في ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 4 فبراير 2025، والتي أعلن فيها عن خطة للسيطرة على قطاع غزة وإعادة بنائه بعد تهجير سكانه إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، تتجلى أهمية رؤية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تعزيز قدرات الجيش المصري.
منذ توليه الحكم، عمل الرئيس السيسي على تطوير وتحديث القوات المسلحة المصرية بشكل شامل، متبنياً استراتيجية تهدف إلى تنويع مصادر التسليح وتعزيز القدرات الدفاعية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. شملت هذه الجهود الحصول على فرقاطات فرنسية من طراز "فريم" وحاملات مروحيات من طراز "ميسترال"، بالإضافة إلى غواصات ألمانية من طراز 209/1400، مما عزز من قدرات البحرية المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط.
كما تم تعزيز القوات الجوية بطائرات متقدمة مثل "رافال" الفرنسية و"ميج 29" الروسية، بالإضافة إلى تطوير أنظمة الدفاع الجوي والتصنيع الحربي المحلي. هذه الخطوات لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل كانت استجابة مدروسة للتحديات الأمنية في المنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود وحماية المصالح الاقتصادية.
في ظل التطورات الأخيرة والتصريحات المثيرة للجدل بشأن مستقبل غزة، يتضح أن الرئيس السيسي كان يدرك أهمية بناء قوة عسكرية متطورة قادرة على حماية سيادة مصر ومصالحها. وعليه، فإن الانتقادات التي وجهت لجهود تسليح الجيش المصري قد تكون افتقرت إلى فهم كامل للرؤية الاستراتيجية التي تبناها الرئيس السيسي. وبالتالي، يجدر بنا أن نقدر هذه الجهود ونعترف ببعد نظر القيادة المصرية في هذا الصدد.
كما يجب علينا أن ندرك أن تعزيز القدرات العسكرية ليس هدفًا بحد ذاته، بل هو وسيلة لضمان الأمن والاستقرار في مواجهة التحديات المتغيرة. ومن هذا المنطلق، فإن ما قام به الرئيس السيسي من تطوير للقوات المسلحة كان خطوة استباقية لحماية مصر وضمان مستقبلها.