فى ذكرى «حرب الخليج الأولي».. عرفت باسم«قادسية صدام».. السيادة على منطقة الأهواز بداية الأزمة.. الأسلحة السوفيتية والأمريكية سيدة الموقف.. وعام 1980 بداية تدهور العلاقات الدبلوماسية العراقية الإيرانية
الإثنين 26/سبتمبر/2016 - 02:34 م
سارة صقر
طباعة
تحل اليوم ذكري وقف إطلاق النار بين إيران والعراق، فيما يعرف بــ«حرب الخليج الأولي» والتي كانت نموذج مصغر لحرب عالمية بين أقوي طرفي صراع وقت ذاك الإتحاد السوفيتي الذي مد العراق بأحدث أسلحته، والولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتدخر وسعًا في مساندة حليفتها إيران، لتضع الإرهاصات الأولي لكبح جماح هذا الصدام الذي تبجح ووقف بوجه الولايات المتحدة الأمريكية، وكان عليها إضعاف بنيته التحتية وإغراق العراق في ديون طائلة لا حصر لها جراء الحرب.
وتعتبر حرب الخليج الأولي من الحروب التي لم ينساها التاريخ بما ترتب عليها من خسائر وأيدي بشرية لا ذنب لها ودامت الحرب ثماني سنوات لتكون أطول نزاع عسكري في القرن العشرين، وهي كانت حربًا بين القوات المسلحة لدولتي إيران والعراق واستمرت من سبتمبر 1980 إلى أغسطس 1988، وأدت هذ الحرب إلى مقتل حوالي مليون شخص وخسائر مالية حوالي 1.19 تريليون دولار أمريكي وتعتبر هذه الحرب من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين وقد غيرت هذه الحرب المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط.
وأدت هذه الحرب إلى قيام حرب الخليج الثانية وتعرف بعاصفة الصحراء في 1991 وتعرف حرب الخليج الأولى باسم "قادسية صدام" وعرفت في إيران باسم "الدفاع المقدس"، وفي عام 1979 تغيرت الأحداث السياسية في كل من العراق وإيران وتطورت وفي إبريل، حيث أعلن عن قيام الجمهورية الإسلامية في إيران وتولى بعدها الخمينئي منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ويعتبر هذا المنصب أعلى منصب في النظام السياسي الإيراني وبعد ذلك أصبح صدام حسين رئيسًا للجمهورية العراقية ومن هنا تبدأ الحرب
أسباب الحرب
يرجع الخلاف بين العراق وإيران لعدة قرون من الزمن فكانت توجد باستمرار نزاعات وخلافات بينهم وقبل ذلك كانت مساحات كبيرة من إيران تحت سيطرة البابليين والآشوريين ولكن بعد ذلك الوضع تغير، وذلك في عهد مراد الرابع حيث قام باغتنام الفرصة وضعف الصفويين واستطاع أن يضم العراق تحت حكم العثمانيين وبين عامي 1555 و1975 تم التوقيع على مالايقل عن 18 اتفاقية لترسم الحدود بين العراق وإيران.
وترجع أحد أسباب الخلاف إلى مسألة السيادة على منطقة الأهواز التي يسكنها إيرانيون عرب في جنوب غرب إيران بإقليم عربستان الأحواز وهي منطقة غنية بالنفط، وفي عام 1959 طالب عبد الكريم قاسم، بعد مجيئه بسنة إلى العراق بدعم الحركات المطالبة بالإستقلال في الأهوز وأثار الموضوع في الجامعة العربية ولكنه قتل في إنقلاب قادة حزب البعث عام 1963 والنجاح لم يحالفه.
وفي عام 1969 أعلن نائب رئيس الوزراء في العراق بأن الأحوز عربستان هو جزء من العراق وذلك بعد مجيىء حزب البعث للسلطة في العراق وبدأت الإذاعة العراقية بنشر بيانات تحث الشعب العربي الأهوزي للقيام بالثورة ضد نظام الشاه في إيران، وفي عام 1971 حدثت خلافات على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأيضًا كان يوجد خلاف حول السيادة الكاملة على شط العرب حيث كان تحت السيادة العراقية الكاملة قبل عام 1975.
