في عيدهم.. الحركة العمالية في مصر بدأت على يد"لفافي السجائر" وتوقفت عند "النقابة"
الأحد 30/أبريل/2017 - 11:19 ص
فايزة احمد
طباعة
لم تتوقف جهود وعرق العمال المصريين في وضع الركائز الأساسية في المجتمع، عن طريق ما يقدمونه كل في موقعه، إلاّ أنهم لديهم تاريخ طويل من النضال لانتزاع حقوقهم من قِبل الدولة وبعض الرأسماليين، وذلك من خلال بعض الحركات الاحتجاجية تارة أو ما تقدمه النقابات والاتحاد العمالية تارة أخرى.
بدأت الحركات العمالية تتبلور في شكل جهود مكثفة وتوحيد صفوفها منذ مطلع القرن التاسع عشر سواء في معظم دول العالم أو حتى في مصر، لتشكل لنفسها مكانًا مهمًا تضعه الأنظمة الحاكمة في اعتبارها.
كان لجهود ونضال العمال على مدار تاريخهم أن يساعد في أن يحتفل العالم بهم تحت مسمى "عيد العمال"، وذلك مطلع شهر مايو من كل عام.
"المواطن" يستعرض أشهر الحركات العمالية على مدار التاريخ في التالي:
بداية الحركة العمالية
لم تكن الحركة العمالية المصرية وليدة النشأة الحديثة، إذ بدأت قبل عام 1919، لاسيما في الشركات المملوكة للأجانب وفي قطاع الخدمات مثل "شركة الكهرباء والترام"، حيث تركزت مطالبهم آنذاك، في زيادة الأجور وتحسين المعاملة والاعتراف بنقابتهم التي شكلوها.
خلال هذه الفترة كان العمال الأجانب في طليعة الحركة العمالية ونقلوا خبراتهم في التنظيم وخوض النضالات إلى صفوف العمال المصريين، إذ كانت نقابة "لفافي السجائر" أحد النماذج البارزة لهذا الدور.
نقابة "لفافي السجائر"
عقب محاولات فاشلة من لفافي السجائر بالقاهرة للحصول على مطالبهم، بات لدى عمال السجائر رغبة واضحة في تكوين نقابة خاصة بهم، ظهر ذلك جليًا عام 1908، حيث نجح إضراب لهؤلاء العمال في القاهرة، وهو ما ساعدهم على إنشاء هذا النقابة التي باتت نواة "الاتحاد الدولي لعمال السجائر والورق بالقاهرة" وكانت مفتوحة لجميع الجنسيات وضمت كذلك العمال غير المهرة في الصناعة.
وصلت عضوية النقابة في مصنع ماتوسيان إلى 200 عضوا وفي القاهرة ضمت أكثر من 1500 عضوا وكونت صندوقا للمساعدة المتبادلة من اشتراكات الأعضاء، لتكون بمثابة نشأة حركة عمالية جديدة في مصر.
نقابة الصنائع اليدوية
تأسست هذه النقابة تحت قيادة الحزب "الوطني" وكانت غالبيتها من الحرفيين وعمال الورش الصغيرة والمحلات، ولكنها ضمت جزءا كبيرا من عمال ورش السكة الحديد.
كانت تهدف إلى تعبئة العمال من أجل النضال للاستقلال الوطني، واستمدت جاذبيتها من التمييز الذي واجهه العمال في أماكن العمل، حيث رفضت انضمام العديد من عمال السكة الحديد الذين اشترطوا التبرع باشتراكاتهم في الشهور الأولى للعمال الذين سجنوا بعد إضراب أكتوبر عام 1910.
وقد انهارت هذه النقابة بعد ذلك – في أواخر العشرينات – بسبب عدم تجانسها وهبط عدد أعضائها إلى حوالي ألف عضو.
الشيوعية والعمال
أسس سلامة المصلح الاجتماعي المصري ورائد الاشتراكية، سلامة موسى "الحزب الاشتراكي المصري" وذلك عام 1921، حيث كانت أهم مبادئ الحزب: تحرير مصر من الاستعمار، تأييد حرية الشعوب وحق اختيار المصير لكافة الأمم، التوزيع العادل للثروات على العاملين طبقًا لقانون الإنتاج والكفاءة الشخصية، العمل على تحسين الأجور والمعاشات، العمل على تحرير المرأة الشرقية.
في عام 1923، تم تغيير اسم الحزب ليصبح "الحزب الشيوعي المصري"، وأصدر برنامجًا جديدًا نادى فيه بجلاء الإنجليز عن مصر وجعل قناة السويس ملكًا للأمة، والاعتراف بالهيئات العُمالية وحقها في الدفاع عن مصالحها، وتمثيل العُمال وفقراء الفلاحين في البرلمان، ومحاربة الأمية وجعل التعليم إجباريًا للبنات والبنين.
ساهم الحزب الشيوعي المصري بفعالية في الحياة الاجتماعية، فعمل على فتح مدارس مجانية لتعليم العمال وأبنائهم، كما أرسل الكوادر إلى جامعة "كادحي الشرق" بموسكو
وكان للحزب حركة كبيرة وسط العمال ليقوموا بالعديد من الإضرابات في المصانع، مثل عمال إضاءة مصابيح الغاز بالإسكندرية، وعمال الغزل بالمحلة، وعمال مصنع إيجوله للزيت.
انتكاسة الحركة العمالية
عقب قيام ثورة 1952وتحديدًا عام 1959م تم إلغاء نقابات المنشآت، والأخذ بالنقابات العامة على المستوى الصناعي، وهذا هو النظام المتبع الآن، الذي يفضي بتصنيف الصناعات والأنشطة الاقتصادية الذي يمكن للعاملين بها تكوين نقابة عامة، فبرزت 23 نقابة على رأسهم الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وكلن ذلك بمقتضى القانون المنظم للنقابات العمالية في مصر رقم 35 لسنة 1976 والمعدل بقانون رقم 1 لسنة 1981م بالقانون رقم 12 لسنة 1995م.
نقابة العمال
يرتكز التنظيم النقابي للعمال في مصر على تنظيم بعينه، إذ يكزن على شكل هرمي؛ فقاعدته هي اللجان النقابية، وقمته هي اتحاد عام نقابات العمال، ومستوياته هي اللجان النقابية للعاملين في المنشآت، ثم النقابات العامة على المستوى القومي للصناعة أو النشاط الاقتصادي، ثم في النهاية الاتحاد العام للنقابات العمالية الذي يجمع النقابات العامة.
تهدف نقابة العمال، إلى الدفاع عن حقوق أعضائها والعمل على رفع مستواهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، والمساهمة بالرأي في مشروعات القوانين واللوائح والقرارات المتعلقة بتنظيم شؤون العمل والعمال، المشاركة في المجالات العمالية العربية والأفريقية والدولية، وتأكيد دورهم الفعال في مختلف المجالات.