تاريخ نشأة الجهاز الشرطي في مصر على مر العصور
السبت 21/يناير/2017 - 07:33 م
آية محمد - أحمد أبو حمدي
طباعة
أيام قليلة ويحتفل الشعب المصري بالذكرى السادسة لثورة يناير 2011 ؛ ويأتي هذا اليوم متزامنا مع احتفالية الشعب بـ"عيد الشرطة" وما قدموه خلال مسيرتهم من حفظ أمن وآمان، كانت بداية الاحتفال بعيد الشرطة المصرية، موقعة الإسماعيلية عام 1952 التي راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
تم إقرار هذا اليوم أجازة رسمية من قِبل الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، باعتبار هذا اليوم إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام المصري تقديرًا لجهود رجال الشرطة المصرية في حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن واعترافًا بتضحياتهم في سبيل ذلك وتم الإقرار به في فبراير 2009.
ويرصد"المواطن" في هذا التقرير، تاريخ الجهاز الشرطي في مصر وتطوره على مدار العصور والأزمنة المختلفة، تقديرًا لجهودهم في حفظ الأمن والأمان.
العهد الفرعوني
عرفت مصر الفرعونية منذ آلاف السنوات، أقدم جهاز أمني وأقدم مؤسسة شرطية في العالم في عهد الأسرة الأولى، وفى عهد الرومان كانت مهمة حفظ الأمن والأمان توكل لأشخاص من المتطوعين، الذين لا يأخذون أجرًا جراء عملهم، وفى عهد الخديو إسماعيل، كان هؤلاء يتقاضون الرواتب والماهيات التي يصرفها لهم أصحاب الأملاك بعيدًا عن ميزانية الدولة في هذا التوقيت.
وتغيرت صورة الشرطة الوطنية الفرعونية، وحلت محلها أشكال ووظائف ومسميات مختلفة للأجهزة الأمنية طيلة فترات الاحتلال المتعاقبة، مما أدى ذلك إلى اجتماع طارئ لأهل الحل والعقد من أجل الاتفاق على إطار محدد ومقنن لهذا العمل الدوؤب الذي يبذل فيه الأفراد مجهودات كبيرة مقابل الاستقرار العام للبلاد، فأصبحت هذه المهمة وظيفةُ حكومية مدفوعة الأجر مثلها مثل أي وظيفة أخرى في الدولة، يتقاضى صاحبها مقدارًا من المال نظير خدمته الجليلة.
عهد "زوسر"
أطلق على رئيس الشرطة اسم "مرشد الأرض" وذلك في عهد زوسر، حيث نظمت الري والزراعة المحور الرئيسي للحياة آن ذاك.
العهد البيزنطي
وفى العهد البيزنطي،أطلق على هذا العمل الأمني وظيفة "الحامى"، باعتباره شخصًا كانت وظيفته حماية الفقراء من جور أصحاب الأملاك من الأغنياء.
عهد الدولة الإسلامية
وهو العيد السنوي فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث الدولة الإسلامية المتطلعة لمد نفوذها هنا وهناك، ظهر ما يُسمى بالـ"العسس" وكانت وظيفتهم الأساسية مراقبة الفاسدين والقبض عليهم وتسليمهم لولى الأمر أو الحاكم فى هذا التوقيت تحديدًا.
وتشير تلك الكلمة لغويًا إلى هؤلاء الذين يطوفون بالأزقة والطرقات ليلًا للكشف عن أهل الريبة واللصوص، أما أثناء حكم الدولة العثمانية التي اشتهرت بكثرة المكائد والدسائس.
العهد الأموي
توسَّع معاوية بن أبي سفيان، في اتخاذ الشرطة وتطويرها، فأضاف إليها شرطة الحرس الشخصي، وكان أول من اتخذ الحرس في الحضارة الإسلامية، وخاصة وقد اغتيل زعماء الدولة الإسلامية قبله: عمر، وعثمان، وعلي، فلجأ بعد ذلك إلى الاعتماد على الجهاز الأمني ورجل الشرطة تحديدًا فيما يتعلق بالحراسة.
تعاظم رتبة رجل الشرطة في العهد"الأموي"
ولذلك فإن الشرطة في الخلافة الأموية، كانت أداة تنفيذ لأمر الخليفة، وفي بعض الأحيان تعاظمت رتبة صاحب الشرطة حتى تولاها بعض الأمراء والولاة، ففي عام 110هـ عُيِّن خالد بن عبد الله على ولاية البصرة، وجمع معها منصب الشرطة.