ويعد هذا الخلاف أحد الأسباب الرئيسية للخلافات بين العراق وإيران ولكن الدولتان تقاسمتا السيادة على شط العرب بعد عقد اتفاقية الجزائر عام 1975 والتي أدت إلى مساعدة الشاه في إيران الثوار الأكراد في العراق وذلك في مقابل تنازل العراق عن بعض حقوقه في شط العرب وكانت هذه الإتفاقية في صالح العراق حيث استفادت في إيقاف المساعدات الإيرانية لحركة التمرد الكردية التي قادها مصطفي البارزاني ونجح بذلك النظام العراقي في القضاء على الثورة الكردية.
وحكم صدام حسين العراق في عام 1979 وكان في ذلك الوقت الجيش الإيراني ضعيفًا فبعد أن كان رابع جيش في العالم أدى تعرض القياديين السابقيين في الجيش إلى حملة اعتقالات على يد صادق خلخالي وأيضًا العقوبات الأمريكية أدت كل هذه الأحداث إلى ضعف الجيش مقارنة بالجيش العراقي كل هذه العوامل أدت إلى قيام الحرب بالإضافة أيضًا إلى عوامل أخري كثيرة أدت إلى إشعال الحرب بين البلدين.
بداية الحرب
بدأت العلاقات الدبلوماسية العراقية الإيرانية بالتدهور في عام 1980 وذلك نتيجة للكثير من الصراعات الحدودية المتفرقة وأيضًا بعد قيام صدام حسين في 17 سبتمبر 1980 بالتخلي عن إتفاقية الجزائر لعام 1975 والتي قام بتوقيعها حينما كان نائب للرئيس العراقي مع شاه إيران واستعادت فيها العراق نصف شط العرب الذي تنازلت عنه لإيران من خلال هذه الإتفاقية وأدى ذلك إلى اعتبار شط العرب بأكمله جزء من المياه الإقليمية العراقية، الأمر الذي زاد الوضع تعقيدًا، بالإضافة إلي محاولة اغتيال لوزير الخارجية العراقي طارق عزيز من قبل عناصر حزب الدعوة الإسلامية العراقية التي كانت مؤيدة للنظام الإسلامي في إيران.
وبدأت العمليات العسكرية بقصفها للمحافز الحدودية في منطقة المنذرية والشريط الحدودي بين محافظة واسط ومحافظ ديالي وقد أرسلت وزارة الخارجية العراقية رسائل للأمم المتحدة حول ما وصفته بالإنتهاكات الحدوية، فردت عليها الحكومة العراقية بارسال المقاتلات العراقية بغارة جوية في العمق الأيراني مستهدفة المطارات العسكرية الإيرانية في عدد من المدن الإيرانية الرئيسية، وأعلن الرئيس العراقي مطالب العراق من الحرب على إيران وهي:
1- إنهاء الإحتلال الإيراني لجزر طنب الكبري وطنب الصغرى وأبو موسي في الخليج عند مدخل مضيق هرموز.
2- الإعتراف بالسيادة العراقية على التراب الوطني العراقي ومياهه النهرية والبحرية.
3- كف إيران عن التدخل في الشئون الداخلية للعراق.
أدى ذلك إلى تدخل الجيش العراقي في الأراضي الأيرانية بدون مقامة في بداية الأمر وبعد ذلك بدأت القوات الإيرانية بتنظيم صفوفها وتطوع ما يقارب 100.000 إيراني، وذلك للذهاب إلى جبهات القتال وبدأ الجيش العراقي يدرك أن الجيش الإيراني ليس بالضعف الذي كان متوقعًا، بعد ما أثبت الإيرانين ذلك وأثبتوا وجودهم وأنهم ليسو ضعفاء، وفي عام 1982 تمكن الجيش الإيراني من إعادة السيطرة على كل المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش العراقي مما أدى الحكومة العراقية إلى عرض مبادرة لوقف النار عام 1982.
نهاية الحرب
مع اقتراب نهاية الحرب بدأ الخمول يظهر على أداء الجيشين العراقي والإيراني نتيجة للإستنزاف الطويل للذخيرة الحربية والقوة البشرية للجيشين، وبدأت أسوأ مرحلة في تاريخ الحرب وهي قصف المدن بصورة عشوائية عن طريق صواريخ سكود أو أرض طويل المدى حيث راح ضحيتها الكثير من الأبرياء المدنيين.
