في ذكرى وفاتها.. ”شجرة الدر” تخلف زوجها ضرباً بالقباقيب
الثلاثاء 03/مايو/2016 - 10:13 ص
كتبت ياسمين مبروك
طباعة
تعد أحد أشهر الشخصيات العربية والتي صارت صاحبة الكلمة في حكم مصر بعد أن تزوجت من الملك الصالح نجم الدين بن الملك الكامل، ووصفت بالمرأة الحديدية بعد أن أخفت نبأ موت زوجها منعا للفتنة، هي شجرة الدر التي تولت سلطنة مصر في آخر عصر سلاطين بني أيوب باتفاق أمراء المماليك بعد مقتل طوران شاه، وخطب لها على منابر المساجد بمصر والقاهرة حتى خلعت نفسها بعد 80 يوماً حين بعث الخليفة المستعصم العباسي في بغداد رسالة تقريع وتأنيب إلى زعماء المماليك لأنهم ولوا عليهم امرأة وقال لهم آنذاك: إذا كان عنصر الرجال قد ندر عندكم فأبلغونا نرسل إليكم.. رجلا .
وعلى الرغم من أن أمراء المماليك قد أجمعوا على اختيار شجرة الدر لتتولى زمام الأمور سلطانة على مصر، فإن المآسي لم تتوقف وبخاصة عندما رفض الخليفة العباسي المستعصم هذا الاختيار.
الصراع
وتنازلت شجرة الدر عن السلطنة ليتولاها أحد الرجال، واختارت هي بنفسها الرجل الذي تتزوجه ليكون سلطانا، وكانت مأساة أخرى حين اختارت الأمير عز الدين أيبك ، ليس لأنه أقوى الأمراء ولكن لأنه رجل يؤثر السلامة فلا تخشى منه الاستئثار بالسلطة وهي التي قررت أن تجمع بين يديها كل السلطات، ويجلس أيبك على عرش مصر باسم الملك المعز، وتنتهي بذلك رسميا سلطنة شجرة الدر وإن ظلت تستمر صاحبة الكلمة والنفوذ، ويبدأ صراع داخلي في قصر القلعة وخارجه، فالملك المعز لا يطيق أن تظل زوجته شجرة الدر هي الروح المسيطرة ويعاني من طغيانها المرهق على نفسه ولا يرى سبيلا للخلاص منها.
الغيرة
وارغمت المعز على أن يطلق زوجته الأولى أم ولده علي، فهي تضطرم بنار الغيرة المحرقة وتمنعه حتى من زيارتهما، وتستمر المنازعات العاصفة بين شجرة الدر وأيبك لأقل كلمة أو بادرة حتى يغدو قصر القلعة بينهما جحيما لا يطاق، حيث يفكر كل منهما في أن يتخلص من الآخر خاصة وهي ممسكة بكل أمور السلطة بينما التوتر العاطفي العاصف يزداد كل يوم.. فهي لا تسمح له بأن يكون صاحب السلطة الحقيقي بينما هو يريد أن يكون أمام الناس صاحب كل الأمر.
الانتقام
وما لبث أن ازداد ضيق أيبك بشجرة الدر وتعاوده أشواقه إلى زوجته أم علي التي لم يكن قد طلقها بالفعل، وتكتشف شجرة الدر الأمر ويعود الانفجار لتكون مأساة جديدة حين يقرر أيبك الزواج من إحدى بنات صاحب الموصل ليكون حليفا له، ويصل الخبر إلى شجرة الدر وتشت دبها غيرة مجنونة عندما يبلغها أن المعز قد تمادى في الأمر وبدأ ينفذ غرضه، وأنه يعتزم إنزالها من قصر القلعة لتهيئته لعهد جديد مع زوجة جديدة.