العهد العباسي والشرطة الموسومية
حرصت الخلافة العباسية، على تعيين أصحاب الشرطة الموسومين بالعلم والتقوى والفقه، والذين لا تأخذهم في إقامة الحدود لومة لائم، فقد ذكر ابن فرحون في "تبصرة الحكام": "أنَّ صاحب الشُّرطة إبراهيم بن حسين بن خالدٍ، أقام شاهد زورٍ على الباب الغربيِّ الأوسط، فضربه أربعين سوطًا، وحلق لحيته، وسَخَّم وجهه، وأطافه إحدى عشرة طوفةً بين الصَّلاتين، يُصاح عليه هذا جزاء شاهد الزُّور" وقد كان صاحب الشُّرطة هذا فاضلًا، خيِّرًا، فقيهًا، عالمًا بالتَّفسير، ولي الشُّرطة للأمين محمد، وكان أدرك مطرِّف بن عبد الله صاحب مالكٍ وروى عنه موطأه.
العهد العثماني
وفى عهد الدولة العثمانية، تم إنشاء جهاز أمني سري مرادف لما يُعرَف اليوم بجهاز مباحث الأمن الوطني، وسُمِّىَ القائمون على حفظ الأمن فيه "البصاصون" في إشارة واضحة للطبيعة التآمرية المستترة لعملهم، وتنكرهم بين الناس من أجل نشر الأمن والآمان فى كآفة أرجاء المجتمع.
مسميات الرجل الشرطي
مصطلح "البوليس"
أُطلقت كلمة "البوليس"على كل من تم اختيارهم للقيام بحماية أمن المدينة وسكانها، واستخدمت الكلمة فى مصر فى بعض فترات الاحتلال الأوروبي خاصة أثناء الاحتلال البريطاني، ومازالت متداولة حتى يومنا هذا،وتعد تلك الكلمة مفردة يونانية الأصل وتعنى بالعربية المدينة، بكل ما تحمله من تطور ومدنية وحضارة، وبكل ما تستلزمه من حفاظ على أمنها ونظامها الداخلي كأولوية أولي.
مصطلح "الشرطة"
وكلمة "الشرطة" كلمة عتيقة، ويعتبر الخليفة عثمان بن عفان أول من أسس جهازًا منظمًا للشرطة برغم بساطة تكوينه وذلك أثناء الوجود العربي في مصر، وقد اختفت كلمة "الشرطة" من قاموس المفردات اليومية فى عصر الدولة الأموية وحل محلها تعبير "صاحب الأحداث".
و"الشرطة" كلمة عتيقة ظهرت إلى الوجود فى بدايات عهد الدولة الإسلامية، وتشير تلك الكلمة إلى صورة بدائية للتنظيمات الأمنية، وزاد رواج تلك الكلمة مع بداية قيام الدولة العباسية، وفى عهد المماليك أصبحت تلك الكلمة من المفردات التاريخية المندثرة، وحل محلها مصطلح "الوالي"، ثم لم تلبث كلمة "الشرطة" وقتًا طويلًا وعادت بقوة لموقعها وأصبحت الكلمة الرسمية المستخدمة حتى يومنا هذا.
الأصل اللغوي للمصطلح
ويعود الأصل اللغوي لكلمة شرطة إلى مصطلح "شرط"، والشَّرَط تعنى العلامة ومنها جاء اسم الشُرَط وهو جمع يطلق على مجموعة من الأفراد لأنهم كما ذكر الأصمعىّ، جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها، والمفرد من هذه الكلمة شُرطة وشُرطىّ بسكون الراء، وللكلمة مدلول آخر، فأشرَطَ فلان نفسه لأمر تعنى أحاطها علما به وأعدّها له، ويذكر أبوعبيد أنهم قد سموا شُرَطا لأنهم أُعِدّوا، خلاصة القول أن كلمة شرطة هى مفرد وجمعها شُرَط، ومعناها صاحب العلامة المميزة أو من أعد نفسه أو تم إعداده لأمر ما.
مظهر متميز
وكان ما يميز هؤلاء الأشخاص - المكلفون بحفظ الأمن فى المجتمع - مظهرهم فى أغلب العصور، سواء كان ملبسًا متشابهًا، أو علامة خاصة لا يستخدمها غيرهم، مثل الأشرطة أو القبعات، وقد تراوحت الأدوات التى حملها هؤلاء ما بين العصي وما بين الكرابيج ثم الأسلحة الحية أو غيرها من المعدات المستخدمة فى حفظ الأمن والاستقرار المجتمعي.
