هزم الصعاب بالضحكات والدموع بالابتسامات وتغلب على حياة قاسية أسكنت الحزن في قلب سبب السعادة لملايين الأشخاص..لتبقي أسطورته الخالدة أسطورة الضحك".

إنه " اسماعيل ياسين"، الفنان العبقري الذي نحج فى كسر حاجز الملل وأصبح كوميديان كل العصور، نجح فيما فشل فيه غيره بان يبقى على القمة طوال حياته وبعد وفاته بعشرات السنين.

مولده
ولد اسماعيل ياسين فى 15 سبتمبر عام 1912 في محافظة السويس لأب يعمل صائغ، أما أمه فقد توفيت وهو لايزال في سن صغيرة. وتلقى الطفل الصغير تعليمه في السنوات الأولى من عمره في الكُتاب ثم انتقل إلى المدرسة حتى أتم السنة الرابعة الابتدائية.

واضطر إسماعيل ياسين إلى ترك المدرسة والعمل حتى ينفق على نفسه نظرًا لتدهور أحوال والده المادية وتراكم الديون عليه.

وتمنى الطفل الذي كان بداخله حلم احتراف الفن أن يصبح مطربًا كبيرا مثل عبد الوهاب إلا أنه وطبقًا لمقوماته الشكلية والفنية كان أقرب لأن يكون فنان استعراضي.

التقى ياسين بصديق عمره أبو السعود الإبياري الذي مهد له الطريق للعمل كمونولوجيست في فرقة بديعة مصابني على أن يكتب له الإبياري كلمات ما يقوم بغنائه. وظل يعمل لدى بديعة مصابني لسنوات خلالها أن أن ينجح في فن المونولوج.

وظل ياسين متألقا في فن المونولوج عشر سنوات من عام ١٩٣٥ الى عام ١٩٤٥، يلقى المونولوج فى الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، والذي كان يقوم بتأليفه دائمًا توأمه الفني أبو السعود الإبياري.

" زواجه "
كانت زيجته الثالثة من "فوزية" الأشهر بين زوجاته الثلاثة حيث أنجب منها ابنه الوحيد المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين، وبدأت قصة حبه لها من النظرة الأولى، وقرر الذهاب إلى الإسكندرية بأول سيارة في حياته، للبحث عنها، بعدما رآها ترافق صديقتها زوجة مدير المسرح الصيف الماضي.

الناصح.. أول بطولة مطلقة
وفي عام ١٩٣٩ اقتحم اسماعيل ياسين مجال السينما ومثل العديد من الأدوار،و جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه أنور وجدي فاستعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام ١٩٤٩ أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) أمام الوجه الجديد ماجدة.

تلقى إسماعيل ياسين الكثير من الضربات لم يضعها في حسبانه، فبعد أن كان يقدم أكثر من 10 أفلام في العام الواحد، انحسرت الأضواء عنه تدريجيا، وهي الفترة التي كان يعاني فيها من مرض القلب، لأنه لم يكن من المقربين من المسئولين في الحكومة، التي تدخلت في الإنتاج الفني بفترة الستينيات، ما اضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966، ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة.

.. وانحسرت الأضواء
مع بداية الستينيات بدأت الأضواء تنحسر عن نجمنا المحبوب مما أصابه بالإكتئاب والحزن، وعانى من مَرِض النقرس لفترات طويلة، إلا أن سبب الوفاة كان إصابته بأزمة قلبية أودت بحياته في ٢٤ يوليو عام ١٩٧٢م منعته من استكمال دوره في أخر أفلامه "الرغبة والضياع" أمام النجم الراحل" نور الشريف " بعد أن عانى من إهمال الدولة له وإهمال أبناء مهنته أيضًا.