إحسان عبد القدوس.."الابن المدلل لروزا اليوسف"
الأحد 01/يناير/2017 - 06:33 م
أماني الشاذلي
طباعة
لم يكن كغيره من كتاب جيله، فبرغم الاتهامات التي لاحقته مرارًا وتكرارًا استطاع بجرأته أن يصل بالرواية العربية للعالمية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية، وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة، وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية، وكان من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية، هو واحدًا من أهم الكتاب العرب في القرن العشرين، إنه الكاتب والأديب إحسان عبد القدوس.
نشأته
ولد إحسان عبد القدوس في الأول من يناير عان 1919، ونشأ في بيت جده لوالده الشيخ رضوان، والذي تعود جذوره إلى قرية السيدة ميمونة في مركز زفتا بالغربية، وكان من خريجي الجامع الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جدًا، وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، بحيث كان يُحرّم على جميع النساء في عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب.
وكان ينتقل، وهو طفل من ندوة جده حيث يلتقي بزملاء من علماء الأزهر، ويأخذ الدروس الدينية التي ارتضاها له جده وقبل أن يهضمها، يجد نفسه في أحضان ندوة أخرى على النقيض تمامًا لما كان عليه، إلى ندوة والدته الفنانة والصحفية السيدة روز اليوسف السيدة المتحررة التي تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن.
درس إحسان، في مدرسة خليل أغا بالقاهرة 1927-1931م، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة 1932م-1937م، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج إحسان من كلية الحقوق عام 1942، وفشل أن يكون محاميًا، فاتجه إلى الصحافة والأدب، حيث تولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، التي أسستها والدته وكان عمره وقتها 26 عام، ولكن لم يدم طويلًا فيها ليقدم استقالته بعد ذلك، ويترك رئاسة المجلة لأحمد بهاء الدين، ويتولي بعدها رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم، من عام 1966 إلى عام 1968، ومن ثم يعين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين 1971 إلى 1974.
إنتاجه الأدبي
كتب إحسان عبد القدوس، أكثر من 600 رواية وقصة، وقدم للسينما المصرية عددًا كبيرًا من هذه القصص فقد كان منها 49 رواية تحولت إلى أفلام و5 روايات تحولت إلى نصوص مسرحية و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية و10 روايات تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية إضافة إلى 65 من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية.
تعرض عبد القدوس، كثيرًا للنقد نظرًا لأن معظم رواياته كانت تصور فساد المجتمع المصري وانغماسه في الرزيلة، وحب الجنس والشهوات والبعد عن الأخلاق، ومن هذه الروايات "النظارة السوداء" و"بائع الحب" و"صانع الحب"، والتي أنتجت قبيل ثورة 23 يوليو 1952، كما أن الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر قد أعترض على روايته البنات والصيف والتي وصف فيها حالات الجنس بين الرجال والنساء في فترة إجازات الصيف، ولكنه لم يهتم لذلك بل وأرسل رسالة إلى عبد الناصر يبين له فيها إن قصصه هذه من وحي الواقع بل أن الواقع أقبح من ذلك وهو يكتب هذه القصص أملًا في إيجاد حلول لها.
تعرضه للسجن والاغتيال
كتب إحسان عبد القدوس عدة مقالات سياسية تعرض للسجن والمعتقلات بسببها، ومن أهم القضايا التي طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض إحسان لمحاولات اغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي وأصدرت مراكز القوى قرارًا بإعدامه، وعلى الرغم من موقفه تجاه اتفاقية كامب ديفيد إلا أنه في قصصه كان متعاطفًا مع اليهود كما في قصص: "كانت صعبة ومغرورة" و"لا تتركوني هنا وحدي".
إحسان عبد القدوس والسينما المصرية
كان لإحسان عبد القدوس دورًا بارزًا في صناعة السينما ليس فقط عن طريق الأفلام التي أعدت عن قصصه ورواياته ولكن بالتي شارك في كتابة السيناريو والحوار للكثير منها، مثل فيلم "لا تطفئ الشمس"، للمخرج صلاح أبو سيف الذي كتب نص الحوار فيه، كما كتب الحوار أيضًا لفيلم "إمبراطورية ميم" الذي كانت قصته مكتوبة على أربعة أوراق فقط والذي أخرجه حسين كمال، كما شارك كذلك الكاتبين سعد الدين وهبة ويوسف فرنسيس في كتابة سيناريو فيلم "أبى فوق الشجرة".
