يبدأ تلاميذ معهد قسطا الأزهري، بقرية قسطا التابعة لمركز كفر الزيات، العام التاسع على التوالي بدون مبنى مستقل، بعد أن تم إخلاء مبنى المعهد دون تنفيذ قرار بإحلاله وتجديده، حيث تحول المبنى إلى خطر داهم على حياة أهالي القرية، بعد أن تحول إلى مقلب للقمامة وانتشرت به الحشرات والزواحف والقوارض، وبلغت الخطورة قمتها بعد اكتشاف أهالي القرية وجود ثعابين داخل المبنى، وذلك بعد أن تقرر غلق المعهد، وتهجير الطلاب منه إلى المعهد الثانوي الأزهري بالقرية، كفترة مسائية.

عدسة «المواطن» تجولت داخل أروقة المبنى بصحبة مسئولي المعهد الذين عرضوا أبعاد المشكلة منذ بدايتها وحتى الساعات القليلة التي تسبق انطلاق العام الدراسي الجديد.

في البداية صدر قرار للمعهد الابتدائي بالإزالة لسطح الأرض، نظرًا لخطورته الداهمة على أرواح التلاميذ، حيث تصدعت جدرانه وتهالكت عام 2008 وامتدت الشروخ إلى الجدران والأسقف، وانتظر مسئولو المعهد جرة قلم من المسئولين ليعود المبنى منبرا للعلم ويستفيد منه أبناء القرية في حفظ القرآن.

وفي هذا السياق يقول أحمد جمال الدين، من أهالي القرية، أن المعهد يقع وسط القرية محاطًا بأسوار من جميع الجهات، ويطل عليه معهد الفتيات، ويضم المبنى مسجدًا كبيرًا آيل للسقوط، يؤدى به أهالي القرية الصلاة، وينتظر هو الآخر قرارا لترميمه وتطويره.

ويضيف سعيد السيد النكلاوى، كاتب وأحد أبناء القرية، أن المعهد صدر له قرار إزالة في عام 2008 وتم إلحاق طلابه بالمعهد الثانوي للبنين كفترة مسائية، وتقدمنا بعدة شكاوى لإعادة بناء المعهد، ولكن دون جدوى.

وأوضح النكلاوي أن أحد أبناء القرية يدعى خميس ناصف، قد تبرع بتحمل جميع تكاليف هدم المعهد، وإعادة بنائه مرة أخرى، وتجهيزه بالكامل، وتدخل لدى المنطقة الأزهرية بطنطا لإنهاء الإجراءات، إلا أنه واجه مماطلة فى تنفيذ طلبه، ولم يجد أى جدية من جانبهم، وهو ما دفعه للعدول عن قراره، وإنفاق المبلغ الذي قرر التبرع به في إنشاء مشروع الصرف الصحي بالقرية.

وطالب «النكلاوى» مسئولي الأزهر بسرعة اتخاذ قرار بشأن إعادة بناء المعهد، واعتماد الميزانية اللازمة حتى يتثنى للطلاب العودة للمعهد مرة أخرى، والاستفادة منه بدلًا من إلحاقهم بالمعهد الثانوي.

وفي السياق ذاته، أكد خالد غنيم، مدرس بالمعهد، أن منطقة الأزهر منذ صدور قرار الإزالة للمعهد وإلحاق التلاميذ بالفترة المسائية بالمعهد الثانوي تحاول حل المشكلة، حيث لجأ مسئولو المعهد إلى المنطقة الأزهرية بطنطا لحل لمشكلة والعمل على إحلاله وتجديده دون فائدة.

وأضاف بكر نوفل، مدرس بالمعهد، أن الكثافة الطلابية بالمعهد كبيرة، ويبلغ عدد طلاب 800 طالب، وبعد إلحاق الطلاب بالمعهد، أصبحت الدراسة فترة مسائية من الساعة 12 ظهرا وحتى الرابعة عصرا، ومدة الحصة لا تتعدى النصف ساعة، وهو ما يؤثر على تركيز الطالب ويصعب عليهم استيعاب الدروس.

وأكد محمد على الدين، عامل بالمعهد، أنه عاصر بناء المعهد وحتى إخلائه قائلًا:« تم بناء المعهد وتصدع ولم يتحرك أي مسئول سوى بإصدار قرار الإخلاء والإحلال والتجديد حبر على ورق، الأمر الذي تسبب فى ترحيل طلابه إلى المعهد الثانوي، مطالبًا المسئولين بالتدخل لإعادة بناء المعهد مرة أخرى ليستفيد منه أبناء القرية».