البرازيليين الذين يستضيفون الدورة البارالمبية الحالية فهو بالفعل "أسطورة كرة الطاولة في العالم" وهو الذي يمسك المضرب بأسنانه فيما يستعين في "ضربة الإرسال" بأصابع قدمه اليمنى ليرفع الكرة قبل أن يرسلها بالمضرب القابض عليه بفكيه اعتمادا على عضلات العنق.
وبدأ ابراهيم حمدتو في ممارسة لعبة كرة الطاولة منذ عام 1985 باستاد دمياط ثم التحق باتحاد الشرطة الرياضي والطريف والدال أنه يدرب أبناء قريته الذين جذبهم لكرة الطاولة كما أنه يهوى الخط ويستخدم أسنانه أيضا في التخطيط كما يستخدمها في القبض على مضرب اللعبة التي يعشقها واستحق أن يطلق اسمه على الصالة الرياضية بمدينة رأس البر.
ولعل ابراهيم حمدتو يجسد في الواقع مقولة "لا شيء مستحيل" التي اقترنت بفيديو له على موقع يوتيوب حظى بأكثر من مليوني مشاهدة فيما مضى هذا البطل في طريق دعم أشخاص آخرين تعرضوا لحوادث خطيرة وخاصة من الأطفال الذين جذبهم لعالم الرياضة كتعبير صادق عن مقولة "لا شيء مستحيل".
وقد ينافس شريف عثمان أو "جيفارا المصري" البطل ابراهيم حمدتو في جذب الاهتمام الإعلامي العالمي ناهيك عن إعجاب وتشجيع الجمهور البرازيلي منذ أن بدأت دورة ريو دي جانيرو في السابع من شهر سبتمبر الحالي فيما كان "جيفارا المصري" قد فاز أيضا بميدالية ذهبية في دورة بكين البارالمبية عام 2008 وبعدها في دورة لندن عام 2012 ثم بطولة العالم الأخيرة التي أقيمت بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وكقدوة مصرية مضيئة يطالب "جيفارا" الحاصل على درجة الماجستير في علم النفس الرياضي الشباب المصري بالتمسك بالإرادة وعدم الانكسار فيما يؤكد هذا الرياضي الشاب الذي يلفت أنظار العالم بأداء التحية العسكرية عقب انتصاراته البارالمبية على أهمية انخراط كل المصريين في جهود البناء من أجل مستقبل أفضل.
وإذ نجح مصطفى فتح الله في اقتناص أول ميدالية فضية بارالمبية لمصر في ألعاب القوى بسباق 100 متر عدو فإن الرباعة المصرية راندا تاج الدين تمكنت مساء أمس "الثلاثاء" من الفوز بميدالية ذهبية في وزن 86 كجم لرفع الأثقال لتكون ثامن ميدالية لمصر.
وفيما اعتبرت رئيسة البعثة المصرية البارالمبية الدكتورة حياة خطاب أنها شهدت "أجمل عيد أضحى" في ريو دي جانيرو معربة في تصريحات صحفية عن سعادتها البالغة بإنجازات الأبطال المصريين في الدورة الحالية فإنها هتفت من الأعماق :"تحيا مصر".
وتتواصل إنجازات الأبطال الذين رسموا ابتسامة فرحة كبيرة على وجه مصر في عيد الأضحى فيما كانت الرباعة المصرية فاطمة عمر قد فازت بفضية رفع الأثقال في وزن 61 كجم وكادت ان تظفر بالميدالية الذهبية كما فعلت من قبل في دورات بارالمبية سابقة وكذلك فازت المصرية أماني ابراهيم ببرونزية رفع الأثقال في وزن 73 كجم ونالت زميلتها أمل صبحي الميدالية البرونزية في وزن 67 كجم.
وتعبر هذه الحالة لفتيات مصريات عن قدرة فذة على تحدي الإعاقة وتحقيق إنجازات عالمية للوطن تماما كما أن فريقا بارالمبيا مصريا مثل منتخب الكرة الطائرة "جلوس" تمكن بإرادة حديدية من الفوز على منتخب البرازيل صاحب الأرض وأمام جمهوره كما هزم منتخب ألمانيا القوي وها هو يفوز امس "الثلاثاء" على منتخب الولايات المتحدة الأمريكية.
وهكذا يردد المصريون بفخر أسماء أبطال بارالمبيين مثل شريف عثمان وراندا تاج الدين والرباع شعبان يحيي الذي اختتم مسيرته الرياضية البارالمبية بالبرونزية فضلا عن فاطمة عمر ورحاب رضوان التي تستعد من الآن للفوز بميدالية ذهبية في رفع الأثقال بالدورة البارالمبية القادمة عام 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو بعد فوزها بالفضية في الدورة الحالية بريو دي جانيرو.