وقد اختلفت التسميات التى أطلقت عليهم باختلاف الحقبات وبتباين ثقافة وطبائع المحتلين في فترات الاحتلال، وأحيانا ما اتبعت التسمية الطبع الغالب على الوظيفة والمفردات اللغوية السائدة فى العصر.
تم إقرار هذا اليوم أجازة رسمية من قِبل الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، باعتبار هذا اليوم إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام المصري تقديرًا لجهود رجال الشرطة المصرية في حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن واعترافًا بتضحياتهم في سبيل ذلك وتم الإقرار به في فبراير 2009.
ويرصد"المواطن" في هذا التقرير، تاريخ الجهاز الشرطي في مصر وتطوره على مدار العصور والأزمنة المختلفة، تقديرًا لجهودهم في حفظ الأمن والأمان.
العهد الفرعوني
عرفت مصر الفرعونية منذ آلاف السنوات، أقدم جهاز أمني وأقدم مؤسسة شرطية في العالم في عهد الأسرة الأولى، وفى عهد الرومان كانت مهمة حفظ الأمن والأمان توكل لأشخاص من المتطوعين، الذين لا يأخذون أجرًا جراء عملهم، وفى عهد الخديو إسماعيل، كان هؤلاء يتقاضون الرواتب والماهيات التي يصرفها لهم أصحاب الأملاك بعيدًا عن ميزانية الدولة في هذا التوقيت.
وتغيرت صورة الشرطة الوطنية الفرعونية، وحلت محلها أشكال ووظائف ومسميات مختلفة للأجهزة الأمنية طيلة فترات الاحتلال المتعاقبة، مما أدى ذلك إلى اجتماع طارئ لأهل الحل والعقد من أجل الاتفاق على إطار محدد ومقنن لهذا العمل الدوؤب الذي يبذل فيه الأفراد مجهودات كبيرة مقابل الاستقرار العام للبلاد، فأصبحت هذه المهمة وظيفةُ حكومية مدفوعة الأجر مثلها مثل أي وظيفة أخرى في الدولة، يتقاضى صاحبها مقدارًا من المال نظير خدمته الجليلة.
عهد "زوسر"
أطلق على رئيس الشرطة اسم "مرشد الأرض" وذلك في عهد زوسر، حيث نظمت الري والزراعة المحور الرئيسي للحياة آن ذاك.
العهد البيزنطي
وفى العهد البيزنطي،أطلق على هذا العمل الأمني وظيفة "الحامى"، باعتباره شخصًا كانت وظيفته حماية الفقراء من جور أصحاب الأملاك من الأغنياء.
عهد الدولة الإسلامية
وهو العيد السنوي فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث الدولة الإسلامية المتطلعة لمد نفوذها هنا وهناك، ظهر ما يُسمى بالـ"العسس" وكانت وظيفتهم الأساسية مراقبة الفاسدين والقبض عليهم وتسليمهم لولى الأمر أو الحاكم فى هذا التوقيت تحديدًا.
وتشير تلك الكلمة لغويًا إلى هؤلاء الذين يطوفون بالأزقة والطرقات ليلًا للكشف عن أهل الريبة واللصوص، أما أثناء حكم الدولة العثمانية التي اشتهرت بكثرة المكائد والدسائس.
العهد الأموي
توسَّع معاوية بن أبي سفيان، في اتخاذ الشرطة وتطويرها، فأضاف إليها شرطة الحرس الشخصي، وكان أول من اتخذ الحرس في الحضارة الإسلامية، وخاصة وقد اغتيل زعماء الدولة الإسلامية قبله: عمر، وعثمان، وعلي، فلجأ بعد ذلك إلى الاعتماد على الجهاز الأمني ورجل الشرطة تحديدًا فيما يتعلق بالحراسة.
تعاظم رتبة رجل الشرطة في العهد"الأموي"
ولذلك فإن الشرطة في الخلافة الأموية، كانت أداة تنفيذ لأمر الخليفة، وفي بعض الأحيان تعاظمت رتبة صاحب الشرطة حتى تولاها بعض الأمراء والولاة، ففي عام 110هـ عُيِّن خالد بن عبد الله على ولاية البصرة، وجمع معها منصب الشرطة.