وبدأت القوات الجوية العراقية بضربات إستراتيجية للمدن الإيرانية واستهدفت الربات بشكل أساسي مع بداية عام 1985، فقامت إيران بقصف العاصمة بغداد بصواريخ سكود البعيدة المدى ورد العراق بالمثل بقصف طهران ووصل المر إلى حد استهداف العراق الطائرات المدنية ومحطات القطار وتدمير ثلاثة وأربعين مدرسة في عام 1986 فقط أدى ذلك لمقتل مئات التلاميذ وبالمثل إيران كحادثة مدرسة بلاط الشهداء التي راح ضحيتها الكثير من التلاميذ العراقيين.
وتعتبر حرب الخليج الأولي من الحروب التي لم ينساها التاريخ بما ترتب عليها من خسائر وأيدي بشرية لا ذنب لها ودامت الحرب ثماني سنوات لتكون أطول نزاع عسكري في القرن العشرين، وهي كانت حربًا بين القوات المسلحة لدولتي إيران والعراق واستمرت من سبتمبر 1980 إلى أغسطس 1988، وأدت هذ الحرب إلى مقتل حوالي مليون شخص وخسائر مالية حوالي 1.19 تريليون دولار أمريكي وتعتبر هذه الحرب من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين وقد غيرت هذه الحرب المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط.
وأدت هذه الحرب إلى قيام حرب الخليج الثانية وتعرف بعاصفة الصحراء في 1991 وتعرف حرب الخليج الأولى باسم "قادسية صدام" وعرفت في إيران باسم "الدفاع المقدس"، وفي عام 1979 تغيرت الأحداث السياسية في كل من العراق وإيران وتطورت وفي إبريل، حيث أعلن عن قيام الجمهورية الإسلامية في إيران وتولى بعدها الخمينئي منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ويعتبر هذا المنصب أعلى منصب في النظام السياسي الإيراني وبعد ذلك أصبح صدام حسين رئيسًا للجمهورية العراقية ومن هنا تبدأ الحرب
أسباب الحرب
يرجع الخلاف بين العراق وإيران لعدة قرون من الزمن فكانت توجد باستمرار نزاعات وخلافات بينهم وقبل ذلك كانت مساحات كبيرة من إيران تحت سيطرة البابليين والآشوريين ولكن بعد ذلك الوضع تغير، وذلك في عهد مراد الرابع حيث قام باغتنام الفرصة وضعف الصفويين واستطاع أن يضم العراق تحت حكم العثمانيين وبين عامي 1555 و1975 تم التوقيع على مالايقل عن 18 اتفاقية لترسم الحدود بين العراق وإيران.
وترجع أحد أسباب الخلاف إلى مسألة السيادة على منطقة الأهواز التي يسكنها إيرانيون عرب في جنوب غرب إيران بإقليم عربستان الأحواز وهي منطقة غنية بالنفط، وفي عام 1959 طالب عبد الكريم قاسم، بعد مجيئه بسنة إلى العراق بدعم الحركات المطالبة بالإستقلال في الأهوز وأثار الموضوع في الجامعة العربية ولكنه قتل في إنقلاب قادة حزب البعث عام 1963 والنجاح لم يحالفه.
وفي عام 1969 أعلن نائب رئيس الوزراء في العراق بأن الأحوز عربستان هو جزء من العراق وذلك بعد مجيىء حزب البعث للسلطة في العراق وبدأت الإذاعة العراقية بنشر بيانات تحث الشعب العربي الأهوزي للقيام بالثورة ضد نظام الشاه في إيران، وفي عام 1971 حدثت خلافات على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأيضًا كان يوجد خلاف حول السيادة الكاملة على شط العرب حيث كان تحت السيادة العراقية الكاملة قبل عام 1975.
ويعد هذا الخلاف أحد الأسباب الرئيسية للخلافات بين العراق وإيران ولكن الدولتان تقاسمتا السيادة على شط العرب بعد عقد اتفاقية الجزائر عام 1975 والتي أدت إلى مساعدة الشاه في إيران الثوار الأكراد في العراق وذلك في مقابل تنازل العراق عن بعض حقوقه في شط العرب وكانت هذه الإتفاقية في صالح العراق حيث استفادت في إيقاف المساعدات الإيرانية لحركة التمرد الكردية التي قادها مصطفي البارزاني ونجح بذلك النظام العراقي في القضاء على الثورة الكردية.
