دقائق من الانتظار، بدأت عقاربها في الإنطلاق فور أن خرجت منة، الفتاة الجميلة صاحبة ستة عشر عامًا، لتلبية طلبات أسرتها بشراء بعض مستلزماتهم من "سوبر ماركت" مجاور للمنزل، لكن هذه الأسرة لم يكن يخطر ببالها أن هذه العقارب ستسمر في التحرك دون أن تتوقف ويتوقف معها نبضات قلوبهم؛ خرجت "منة" ولم تعد إلى الوقت الذي نكتب فيه هذه الكلمات.

أصوات الصريخ والفقدان بدأت في إشعال نيران الاشتياق والقلق داخل المنزل، "أين ذهبت منة؟!".. سؤال انطلقت أجوبته داخل أفراد الأسرة المكلومة بفقدان أبنتهم، هل ذهبت في أمواج الخطف والتقصير الأمني، أم دفع بعض المستغلين ثراءنا بغية أموال لاتضر ولاتنفع؟.. وماذا عن ذئاب بشرية يعميهم غريزتهم عن براءة أطفالنا؟!.. بالتأكيد كل هذه الأسئلة رغم ضاءلة كلماتها إلا أنها كفيلة بأن تميت قلوب موتة لا حياة فيها.. لكن كيف هذا والبنت لم تخرج بعيدًا عن المنزل، والأسرة ليست بالمغمورة بين أفراد الشارع.

ربما هذه النقطة الأخيرة، قادت الأسرة لأولى خيوط الأمل، لعودة أبنتهم.. "رؤف شريف" خال الفتاة، من قرية طموه التابعة لمركز أبو النمرس، تحدث لـ"المواطن" قائلًا:" تمكن شباب القرية من إمساك أربعة أشخاص من التشكيل العصابي، رجلين واثنين من السيدات، وأمين شرطة بقسم الهرم، ألقى القسم القبض عليه وعلى واحد من أفراد العصابة هرب منهم.

وتابع:" بدأ الشك في المنزل المقابل لهم، بسبب معرفتهم بأن صاحب المنزل باع كليته، ومنهم من باع أعضاء من جسده مقابل المال، بالإضافة لوجود عدد منهم مسجل خطر"، مضيفًا:" تجمع الأهالي وقاموا بالضغط على أصحاب هذا المنزل حتى تم اعترافهم بإنهم خاطفي الفتاة، ولكن لم يعلنوا مكانهم معللين ذلك، بأن دورهم انتهي عند الخطف، وتم تسليمها لأفراد آخرين، ولا يعرفون شيئًا بعد خطفها، لكن الشرطة استطاعت تعقبها إلى أن قبضت على العصابة بالكامل.

واستطرد خال الفتاة:"القسم طالب والد الفتاة وعمها لكي يستلموها اليوم بعد العشاء"، مكذبًا إدعاء عمدة القرية وبعض النواب، أن الفتاة معهم ومحجوزة بالمستشفى، وبسبب كمية الإشاعات التى ظهرت حول اختفائها، احتج بعض شباب قرية طموه، وقاموا بقطع طريق مصر - أسيوط السريع، لحين عودة الفتاة، ولكن تدخل كبار عائلات القرية لتهدئة الشباب بعد تواصلهم مع اللواء كمال الدالي ومدير الأمن، الذين أكدوا على إلقاء القبض على العصابة، وإرجاع الفتاة لأهلها.

وعلمت مصادر أن أسماء العصابة وائل العباسي، صاحب الشقة، 21 سنة، وزوجته وأخته، وأسمائهم الوهمية: منى وسمية، إسلام، وعبدالله المنفي.