برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أنطلقت مساء يوم أمس الثلاثاء فعاليات أيام الشارقة الثقافية في بيروجيا بجمهورية إيطاليا والتي أحتضنتها قلعة باولينا التاريخية وعدد من الساحات العامة في المدينة، ومن المقرر ان تستمر حتى الخامس من يونيو القادم.

وقد حظي حفل افتتاح الأيام بحضور رفيع المستوى تمثل في أندريا روميتسي عمدة مدينة بيروجيا وسعادة صقر الريسي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية إيطاليا وسعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، والسيدة فرناندا تشيكيني نائب رئيس مقاطعة أمبريا، والسيد نيندو مدسيتي رئيس محافظة بيروجيا، والبروفيسور ميشيل فيروني مفوض مقاطعة بيروجيا نائب عمدة المدينة، وعدد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأدباء والفنانين الإيطاليين.

بدأ الحفل بكلمة ألقاها سعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام أمام الحضور حيث قال فيها يسعدني والوفد المرافق، أن نعبّر عن جزيل شكرنا وتقديرنا لدعوتكم الكريمة لاستضافة أيام الشارقة الثقافية في مدينة بيروجيا، هذه الدعوة التي تنمّ عن مدى حرصنا المشترك في الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إيطاليا على توثيق العلاقات بين شعبينا الصديقين.

وبهذه المناسبة أتشرف بأن أنقل إليكم وإلى شعب إيطاليا الصديق تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الحريص والمتابع والراعي لهذه الفعاليات الثقافية.

وأضاف العويس قائلاً إن هذه الدورة تأتي استكمالاً لمشروع الشارقة الثقافي في فتح الحوار مع الحضارات الإنسانية وإبراز المشهد الحضاري العربي من خلال برنامج أيام الشارقة الثقافية في العال.

وأوضح رئيس دائرة الثقافة والإعلام بأن أيام الشارقة الثقافية قد جالت في عديد من بلدان العالم، شاملةً اليابان وكوريا الجنوبية في أقصى الشرق، والعديد من الدول الأوروبية الصديقة، وقال نحن اليوم وللمرة الثانية نحل ببلدكم العريق من خلال مدينتكم الجميلة بعد استضافة مدينة (مانتوفا) لأيام الشارقة الثقافية في عام 2012م. وكم هي سعادتنا ونحن نلتقي اليوم في أيام ثقافية جديدة وفي تأكيد متجدد على حرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على تمتين العلاقات بين إيطاليا والإمارات
وأكد على أن أيام الشارقة الثقافية في بيروجيا سوف تبرز العمق التاريخي الحضاري لدولة الإمارات خصوصاً والثقافة العربية عموماً، وذلك من خلال معرض الخليج في الخرائط التاريخية، ومعرض فن الخط العربي والزخرفة، ومعرض تراث الإمارات، ومعرض الصور الفوتوغرافية، بالإضافة للعروض الشعبية لفرقة الشارقة للتراث الفني.

واختتم العويس كلمته بقوله إن التفاعل الثقافي وتعايش الأنساق المتنوعة بين بلدينا ولمدة شهر، يؤكد مدى اعتزازنا المشترك بتفاعل الحضارة العربية مع الحضارة الأوروبية، وهما اللتان تشكلان في المجمل بعداً إنسانياً ثقافياً ينشد السلام والمحبة.

بعدها تجول الحضور في المعارض المختلفة المقامة بهذه المناسبة حيث استهلوا جولتهم بالتعرف على معرض الخليج في الخرائط التاريخية والذي يحوي على مجموعة فريدة من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة تعرض خرائط لمنطقة الخليج منذ زمن بطليموس ١٥٠ للميلاد، مرورا بالرحالة المكتشفين الذين قاموا بإنتاج خرائط أكثر واقعية عن المنطقة.
كما تعرف الحضور على مجموعة كبيرة من مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والتي تنوعت بين الكتب التاريخية والروايات والنصوص المسرحية وكتب السيره.
وعرجوا عقب ذلك إلى معرض فن الخط العربي والزخرفة والذي اشتمل على عدد كبير من لوحات فن الخط والتي أبدعها فنانون إماراتيون وعرب، وتميزت تلك اللوحات في جمعها بين لوحات لفن الخط العربي الأصيل وفن الخط العربي الحديث والذي تم استقاءه من الأصيل ويتميّز بكثرة الألوان ولا يتقيد كثيراً بقواعد الخط.
كما تابع الحضور ورشة حية للخط العربي نفذها الفنان الإماراتي خالد الجلاف رئيس جمعية الخط العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قام بتدوين أسماء كبار الضيوف الإيطاليين باللغة العربية في لوحات فنية وتقديمها لهم كإهداء تثميناً لهم على هذه الاستضافة.
انتقلوا بعدها للتعرف على تراث دولة الإمارات من خلال معرض التراث والذي يشرف على تنفيذه معهد الشارقة للتراث حيث حوى ركن للأزياء الشعبية والحلي والزينة وركن للمجسّمات المعمارية التراثية وركن مجسمات السفن الخشبية وركن الحرف اليدوية والضيافة الشعبية.

وفي معرض الصور الفوتوغرافية شاهد حضور حفل الافتتاح جماليات العمارة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات من خلال صور للمساجد وأهم المعالم فيهما، فضلا عن عرض صور لأشهر المساجد في مختلف بلدان العالم الإسلامي.

وتفاعل الحضور وكبار المسؤولين الإيطاليين وبشكل كبير مع العروض الشعبية لفرقة الشارقة للتراث الفني، حيث أقدموا على المشاركة في بعض اللوحات والرقصات والفقرات التي قدمتها الفرقة، كما حظيت الفرقة باهتمام وتفاعل كبيرين من لدن سكان مدينة بيروجيا كونها جالت بين ساحاتها العامة وقدمت عروضها أمام مراكزها ومبانيها الرئيسية والتاريخية.

وقد تفضل أندريا روميتسي عمدة مدينة بيروجيا بتدوين كلمة في سجل أيام الشارقة الثقافية قال فيها // مدينة بيروجيا تعتز وتفتخر باستضافة واحتضان هذه الأيام الثقافية والمعارض المصاحبة لها والتي ضمت أعمالا فنية وتاريخية وتراثية فريدة في نوعها من دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً من إمارة الشارقة، وبهذه المناسبة لا يسعني سوى ان أتقدم بموفور الشكر وعظيم الامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه لهذه التظاهرة الثقافية الفنية //.

من جانبه قال السيد نيندو مدسيتي رئيس محافظة بيروجيا ان التبادل الثقافي هو الأساس الذي تقوم عليه مدينة بيروجيا وهي منفتحة على العالم بأكمله إلا أن للشارقة ولدولة الامارات مكانة خاصة في بيروجيا، وذلك لما يقومان به من مبادرات ودور كبير في خلق التقارب بين الشعوب.

وكان قد شهد حفل افتتاح أيام الشارقة الثقافية في بيروجيا كل من سعادة عبد العزيز عبد الرحمن المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث وسعادة علي إبراهيم المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، ومحمد حسن خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة وجمع غفير من المهتمين والمنشغلين بالثقافة والآداب والفنون وممثلي وسائل الإعلام المختلفة الإيطالية.