فقراء فوق جبال من ذهب في قنا
الأحد 19/مارس/2017 - 11:07 ص
بسام عثمان
طباعة
يبحثون في كل حدب وصوب، ويتيهون في الأرض هنا وهناك، بحثًا عن مجهول، رصده "شيخ"، يأخذهم إلى عوالم خفية، صنعها أجدادهم الفراعنة، تلك هي بداية مهمة "البحث عن جبال الذهب المخفية في باطن الأرض"، في محافظة قنا.
كثرت في الآونة الأخيرة أعمال التنقيب الشعبي بحثًا عن القطع الأثرية، والتي انتشرت بكثرة، عقب اندلاع ثورة يناير، عقب اعتداء المواطنين على العديد من الأراضي التابعة لأملاك الدولة وأراضي هيئة الآثار.
انتشار الفقر أهم الأسباب
يقول محمد عبد الله، أحد مواطني قرية "هو"، بمركز نجع حمادي، أن هناك طقوسًا متنوعة في البحث الشعبي، ومنها التمائم والأوراد لفك طلاسم المقابر، مشيرًا إلى أن تلك الأسباب أهمها انتشار الفقر، والبطالة، التي تجعل كثيرًا من الشباب يجري إلى تلك المهمة المستحيلة، والاشتراك في عمليات البحث والتنقيب عن المجهول، هربًا من الفقر من أجل الثراء والانتقال لحياة الترف.
ويضيف أسعد عبد الرءوف، مواطن، أن عملية البحث والتنقيب عن الآثار مكلفة جدًا، ولكل عملية تنقيب أسعار خاصة، فمنها المرتفعة جدًا، حيث يتم التنقيب عليها أسفل المنازل المتاخمة بالقرى، ومنها باهظة الثمن، وأخرى بخسة، فتكلفة عملية التنقيب غير محددة لأنها تتوقف على ميعاد الاستخراج لأنها في بعض الأوقات تستمر عملية التنقيب لأكثر من أسبوعين وأحيانًا تنتهي في يوم واحد، وتصل أسعارها إلى 10 آلاف جنيه.
هوس التنقيب
ويقول سعداوي خليل، مواطن، لقد أصاب العديد من أهالي قرية البوصة الملاصقة لجبل الطارف مرض يسمى "هوس البحث عن الآثار"، وذلك رغبة منهم في الثراء السريع، حيث صرف الجميع كل ما يملكون من أموال طوال حياتهم، بحثًا عن المجهول.
وأشار إلى أن عمليات التنقيب والحفر يكون في سرية تامة وخفية عن جميع الأهالي والأقارب، وغالبًا ما تكون سرًا، موضحًا أنه كان دائمًا ما يسمع أصوات الدق والطبول بالإضافة إلى رؤية أشخاص مريبين يترددون على القرية، بالإضافة إلى انهيار العديد من الحوائط أو المنازل أو الممرات والسراديب على رأس القائمين على الحفر.
خطف الأطفال وإراقة الدماء لإرضاء حارس المقبرة
وأضاف "ع.ش"، أحد المهتمين بعمليات الحفر والتنقيب عن الآثار في حديثه لـ"المواطن"، أن هناك العديد من الطرق حول عملية البحث عن الآثار والتي اشتهرت بها قنا، فلابد من الاستعانة بطريق إراقة دماء الأطفال لتقديمه كقربان للجن المكلف بحراسة المقبرة الفرعونية للبدء في فك طلاسم "اللقية" بإعتبارها أسهل الطرق لاختراق العالم السفلى، عن طريق الاستعانة بأحد المشايخ الذين يشتهرون بالتعامل مع الجن أو الحراس الفرعونيين المكلفين بحراسة هذه اللقية أو الكنز الفرعوني.
ويتابع أن من عمليات البحث والتنقيب، ترتكز عليها المعتقدات الشعبية الموروثة في التنقيب الشعبي، مؤكدًا أن اللقية موجودة بالفعل وليست خيالًا، كما أن هناك شواهد ظهرت في العديد من الأماكن.
مصرع 27 شخص خلال التنقيب عن الآثار
وقال مصدر أمني في تصريحاته، أن هناك قرابة 27 ضحية لقوا حتفهم أثناء تنقيبهم على الآثار بمحافظة قنا، عقب انهيار العديد من أعمال الحفر عليهم.
خديعة الدجالين
ويوضح الباحث أيمن الوكيل، المعتقدات المستمرة والمتداولة بين الأهالي والمواطنين، خاصة المهتمين بأعمال التنقيب على الآثار، أن فك الرصد الفرعوني في الحفر والتنقيب عن الآثار، أصبح شيئا أساسيا في عمليات البحث عن الآثار.
وأوضح أن استئجار دجالين ومشعوذين من أجل فك تلك الأحجيات والطلاسم، هو من باب الخديعة التي يقع فيها المواطنين، حيث يقعون ضحايا لتلك الأعمال الخرافية، والتي ينفقون عليها أموالهم، ويتقاضون منهم أموالًا طائلة دون الوصول إلى مرادهم من الذهب والأحجار الكريمة.