مستشفى"بهتيم المركزي".. فندق مهجور بالأطباء يسكنه المرضى والحيوانات
الإثنين 06/مارس/2017 - 03:04 م
رحاب جمعة
طباعة
المستشفيات عرفت بأنها مكان الراحة الوحيد للمرضى، وبالرغم من السمعة السيئة التي اكتسبتها المستشفيات الحكومية، بسبب الإهمال والتقصير الموجود بداخلها، إلا أن الحال داخل مستشفى "بهتيم" المركزي فاق حدود الخيال، فلا أحد سيصدق أن المستشفى تحوّل لفندق للمرضى لكن بدون أطباء وعلاج.
"المواطن" تجولت داخل مستشفى "بهتيم" المركزي، ووجدنا مرضى بدون أطباء، وحالة شديدة من الإهمال تُخيِّل لك بإنك داخل مكان مهجور وليس مستشفى.
مستشفى بدون أطباء ولا أمن
في البداية وبدخولك من البوابة، ستجد المكان ملئ بالقطط والكلاب الذين يحرسهم رجل كبير في السن، يسألك عن سبب دخولك، وبأي كلمات سيسمح لك بالدخول سواء كنت في وقت الزيارة، أو يكون انتهى ميعادها، وبتركك للرجل بالبوابة لن يستوقفك أي شخص، فتجد نفسك داخل مستشفى بدون أطباء.
في البداية وبدخولك من البوابة، ستجد المكان ملئ بالقطط والكلاب الذين يحرسهم رجل كبير في السن، يسألك عن سبب دخولك، وبأي كلمات سيسمح لك بالدخول سواء كنت في وقت الزيارة، أو يكون انتهى ميعادها، وبتركك للرجل بالبوابة لن يستوقفك أي شخص، فتجد نفسك داخل مستشفى بدون أطباء.
الإهمال داخل المستشفى
بدأنا بالتجول داخل الغرف لنجد الحالة أكثر بؤسًا، فنجد تشققات في الحوائط، والسلالم، وكسور في الأبواب والشبابيك، وعندما دخلنا بغرف المرضى وجدنا سرائر متقطعة ومنها المكسور، وبداخل كل غرفة تجد الكثير من الحشرات والقطط، الذين يلازمون المريض خلال رحلة علاجه بالمستشفى.
حمامات بدون أبواب ومياه
وفي الحمامات تجد الحالة أصعب، فالمياه مقطوعة، والأبواب مكسورة، ومثلها الأحواض، والوضع مأساوي أكثر من وضع الحمامات العمومية في الشوارع، فرائحة الحمام تدلك على مكانها من بعد 2 متر، من شدة رائحتها الكريهة.
وفي الحمامات تجد الحالة أصعب، فالمياه مقطوعة، والأبواب مكسورة، ومثلها الأحواض، والوضع مأساوي أكثر من وضع الحمامات العمومية في الشوارع، فرائحة الحمام تدلك على مكانها من بعد 2 متر، من شدة رائحتها الكريهة.
غياب الأطباء واختفاء المعدات
وبوصولنا لغرف كشف الأطباء وجدنا الكارثة الأكبر، بخلاف عدم وجود الطبيب، إلا إنك تجد غرف الكشف فارغة من المعدات، فتجد الغرفة الضيقة بها كرسي ومكتب فقط، ولا يوجد أي معدات توحي بأن المستشفى قادرة على تقديم أي علاج للمرضى.
نقص تخصصات الأطباء..وتحويل أهالي المرضى لعملاء نظافة وممرضين
وفي مشهد مؤسف يعبر عن فاجعة أخرى داخل المستشفى، دخلنا غرف رعاية المرضى، لنجد المستوى الذي يعالج فيه المريض ردئ ومتدني، فتقول والدة أحد المرضى أن المستشفى به نقص في تخصصات الأطباء، كما أنهم غير متواجدين في بعض الأحيان، وبالنسبة لمستوى الخدمة فالممرضين متواجدين بصفة غير دائمة، كما أن المياه دائما مقطوعة داخل المستشفى، والحشرات والحيوانات تملأ المكان، ولا يوجد أحد يقوم بنظافتة، فيضطروا هم لتنظيفه.
وفي مشهد مؤسف يعبر عن فاجعة أخرى داخل المستشفى، دخلنا غرف رعاية المرضى، لنجد المستوى الذي يعالج فيه المريض ردئ ومتدني، فتقول والدة أحد المرضى أن المستشفى به نقص في تخصصات الأطباء، كما أنهم غير متواجدين في بعض الأحيان، وبالنسبة لمستوى الخدمة فالممرضين متواجدين بصفة غير دائمة، كما أن المياه دائما مقطوعة داخل المستشفى، والحشرات والحيوانات تملأ المكان، ولا يوجد أحد يقوم بنظافتة، فيضطروا هم لتنظيفه.
تحول المستشفى لحديقة للنزهة
وروت مديحة محمد، عن الوقائع الغريبة الموجودة بالمستشفى، فتقول: "بسبب غياب الرقابة على المرضى ومتابعة علاجهم وطعامهم، تحولت المستشفى لحديقة عامة، يقوم فيها الأهالي بإحضار الطعام المسبك والمحاشي، ويقومون بالذهاب لزيارة مريضهم، كما لو كانوا في نزهة بالحديقة وليس بمستشفى للعلاج".
وروت مديحة محمد، عن الوقائع الغريبة الموجودة بالمستشفى، فتقول: "بسبب غياب الرقابة على المرضى ومتابعة علاجهم وطعامهم، تحولت المستشفى لحديقة عامة، يقوم فيها الأهالي بإحضار الطعام المسبك والمحاشي، ويقومون بالذهاب لزيارة مريضهم، كما لو كانوا في نزهة بالحديقة وليس بمستشفى للعلاج".
وأثناء مرورنا بطرقات المستشفى، وجدنا أحد الأهالي يمسك بين يديه طفل صغير حديث الولادة ويبكي بكاءً شديدًا، وعندما سألناه عن سبب بكائه، روى لنا قصة وفاة ابنه الأول بسبب نقص الحضانات في المستشفى، فقال: "ابني اتولد تعبان وكان محتاج يدخل حضانة، والمستشفى مفيهاش غير حضانة واحدة لعلاج الصفرا، فإدارة المستشفى قالتلي لازم أنقله لمستشفى تانية، وأنا في الطرق الطفل مات رجعتلهم علشان أقولهم إنه مات".
واستكمل حديثه قائلًا: "يمكن العيب مش في المستشفى، بس لازم كانت الدولة توفر لنا حضانات علشان أطفالنا اللي بتموت، وكمان يا ريت الرئيس أو وزير الصحة، ينزل المستشفى يشوف وضعها علشان نتعالج كويس، لإن كده اللي هيدخل المستشفى يتعالج هيطلع تعبان أكتر".