كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير نشرته اليوم السبت، عن استخدام مهربي الهجرة غير الشرعية، مواقع التواصل الإجتماعي مثل «فيس بوك» للإعلان عن رحلاتهم التسللية إلى القارة الأوروبية لراغبي تلك النوعية من الهجرات.

وأشار تقرير الجارديان، إلى صفحة بموقع «الفيس بوك» تحت اسم «الهجرة إلى أوروبا من تركيا»، تعلن عن رحلاتها البحرية غير الشرعية لراغبي الوصول إلى القارة العجوز، متخذة سمة صفحات الشركات السياحية.

ويقول التقرير إن الصفحة تعود إلى مجموعة من مهربي الهجرة غير الشرعية بتركيا، وتعلن الصفحة عن رحلاتها البحرية على متن يخوت سريعة ومجهزة ومعدة لاستقبال الأسر وأكبر عدد من المسافرين، وتجيب على استفسارات راغبى الهجرة غير الشرعية.

وتستخدم قوارب قديمة متهالكة متكدسة بأعداد كبيرة من راغبي الهجرة، وهو نفس مشهد يتكرر كذلك في مصر، حيث يستقل هؤلاء الشباب بعض هذه المراكب سواء للسفر بها إلى ليبيا ومن هناك إلى أوروبا أو للسفر بها إلى قبرص أو اليونان مباشرة.

ويكاد لا يمر عام إلا وتسلط وسائل الإعلام الضوء على حادثة مروعة يتعرض لها فوج من الشباب المصري الحالم بالسفر إلى «شاطئ الثراء» على الجانب الآخر من البحر المتوسط، حيث تعود جثث هؤلاء إلى ذويهم لتوارى الثرى، بعد أن غرق مركبهم وضاعت أموالهم وتلاشت أحلامهم.

من جهتها اتخذت الحكومة المصرية، مجموعة من الإجراءات الأمنية والقانونية والإعلامية للتعامل مع هذه الظاهرة، فنشطت وزارة الخارجية ووزارة الإعلام، في توعية الشباب بمخاطر التحايل واتباع وسائل غير شرعية في السفر.

وأكدت وسائل الإعلام على أن هذه العمليات لا تؤدي إلى خسائر معنوية ومادية تتمثل في خسارة الأموال والتعرض لمهانة الاعتقال والحبس والترحيل وربما الموت فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى تشويه سمعة مصر والإضرار ببقية المواطنين الراغبين في الحصول على تأشيرات حقيقية والسفر القانوني إلى تلك البلدان.

وكلف الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، والدكتور علاء الدين عثمان، وكيل وزارة الصحة، بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية، لتدبير أماكن لحفظ الموتى، تحسبًا لزيادة أعداد جثث الضحايا المستخرجة من مياه البحر، في حادث الهجرة غير الشرعية، التي غرقت على مسافة 12 كيلو شمال شرق بوغاز رشيد، أول أمس الأربعاء، كما كلف المحافظ وكيل وزارة الصحة، بمراجعة الأماكن وثلاجات حفظ الموتى بمستشفيات البحيرة، لاستيعاب المزيد من جثث الضحايا.


يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإنقاذ من قوات حرس الحدود والقوات البحرية، لليوم الثالث على التوالي، جهودها في البحث، وانتشال جثث ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية «موكب الرسول»، التي غرقت بمياه البحر المتوسط، على مسافة 12 كيلو من سواحل مدينة رشيد بالبحيرة.

ويتردد أنه مازال هناك 200 جثة في ثلاجة المركب الغارقة بقاع مياه البحر، وفقًا لما قاله الناجون من الحادث، بإن المركب كانت تُقل أكثر من 400 مهاجر غير شرعي.