وصلت عدد روايته التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات قرابة الـ 70 فيلم ومسلسل سينمائي وتلفزيوني منها ما عرض ومنها ما لم يعرض ليتربع بذلك على عرش أكثر كاتب وروائي له أفلام ومسلسلات في تاريخ السينما والتلفزيون المصرية ولا ينافسه في ذلك إلا الأديب نجيب محفوظ، وحققت معظم رواياته نجاحًا باهرًا في السينما المصرية مثل أفلام "لا أنام" وهو من بطولة فاتن حمامة وإخراج صلاح أبو سيف و"في بيتنا رجل" من بطولة زبيدة ثروت وعمر الشريف وغيرها من الأفلام التي أثرت السينما المصرية.
كان إحسان عبد القدوس، يكتب للناس ولا يضع عينيه على النقاد، ولكن مثلما كانت له معارك سياسية في قصصه ورواياته التي كتبها كانت له أيضا منازلات فنية مع السينما والرقابة، ففي فيلم البنات والصيف تدخلت الرقابة في القصة وقامت بتعديل نهاية الفيلم وذلك بانتحار البطلة مريم فخر الدين وذلك عقابا لها لأنها خانت زوجها في الفيلم وذلك عكس مجريات القصة الحقيقية، كما تدخلت أيضًا في تعديل نهاية فيلم لا أنام حيث قامت بحرق بطلة الفيلم فاتن حمامة لأنها كانت بنت شريرة رغم أن القصة لم تكن كذلك، وفيلم الطريق المسدود طلبت الرقابة تعديل نهاية الفيلم بدلًا من انتحار البطلة إلي أن تتزوج البطلة.
تكريمه
منحه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما منحه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك وسام الجمهورية، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1989، وحصل على الجائزة الأولى عن روايته: "دمي ودموعي وابتساماتي" في عام 1973، وجائزة أحسن قصة فيلم عن روايته "الرصاصة لا تزال في جيبي".
وفاته
رحل الأديب والروائي إحسان عبد القدوس عن عالمنا عام 1990 تاركًا خلفه إرثا كبيرًا من الأعمال الأدبية والفنية.
نشأته
ولد إحسان عبد القدوس في الأول من يناير عان 1919، ونشأ في بيت جده لوالده الشيخ رضوان، والذي تعود جذوره إلى قرية السيدة ميمونة في مركز زفتا بالغربية، وكان من خريجي الجامع الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جدًا، وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، بحيث كان يُحرّم على جميع النساء في عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب.
وكان ينتقل، وهو طفل من ندوة جده حيث يلتقي بزملاء من علماء الأزهر، ويأخذ الدروس الدينية التي ارتضاها له جده وقبل أن يهضمها، يجد نفسه في أحضان ندوة أخرى على النقيض تمامًا لما كان عليه، إلى ندوة والدته الفنانة والصحفية السيدة روز اليوسف السيدة المتحررة التي تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن.
درس إحسان، في مدرسة خليل أغا بالقاهرة 1927-1931م، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة 1932م-1937م، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج إحسان من كلية الحقوق عام 1942، وفشل أن يكون محاميًا، فاتجه إلى الصحافة والأدب، حيث تولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، التي أسستها والدته وكان عمره وقتها 26 عام، ولكن لم يدم طويلًا فيها ليقدم استقالته بعد ذلك، ويترك رئاسة المجلة لأحمد بهاء الدين، ويتولي بعدها رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم، من عام 1966 إلى عام 1968، ومن ثم يعين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين 1971 إلى 1974.
إنتاجه الأدبي
كتب إحسان عبد القدوس، أكثر من 600 رواية وقصة، وقدم للسينما المصرية عددًا كبيرًا من هذه القصص فقد كان منها 49 رواية تحولت إلى أفلام و5 روايات تحولت إلى نصوص مسرحية و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية و10 روايات تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية إضافة إلى 65 من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية.
