حاولت السينما المصرية أن تقترب، بحذر من تناول موضوع الإرهاب الذى أصبح يشكل ظاهرة عامة تروع المجتمع المصري، وتهدم جدار الأمان الذي يحتمي به المواطنون، وتفتك بالوحدة الوطنية،وتربك النظام وأجهزته في مواجهة تلك الجماعات المسلحة التي تتخذ من الدين ذريعة كما تتخذ من العنف وسيلة لإسقاط النظام، وتعبد بدماء الأبرياء، طريقها للحكم والتحكم.

ومن هنا نتناول الأفلام السينمائية التي ألقت الضوء على قضية الإرهاب في السينما المصرية.

فيلم الإرهاب" لنادية الجندي "
في مقارنة حذرة قدم نادر جلال عام 1989فيلمه الإرهاب عن قصة للكاتبة الصحفية حُسن شاه بطولة نادية الجندي وفاروق الفيشاوي وهو أول فيلم مصري يتحدث عن تلك الظاهرة، ويتخذ منها عنوانا لعمل فني الموضوع شائك بطبيعته خاصة إذا كانت الأحداث في الفيلم تدور في مصر المعاصرة التي شهدت وما تزال نشاطا مكثفا للجماعات التي تؤمن بالعنف كذلك لم يقدم الفيلم، تفسيرا أو تبريرا للعمليات التي يقوم بها التيار الديني وعزلها عن سياقها الاجتماعي.

فيلم الإرهاب والكباب 1992

إخراج شريف عرفة، وتأليف وحيد حامد، وبطولة عادل إمام،يسرا،علاء ولى الدين،أشرف عبد الباقي.
الفيلم يتناول الرشوة والعقبات الإدارية والروتين والإحباط الذي يعانيه معظم أفراد الشعب مع ظاهرة الإرهاب في مجتمع التسعينات في شكل كوميدي والإرهابي هنا غير حقيقي فهو موظف بسيط حاله حال من يترددوا على المكان بسبب مهام شخصية، ولكن حالة الشحن التي تواجدت في هذا الوقت كانت كافية لوضعه موضع شك، فور دخوله في مشادة مع أحد الموظفين بالمكان.

فيلم الإرهابي"رؤية إنسانية لحالة إرهابية "1994

إخراج نادر جلال، وتأليف لينين الرملي بطولة عادم إمام وشيرين وصلاح ذو الفقار.
أثمن ما في فيلم "الإرهابي "هو شجاعة المواجهة، وجرأة التصدي، والاقتراب الواعى من منطقة شائكة، حاذر الكثيرون الاقتراب منها، كما يلمس الفيلم في سرعة بعض أسباب استشراء تلك الظاهرة ويعزوها إلى الفقر والجهل والكبت والبطالة ويلمح إلى تورط بعض الجهات الأجنبية في التمويل على تلك العمليات المشينة ضد الحكومة والسياحة والأهالي.

فيلم المصير1997
إخراج وتأليف يوسف شاهين، ومن بطولة نور الشريف، ليلي علوي، محمود حميدة،صفية العمرى.
الفيلم يتناول إرهاب الفكر المتمثل في العقيدة، التي استخدمتها هذه الجماعة كغطاء لأفكار عنف وجهل تنبذ التنوير فيحرقوا كتب ابن رشد ويقتلوا من يواجههم ويستغلوا ظروف البلاد للضغط على الحاكم لتحقيق مطالبهم، وهنا الإرهاب متصل بالسياسة والسلطة ويوضح مدى خطورة الإرهاب على مر التاريخ.

فيلم الآخر1999

يعرض الفيلم انتقاد لأوضاع سياسية واقتصادية وهيمنة أمريكا على العالم لخدمة مصالحها، وطرح نماذج مختلفة من المجتمع رجال الأعمال والعولمة والجماعات المتطرفة والأسر المصرية البسيطة والروابط التي تجمعهم في ظل نظام فاسد كل ذلك متمثل في شخصيات الفيلم التي تمثل كلا منها نموذج مختلف يخدم مضمون الفيلم وإدانته للتطرف والتعصب،وهو من إخراج وتأليف يوسف شاهين، ومن بطولة نبيلة عبيد ولبلبة هاني سلامة وحنان ترك.