وصممت شجرة الدر على الانتقام بعد أن جرح منها كبرياء الملكة وغيرة الأنثى، وإذن فليكن انتقامها منه إذلالا لكبريائه وتدميرا لرجولته في وقت واحد، فتخادعه وتتظاهر بأنها لم تجد أمامها إلا المصالحة والاستسلام، وتعبيرا عن الصلح والرضا تدعو زوجها للحضور وإلى تناسي ما كان، وينخدع المعز فيتصور أنها قد خففت من غلوائها فيأتي إليها، وحين يدخل الحمام تنزل به انتقامها بما يذل كبرياءه ورجولته وعلى يد مماليكها وطواشيها يلقى المعز مصرعه بضرب القباقيب الخشبية حتى الموت.
الضرب بالقباقيب
يتولى السلطنة بعد أيبك ابنه علي المنصور، ابن ضرة شجرة ا لدر التي طالما أذلتها وأبعدت عنها زوجها، وتصعد أم علي إلى قصر القلعة وتأمر بالقبض على غريمتها، وتحتمي شجرة الدر صاعدة إلى البرج الأحمر بالقلعة والذي يشرف الآن على باب المقطم، ولم يكن الخوف من الموت هو ما يشغل بال شجرة الدر لأن شيئا آخر كان يستأثر بتفكيرها، إن جواهرها وحليها ستصبح حين تموت ملكا لضرتها أم علي، وهذا أمر لا يمكن أن يكون، وتنهض إلى صندوق جواهرها، وفي هاون رخامي تسحق كل شيء وهي تضحك في انتصار، إنها لن تستسلم لضرتها إلا وهي منتصرة عليها وترسل شجرة الدر مع وصيفتها بمسحوق المجوهرات إلى أم علي.
وجن جنون ضرتها أم علي فكان لابد أن تحدث قمة المأساة، إذ انطلقت جواريها إلى البرج الأحمر دون أن يستطيع أحد من الحراس منعهن، وانهالت الجواري على شجرة الدر ضربا حتى قتلنها بنفس السلاح الذي قتلت به زوجها الملك المعز، بالقباقيب، وحين قضى الأمر ألقت الجواري بجثة الملكة عارية من نافذة البرج الأحمر لتنهشها الكلاب بعد أن كانت كبيرة الجواري قد ملأت الهاون الذي سحقت فيه شجرة الدر جواهرها بدمائها، وأمرت أم علي أن تصنع حلوى الانتصار مغموسة بالدم الأحمر، وكانت هذه الحلوى هي التي تقدم في الولائم في مصر باسم أم علي وإن كانت تغمس الآن بعصير الفراولة بدلا من دماء شجرة الدر.
وفاتها
قتلت شجرة الدر في القاهرة في الثالث من مايو عام 1257، بعد أن دام حكمها ثمانين يوما ثم تنازلت عن العرش لوزيرها عز الدين .
وعلى الرغم من أن أمراء المماليك قد أجمعوا على اختيار شجرة الدر لتتولى زمام الأمور سلطانة على مصر، فإن المآسي لم تتوقف وبخاصة عندما رفض الخليفة العباسي المستعصم هذا الاختيار.
الصراع
وتنازلت شجرة الدر عن السلطنة ليتولاها أحد الرجال، واختارت هي بنفسها الرجل الذي تتزوجه ليكون سلطانا، وكانت مأساة أخرى حين اختارت الأمير عز الدين أيبك ، ليس لأنه أقوى الأمراء ولكن لأنه رجل يؤثر السلامة فلا تخشى منه الاستئثار بالسلطة وهي التي قررت أن تجمع بين يديها كل السلطات، ويجلس أيبك على عرش مصر باسم الملك المعز، وتنتهي بذلك رسميا سلطنة شجرة الدر وإن ظلت تستمر صاحبة الكلمة والنفوذ، ويبدأ صراع داخلي في قصر القلعة وخارجه، فالملك المعز لا يطيق أن تظل زوجته شجرة الدر هي الروح المسيطرة ويعاني من طغيانها المرهق على نفسه ولا يرى سبيلا للخلاص منها.