وحكم صدام حسين العراق في عام 1979 وكان في ذلك الوقت الجيش الإيراني ضعيفًا فبعد أن كان رابع جيش في العالم أدى تعرض القياديين السابقيين في الجيش إلى حملة اعتقالات على يد صادق خلخالي وأيضًا العقوبات الأمريكية أدت كل هذه الأحداث إلى ضعف الجيش مقارنة بالجيش العراقي كل هذه العوامل أدت إلى قيام الحرب بالإضافة أيضًا إلى عوامل أخري كثيرة أدت إلى إشعال الحرب بين البلدين.
بداية الحرب
بدأت العلاقات الدبلوماسية العراقية الإيرانية بالتدهور في عام 1980 وذلك نتيجة للكثير من الصراعات الحدودية المتفرقة وأيضًا بعد قيام صدام حسين في 17 سبتمبر 1980 بالتخلي عن إتفاقية الجزائر لعام 1975 والتي قام بتوقيعها حينما كان نائب للرئيس العراقي مع شاه إيران واستعادت فيها العراق نصف شط العرب الذي تنازلت عنه لإيران من خلال هذه الإتفاقية وأدى ذلك إلى اعتبار شط العرب بأكمله جزء من المياه الإقليمية العراقية، الأمر الذي زاد الوضع تعقيدًا، بالإضافة إلي محاولة اغتيال لوزير الخارجية العراقي طارق عزيز من قبل عناصر حزب الدعوة الإسلامية العراقية التي كانت مؤيدة للنظام الإسلامي في إيران.
وبدأت العمليات العسكرية بقصفها للمحافز الحدودية في منطقة المنذرية والشريط الحدودي بين محافظة واسط ومحافظ ديالي وقد أرسلت وزارة الخارجية العراقية رسائل للأمم المتحدة حول ما وصفته بالإنتهاكات الحدوية، فردت عليها الحكومة العراقية بارسال المقاتلات العراقية بغارة جوية في العمق الأيراني مستهدفة المطارات العسكرية الإيرانية في عدد من المدن الإيرانية الرئيسية، وأعلن الرئيس العراقي مطالب العراق من الحرب على إيران وهي:
1- إنهاء الإحتلال الإيراني لجزر طنب الكبري وطنب الصغرى وأبو موسي في الخليج عند مدخل مضيق هرموز.
2- الإعتراف بالسيادة العراقية على التراب الوطني العراقي ومياهه النهرية والبحرية.
3- كف إيران عن التدخل في الشئون الداخلية للعراق.
أدى ذلك إلى تدخل الجيش العراقي في الأراضي الأيرانية بدون مقامة في بداية الأمر وبعد ذلك بدأت القوات الإيرانية بتنظيم صفوفها وتطوع ما يقارب 100.000 إيراني، وذلك للذهاب إلى جبهات القتال وبدأ الجيش العراقي يدرك أن الجيش الإيراني ليس بالضعف الذي كان متوقعًا، بعد ما أثبت الإيرانين ذلك وأثبتوا وجودهم وأنهم ليسو ضعفاء، وفي عام 1982 تمكن الجيش الإيراني من إعادة السيطرة على كل المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش العراقي مما أدى الحكومة العراقية إلى عرض مبادرة لوقف النار عام 1982.
نهاية الحرب
مع اقتراب نهاية الحرب بدأ الخمول يظهر على أداء الجيشين العراقي والإيراني نتيجة للإستنزاف الطويل للذخيرة الحربية والقوة البشرية للجيشين، وبدأت أسوأ مرحلة في تاريخ الحرب وهي قصف المدن بصورة عشوائية عن طريق صواريخ سكود أو أرض طويل المدى حيث راح ضحيتها الكثير من الأبرياء المدنيين.
وبدأت القوات الجوية العراقية بضربات إستراتيجية للمدن الإيرانية واستهدفت الربات بشكل أساسي مع بداية عام 1985، فقامت إيران بقصف العاصمة بغداد بصواريخ سكود البعيدة المدى ورد العراق بالمثل بقصف طهران ووصل المر إلى حد استهداف العراق الطائرات المدنية ومحطات القطار وتدمير ثلاثة وأربعين مدرسة في عام 1986 فقط أدى ذلك لمقتل مئات التلاميذ وبالمثل إيران كحادثة مدرسة بلاط الشهداء التي راح ضحيتها الكثير من التلاميذ العراقيين.