ابتعدت عن الأضواء، وعاشت حياتها في هدوء، عشقت الخيول، والرسم، عانت كثيرًا في طفولتها وشبابها من عدسات المصورين، التي كانت تلاحقها وتقتحم حياتها الشخصية باعتبارها أميرة سابقة، إلى أن توفيت الأميرة "فادية" في مثل هذا اليوم لـ28 ديسمبر 2007 في لوزان بسويسرا عن عمر يناهز 59 عامًا.

الأميرة فادية.. هي الابنة الثالثة للملك فاروق والملكة فريدة، وقيل إنها سميت "فادية" تفاؤلًا بميلادها الذي جاء بعد حادث القصاصين الذي تعرض له الملك فاروق في نفس العام.

انتقلت "فادية" بعد طلاق والديها في 1948، للإقامة مع والدتها حتى أتمت سبع سنوات، ثم غادرت مصر إلى المنفى مع والدها الملك فاروق قبل أن تتم العام التاسع من عمرها بعد ثورة يوليو 1952.

أقامت الأميرة فادية فترة في إيطاليا، ثم انتقلت إلى مدرسة داخلية في سويسرا، وفي 3 ديسمبر 1963، تزوجت في لندن من بيير أورلوف، أمير روسي سابق من عائلة "رومانوف" الذي أشهر إسلامه بعدما حضر إلى الأزهر.

أنجبت "فادية" الأمير "علي، والأمير شامل"، ولم تحضر إلى مصر بعد ذلك إلا مرات معدودة.

وكانت للأميرة فادية هواية أخرى هي هواية الرسم، مثل والدتها الراحلة الملكة فريدة، ولكنها كانت ترسم شيء واحد من شدة حبها له وهو "الخيول ذات الأجنحة"، كانت الأميرة فادية امرأة هادئة وحالمة، ولهذا وكما قالت هي ذات يوم اختارت الإقامة في منزل ريفي يقع في أحضان جبال الألب، وقالت: "كنت أرغب في أن أكون بعيدة عن الأضواء.. كنت أريد أن أعيش في هدوء.. فقد عانيت كثيرًا في طفولتي وشبابي من عدسات المصورين.. التي كانت تلاحقني وترصد تحركاتي.. وتقتحم حياتي الشخصية باعتباري أميرة سابقة".

وعن حياتها في المنفى، تقول الأميرة فادية: "عشنا مع أبي في إيطاليا لمدة عامين، لكن لعدم وجود مدارس مناسبة لنا هناك وصعوبة الدراسة انتقلنا إلى سويسرا، التي تتمتع مدارسها بسمعة طيبة، حيث التحقنا بأقسام داخلية، وكنا نعود إلى إيطاليا في الإجازات فقط لزيارة والدنا، في حين ظلت والدتي الملكة فريدة في مصر عشر سنوات بعد قيام الثورة، ثم سافرت إلى لبنان، ثم لحقت بنا في سويسرا، ثم عادت إلى الوطن الأم مصر، حيث أرادت أن تموت هناك، حتى توفيت بالفعل في أكتوبر 1988".

وتابعت: "عملت لسنوات في وزارة السياحة في لوزان، نظرًا لإجادتها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية، ولم استفد في عملي من كوني أميرة سابقة، على العكس لقد سبب لي ذلك مشاكل عديدة لكنى استطعت التغلب عليها".

وتحدثت الأميرة فادية في بعض أحاديثها الصحافية النادرة عن حياتها الزوجية فقالت: "كرست حياتي مع زوجي للخيول التي نعشقها، اشترينا مزرعة وأقمنا فيها إسطبلات عدة للخيول، التي عشنا معها أيامًا جميلة، فقد كانت الخيول تمثل لنا الأصدقاء الأوفياء، وأصابتنا حالة من الحزن الشديد، حين اضطررنا لبيع الخيول، بعد تعرض زوجي لحادث منعه من تدريبها، والاشتراك بها في مسابقات وثب الخيول والحواجز".

وفي مثل هذا اليوم توفيت الأميرة "فادية" في الـ28 من ديسمبر 2002، في سويسرا، ودفنت بيوم 3 يناير 2003 بمسجد الرفاعي بالقاهرة، بمقابر الأسرة العلوية.