أطفال الشوارع" في مصر 2 مليون طفل و150 مليون بالعالم.. الفقر والوضع الاقتصادى سبب رئيسى في تفاقم الظاهرة
الثلاثاء 28/مارس/2017 - 07:37 م
منى صموئيل
طباعة
اختلف تعريف
"أطفال الشوارع" بين البعض، يقول بعضهم أن طفل الشارع هو الذي يعيش
بصورة دائمة في الشارع بدون روابط أسرية، أو بروابط أسرية ضعيفة، ويقول اخرون ان
طفل الشارع هو الذي يعمل في الشارع.
قسمت منظمة "اليونيسف" أطفال الشوارع، إلى
3 فئات، الفئة الأولى "قاطنون في الشارع"، وهم الذين يعيشون في الشارع
بصفة دائمة، والفئة الثانية "عاملون في الشارع"، وهم أطفال يقضون ساعات
طويلة يوميًا في الشارع في أعمال مختلفة، مثل "التسول"، أما الفئة
الثالثة "أسر الشوارع"، وهم أطفال يعيشون مع أسرهم الأصلية في الشارع،
وتبعًا لهذا التعريف قدرت الأمم المتحدة عدد أطفال الشوارع في العالم بـ150 مليون
طفل، فيما قدرت اليونسيف عدد أطفال الشوارع فى مصر بنحو 2 مليون طفل.
وفى هذا السياق قالت سمية الألفي، مديرة وحدة أطفال
الشوارع بالمجلس القومى للطفولة والأمومة وعضو اللجنة الاستشارية للطفولة بجامعة
الدول العربية واستشارى حقوق الطفل، أن ظاهرة أطفال الشوارع لها ثلاثة أسباب
رئيسية اولًا: الفقر والوضع الاقتصادى السىء لمعظم أهالى الأطفال وأن أغلبهم
ينتمون لأسر فقيرة وأمية أو حصلوا على مستوى ضعيف جدًا من التعليم، والسبب الثانى،
هو التفكك الأسرى والانفصال، الذى يؤدى بعدم الترحيب بالأطفال الناتجين عن هذا
الانفصال، والسبب الثالث، النظام التعليمى الطارد الذى يسبب مشاكل عديدة بحيث لا
يستوعب الأطفال الذين لديهم صعوبات فى التعلم او لديهم مشاكل نفسية او اجتماعية او
اعداد كثيرة فى الفصل الواحد حيث المدرس لا يستطيع يقوم بدوره لجذب الأطفال
للعملية التعليمية.
وتضيف مديرة وحدة أطفال الشوارع بالمجلس القومى، أن الأسرة
عليها جزء كبير من الاهمال، فجزء كبير من اطفال الشوارع هم الأطفال العاملين الذين
تسربوا من الورش أو المهنة هربًا من القسوة الشديدة بدعوة من أصحابهم للنزول
للشارع.
وأشارت "الألفي"، إلى إنه على كل الأطراف
دور مهم جدًا للحد من ظاهرة أطفال الشوارع سواء الدولة أو المجتمع، فعلى الدولة
بكل اجهزتها أن تعطى أولوية لهذا الموضوع، وأكدت على أن لدى وزارة الشئون
الاجتماعية خطة عمل للتصدى لهذه الظاهرة، وأن الدولة وفرت جزء كبير من التمويل،
وتم توفير حوالى مائة مليون جنيه أو أكثر، وهذه بداية جيدة للحد من ظاهرة أطفال
الشوارع.
وأكدت الألفي، على أن كل جهة فى الدولة عليها دور
تجاه أطفال الشوارع، فوزارة الثقافة عليها دور فى توعية وتثقيف هؤلاء الأطفال،
ووزارة الرياضة عليها دور فى الانشطة الرياضية وفتح الملاعب ومراكز الشباب للأطفال،
ووزارة التعليم عليها ان تستوعب الأطفال وتجعل العملية التعليمية أكثر جاذبية
واحتضان الأطفال بحيث أنهم لا يتسربوا فى الشارع، والمجتمع المدنى ايضًا عليه دور
كبير والجمعيات الأهلية ومساعدة الأسر الفقيرة ومساندتها والتأهيل النفسى والاجتماعي
للأطفال.
ومن جانبه قال محمود البدوى خبير حقوق الطفل، إن
للحد من ظاهرة أطفال الشوارع لابد من تجهيز برامج للجمعيات المتخصصة والتى تقدم
الخدمات بشكل عام وتكون هذه البرامج بالتعاون مع جهات أخرى مثل الحكومة ووزارة
التضامن الاجتماعى، خصوصًا انه تم تقديم طرح خلال الفترة الماضية عن ان يكون فى
مشروع قومى وتقديم تجربة بين الحكومة المصرية ووزارة التضامن وعدد من الجمعيات، عن
طريق تخصيص بعض المشروعات والأنشطة المختلفة المتكاملة بين الأطفال، بحيث أن تكون
طريق الطرح والتعامل مختلفة لمحاولة الاستفادة من التجارب السابقة بحيث أننا نقدم
رؤية جديدة ومتكاملة.
وأشار البدوى، إلى أن يجب أن يكون هناك عملية علاج
وقائى من ضمن حلول الحد من الظاهرة، إيمانا بأن دور الأسرة لابد أن يكون دور فعال
فى هذا الأمر، إلى جانب اخذ خطوات مركزة مع الأطفال المعرضين للخروج لفضاء الشارع،
مع تعظيم دور الأسرة فى الحماية بأنها خط دفاع أول عن الأطفال.