وكان وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز قد اكد أهمية هذه الانتصارات البارالمبية لإسعاد الشعب المصري وتقديم القدوة لشباب الوطن منوها بأنه يستعد لتكريم هؤلاء الأبطال بما يتناسب مع حجم الانجاز.
وواقع الحال أن ثمة حاجة لاستنباط العديد من الدروس المفيدة من إنجازات أبطال مصر في الدورة البارالمبية الحالية والتي تبرهن على مدى صلابة وقوة إرادة الإنسان المصري.
كما أن هناك ما يدعو لقراءة ثقافية في عالم الرياضة على وجه العموم وتأمل معنى "ثقافة النصر" والاستجابة للتحدي وقد تكون المشاهد في لعبة شعبية مثل كرة القدم دالة على هذا المضمار وها هو "نجم النجوم البرازيلي بيليه والحاضر أبدا في ذاكرة اللعبة الجميلة" يقول في كتاب شهير صدر قبل اكثر من عامين بعنوان :"لماذا كرة القدم هامة ؟" إن هذه اللعبة هي هي بحق"لعبة التحديات والاستجابات".
وهكذا فالرياضة بألعابها المختلفة ومن بينها كرة القدم ليست بعيدة أبدا عن نظرية المؤرخ البريطاني الراحل ارنولد توينبي المعروفة "بالتحدي والاستجابة" والتي سعى للبرهنة على صحتها بضرب أمثلة واقعية من بينها أن الصيادين الذين ينقلون الأسماك من منطقة لأخرى قد يضطرون أحيانا للبحث عن أنواع معادية لأسماكهم لتحفيز استجاباتها والحفاظ على مرونتها.
فوجود الخصم أو المنافس مطلب عضوي للحياة والتحديات تدفع التطور للأمام مادامت هناك استجابات فاعلة والأمر لا يختلف من حيث الجوهر في عالم الرياضة لأن أي فريق أو لاعب لا يلعب مع نفسه وإنما يواجه فريقا أو لاعبا آخر يتطلع للانتصار عليه خلافا للتعبير الساخر للشاعر الأمريكي الراحل روبرت فروست عندما تحدث عن "لعبة بلا شبكة يكتشف المنتصر فيها أنه حقق الانتصار على نفسه وليس على خصم أو منافس "!.
وها هو جوزيه مورينيو المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الانجليزي يتحدث عن أهمية "الطاقة الإيجابية والكرة الهجومية والروح القتالية والتخفف من الحمولة الزائدة للفريق" أو ما يوصف رمزيا وعلى سبيل الاستعارة البلاغية "بإعادة تشذيب العشب الأخضر لملعب أولد ترافورد" الذي يقترن بمانشستر يونايتد.
وإذا كان زلاتان ابراهيموفيتش قد انضم لفريق مانشستر يونايتد في الموسم الجديد للدوري الانجليزي فهو أيضا من "اللاعبين أصحاب الكتب" وهو صاحب كتاب عن مسيرته داخل وخارج المستطيل الأخضر عنوانه :"أنا زلاتان :قصتي على الملعب وخارجه".
وفيما يكشف هذا الكتاب شخصية مؤلفه كلاعب جريء ومبتكر وصاحب حضور براق فإن ابن المهاجر البوسنوي المسلم للسويد يصف حياته بأنها "لم تكن دوما حياة سعيدة غير أن التحديات الصعبة علمته فضيلة الاعتماد على الذات فيما كانت كرة القدم متنفسه وسبيل خلاصه من همومه" وبما يعيد للأذهان قصة الرياضي المصري من ذوي الاحتياجات الخاصة ابراهيم حمدتو التي أمست موضع اهتمام وسائل الإعلام العالمية.
فالتحديات تتحول لمحفزات وقد تستنفر أفضل الاستجابات سواء في حالة المصري ابراهيم حمدتو او النجم الكروي العالمي والبوسنوي الأصل زلاتان ابراهيموفيتش الصريح مع نفسه ومع الآخرين" كما يتبدى في كتابه.
فقد كان يتحدى منذ البداية أحزانه كطفل فقير مهاجر للسويد بترياق الساحرة المستديرة والأهداف المدهشة حتى وصف "بالطفل المعجزة" ثم أمسى ظاهرة كروية عالمية وهو في مطلع العشرينيات من عمره ليصدق عليه القول المأثور :"ليس الفتى من يقول كان أبي ولكن الفتى من قال ها أنا ذا" وليتحول إلى "أمثولة في تجاوز التحديات" وقدوة في ثقافة النصر تماما كما هو حال ابن دمياط ابراهيم حمدتو ..إنها "قصة الأمل والصلابة".
وإنها قصة فتية من مصر كتبوا صفحة مجد في ثقافة النصر بالدورة البارالمبية الحالية في ريو دي جانيرو..فتحية لأبطال مصر وهم يصنعون النصر الكبير بالجهد والعرق والإبداع..تحية للأبطال وهم يفجرون الإمكانية ويرفعون أعلام مصر عاليا عاليا".