العهد العباسي والشرطة الموسومية
حرصت الخلافة العباسية، على تعيين أصحاب الشرطة الموسومين بالعلم والتقوى والفقه، والذين لا تأخذهم في إقامة الحدود لومة لائم، فقد ذكر ابن فرحون في "تبصرة الحكام": "أنَّ صاحب الشُّرطة إبراهيم بن حسين بن خالدٍ، أقام شاهد زورٍ على الباب الغربيِّ الأوسط، فضربه أربعين سوطًا، وحلق لحيته، وسَخَّم وجهه، وأطافه إحدى عشرة طوفةً بين الصَّلاتين، يُصاح عليه هذا جزاء شاهد الزُّور" وقد كان صاحب الشُّرطة هذا فاضلًا، خيِّرًا، فقيهًا، عالمًا بالتَّفسير، ولي الشُّرطة للأمين محمد، وكان أدرك مطرِّف بن عبد الله صاحب مالكٍ وروى عنه موطأه.
العهد العثماني
وفى عهد الدولة العثمانية، تم إنشاء جهاز أمني سري مرادف لما يُعرَف اليوم بجهاز مباحث الأمن الوطني، وسُمِّىَ القائمون على حفظ الأمن فيه "البصاصون" في إشارة واضحة للطبيعة التآمرية المستترة لعملهم، وتنكرهم بين الناس من أجل نشر الأمن والآمان فى كآفة أرجاء المجتمع.
مسميات الرجل الشرطي
مصطلح "البوليس"
أُطلقت كلمة "البوليس"على كل من تم اختيارهم للقيام بحماية أمن المدينة وسكانها، واستخدمت الكلمة فى مصر فى بعض فترات الاحتلال الأوروبي خاصة أثناء الاحتلال البريطاني، ومازالت متداولة حتى يومنا هذا،وتعد تلك الكلمة مفردة يونانية الأصل وتعنى بالعربية المدينة، بكل ما تحمله من تطور ومدنية وحضارة، وبكل ما تستلزمه من حفاظ على أمنها ونظامها الداخلي كأولوية أولي.
مصطلح "الشرطة"
وكلمة "الشرطة" كلمة عتيقة، ويعتبر الخليفة عثمان بن عفان أول من أسس جهازًا منظمًا للشرطة برغم بساطة تكوينه وذلك أثناء الوجود العربي في مصر، وقد اختفت كلمة "الشرطة" من قاموس المفردات اليومية فى عصر الدولة الأموية وحل محلها تعبير "صاحب الأحداث".
و"الشرطة" كلمة عتيقة ظهرت إلى الوجود فى بدايات عهد الدولة الإسلامية، وتشير تلك الكلمة إلى صورة بدائية للتنظيمات الأمنية، وزاد رواج تلك الكلمة مع بداية قيام الدولة العباسية، وفى عهد المماليك أصبحت تلك الكلمة من المفردات التاريخية المندثرة، وحل محلها مصطلح "الوالي"، ثم لم تلبث كلمة "الشرطة" وقتًا طويلًا وعادت بقوة لموقعها وأصبحت الكلمة الرسمية المستخدمة حتى يومنا هذا.
الأصل اللغوي للمصطلح
ويعود الأصل اللغوي لكلمة شرطة إلى مصطلح "شرط"، والشَّرَط تعنى العلامة ومنها جاء اسم الشُرَط وهو جمع يطلق على مجموعة من الأفراد لأنهم كما ذكر الأصمعىّ، جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها، والمفرد من هذه الكلمة شُرطة وشُرطىّ بسكون الراء، وللكلمة مدلول آخر، فأشرَطَ فلان نفسه لأمر تعنى أحاطها علما به وأعدّها له، ويذكر أبوعبيد أنهم قد سموا شُرَطا لأنهم أُعِدّوا، خلاصة القول أن كلمة شرطة هى مفرد وجمعها شُرَط، ومعناها صاحب العلامة المميزة أو من أعد نفسه أو تم إعداده لأمر ما.
مظهر متميز
وكان ما يميز هؤلاء الأشخاص - المكلفون بحفظ الأمن فى المجتمع - مظهرهم فى أغلب العصور، سواء كان ملبسًا متشابهًا، أو علامة خاصة لا يستخدمها غيرهم، مثل الأشرطة أو القبعات، وقد تراوحت الأدوات التى حملها هؤلاء ما بين العصي وما بين الكرابيج ثم الأسلحة الحية أو غيرها من المعدات المستخدمة فى حفظ الأمن والاستقرار المجتمعي.
وقد اختلفت التسميات التى أطلقت عليهم باختلاف الحقبات وبتباين ثقافة وطبائع المحتلين في فترات الاحتلال، وأحيانا ما اتبعت التسمية الطبع الغالب على الوظيفة والمفردات اللغوية السائدة فى العصر.