الغيرة
وارغمت المعز على أن يطلق زوجته الأولى أم ولده علي، فهي تضطرم بنار الغيرة المحرقة وتمنعه حتى من زيارتهما، وتستمر المنازعات العاصفة بين شجرة الدر وأيبك لأقل كلمة أو بادرة حتى يغدو قصر القلعة بينهما جحيما لا يطاق، حيث يفكر كل منهما في أن يتخلص من الآخر خاصة وهي ممسكة بكل أمور السلطة بينما التوتر العاطفي العاصف يزداد كل يوم.. فهي لا تسمح له بأن يكون صاحب السلطة الحقيقي بينما هو يريد أن يكون أمام الناس صاحب كل الأمر.
الانتقام
وما لبث أن ازداد ضيق أيبك بشجرة الدر وتعاوده أشواقه إلى زوجته أم علي التي لم يكن قد طلقها بالفعل، وتكتشف شجرة الدر الأمر ويعود الانفجار لتكون مأساة جديدة حين يقرر أيبك الزواج من إحدى بنات صاحب الموصل ليكون حليفا له، ويصل الخبر إلى شجرة الدر وتشت دبها غيرة مجنونة عندما يبلغها أن المعز قد تمادى في الأمر وبدأ ينفذ غرضه، وأنه يعتزم إنزالها من قصر القلعة لتهيئته لعهد جديد مع زوجة جديدة.
وصممت شجرة الدر على الانتقام بعد أن جرح منها كبرياء الملكة وغيرة الأنثى، وإذن فليكن انتقامها منه إذلالا لكبريائه وتدميرا لرجولته في وقت واحد، فتخادعه وتتظاهر بأنها لم تجد أمامها إلا المصالحة والاستسلام، وتعبيرا عن الصلح والرضا تدعو زوجها للحضور وإلى تناسي ما كان، وينخدع المعز فيتصور أنها قد خففت من غلوائها فيأتي إليها، وحين يدخل الحمام تنزل به انتقامها بما يذل كبرياءه ورجولته وعلى يد مماليكها وطواشيها يلقى المعز مصرعه بضرب القباقيب الخشبية حتى الموت.
الضرب بالقباقيب
يتولى السلطنة بعد أيبك ابنه علي المنصور، ابن ضرة شجرة ا لدر التي طالما أذلتها وأبعدت عنها زوجها، وتصعد أم علي إلى قصر القلعة وتأمر بالقبض على غريمتها، وتحتمي شجرة الدر صاعدة إلى البرج الأحمر بالقلعة والذي يشرف الآن على باب المقطم، ولم يكن الخوف من الموت هو ما يشغل بال شجرة الدر لأن شيئا آخر كان يستأثر بتفكيرها، إن جواهرها وحليها ستصبح حين تموت ملكا لضرتها أم علي، وهذا أمر لا يمكن أن يكون، وتنهض إلى صندوق جواهرها، وفي هاون رخامي تسحق كل شيء وهي تضحك في انتصار، إنها لن تستسلم لضرتها إلا وهي منتصرة عليها وترسل شجرة الدر مع وصيفتها بمسحوق المجوهرات إلى أم علي.
وجن جنون ضرتها أم علي فكان لابد أن تحدث قمة المأساة، إذ انطلقت جواريها إلى البرج الأحمر دون أن يستطيع أحد من الحراس منعهن، وانهالت الجواري على شجرة الدر ضربا حتى قتلنها بنفس السلاح الذي قتلت به زوجها الملك المعز، بالقباقيب، وحين قضى الأمر ألقت الجواري بجثة الملكة عارية من نافذة البرج الأحمر لتنهشها الكلاب بعد أن كانت كبيرة الجواري قد ملأت الهاون الذي سحقت فيه شجرة الدر جواهرها بدمائها، وأمرت أم علي أن تصنع حلوى الانتصار مغموسة بالدم الأحمر، وكانت هذه الحلوى هي التي تقدم في الولائم في مصر باسم أم علي وإن كانت تغمس الآن بعصير الفراولة بدلا من دماء شجرة الدر.
وفاتها
قتلت شجرة الدر في القاهرة في الثالث من مايو عام 1257، بعد أن دام حكمها ثمانين يوما ثم تنازلت عن العرش لوزيرها عز الدين .