تعرض عبد القدوس، كثيرًا للنقد نظرًا لأن معظم رواياته كانت تصور فساد المجتمع المصري وانغماسه في الرزيلة، وحب الجنس والشهوات والبعد عن الأخلاق، ومن هذه الروايات "النظارة السوداء" و"بائع الحب" و"صانع الحب"، والتي أنتجت قبيل ثورة 23 يوليو 1952، كما أن الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر قد أعترض على روايته البنات والصيف والتي وصف فيها حالات الجنس بين الرجال والنساء في فترة إجازات الصيف، ولكنه لم يهتم لذلك بل وأرسل رسالة إلى عبد الناصر يبين له فيها إن قصصه هذه من وحي الواقع بل أن الواقع أقبح من ذلك وهو يكتب هذه القصص أملًا في إيجاد حلول لها.
تعرضه للسجن والاغتيال
كتب إحسان عبد القدوس عدة مقالات سياسية تعرض للسجن والمعتقلات بسببها، ومن أهم القضايا التي طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض إحسان لمحاولات اغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي وأصدرت مراكز القوى قرارًا بإعدامه، وعلى الرغم من موقفه تجاه اتفاقية كامب ديفيد إلا أنه في قصصه كان متعاطفًا مع اليهود كما في قصص: "كانت صعبة ومغرورة" و"لا تتركوني هنا وحدي".
إحسان عبد القدوس والسينما المصرية
كان لإحسان عبد القدوس دورًا بارزًا في صناعة السينما ليس فقط عن طريق الأفلام التي أعدت عن قصصه ورواياته ولكن بالتي شارك في كتابة السيناريو والحوار للكثير منها، مثل فيلم "لا تطفئ الشمس"، للمخرج صلاح أبو سيف الذي كتب نص الحوار فيه، كما كتب الحوار أيضًا لفيلم "إمبراطورية ميم" الذي كانت قصته مكتوبة على أربعة أوراق فقط والذي أخرجه حسين كمال، كما شارك كذلك الكاتبين سعد الدين وهبة ويوسف فرنسيس في كتابة سيناريو فيلم "أبى فوق الشجرة".
وصلت عدد روايته التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات قرابة الـ 70 فيلم ومسلسل سينمائي وتلفزيوني منها ما عرض ومنها ما لم يعرض ليتربع بذلك على عرش أكثر كاتب وروائي له أفلام ومسلسلات في تاريخ السينما والتلفزيون المصرية ولا ينافسه في ذلك إلا الأديب نجيب محفوظ، وحققت معظم رواياته نجاحًا باهرًا في السينما المصرية مثل أفلام "لا أنام" وهو من بطولة فاتن حمامة وإخراج صلاح أبو سيف و"في بيتنا رجل" من بطولة زبيدة ثروت وعمر الشريف وغيرها من الأفلام التي أثرت السينما المصرية.
كان إحسان عبد القدوس، يكتب للناس ولا يضع عينيه على النقاد، ولكن مثلما كانت له معارك سياسية في قصصه ورواياته التي كتبها كانت له أيضا منازلات فنية مع السينما والرقابة، ففي فيلم البنات والصيف تدخلت الرقابة في القصة وقامت بتعديل نهاية الفيلم وذلك بانتحار البطلة مريم فخر الدين وذلك عقابا لها لأنها خانت زوجها في الفيلم وذلك عكس مجريات القصة الحقيقية، كما تدخلت أيضًا في تعديل نهاية فيلم لا أنام حيث قامت بحرق بطلة الفيلم فاتن حمامة لأنها كانت بنت شريرة رغم أن القصة لم تكن كذلك، وفيلم الطريق المسدود طلبت الرقابة تعديل نهاية الفيلم بدلًا من انتحار البطلة إلي أن تتزوج البطلة.
تكريمه
منحه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما منحه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك وسام الجمهورية، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1989، وحصل على الجائزة الأولى عن روايته: "دمي ودموعي وابتساماتي" في عام 1973، وجائزة أحسن قصة فيلم عن روايته "الرصاصة لا تزال في جيبي".
وفاته
رحل الأديب والروائي إحسان عبد القدوس عن عالمنا عام 1990 تاركًا خلفه إرثا كبيرًا من الأعمال الأدبية والفنية.