إنها قرية "البصارطة" بدمياط التي شهدت على حادث اغتيال الخفير النظامي "مسعود عبد الله" وشهرته "حازم الأمير" شهيد الواجب الوطني، الذي قتل يوم الإثنين الموافق 27مارس2017، الذي قُتل غدرًا على يد العناصر الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تصيدته عناصر إرهابية يقودون دراجة بخارية، كانوا يرصدون تحركاته حتى أطلقوا عليه النيران، ونُقل على إثرها إلى مستشفى دمياط العام، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفي.

ومنذ أن ظهرت حركت "تمرد" التي كانت تجمع التوقيعات المناهضة للمعزول "محمد مرسي"، بدأ ظهور عناصر تابعة لجماعة الإخوان بقرية "البصارطة" لتجميع توقيعات مؤيدة لـ"مرسي"، وبدأ تنامي نشاطهم بالقرية حتى سيطروا عليها ليتخذوها مقرًا لهم تنطلق منه المسيرات المؤيدة له، وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة تحولت "البصارطة" إلى بؤرة إجرامية ومعقل لتجمع عناصر الإخوان بها، حيث يقدمون عليها من القاهرة عبر الطريق الساحلي الدولي، وذلك في ظل الغياب الأمني على ذلك الطريق إلى أن وقعت قوات الأمن كمين "شطا" على الطريق بدمياط، وكذلك كمين "القابوطي" جنوب بورسعيد لإحكام السيطرة الأمنية على ذلك الطريق.

وبدأت العناصر القليلة المنتمين للجماعة الإرهابية بجعل القرية معقلًا وملجأً آمنًا يحتمي به الإخوان، حيث أقاموا منصة "عجور" بالقرية والتي أسموها منصة "رابعة"، تنطلق منها جميع مسيراتهم بالقرية، حيث تعد كل من منطقة "عجور"، "عياد"، "بحيري"، و"عطوة" أكثر المناطق المكتظة بالإخوان بالقرية، ينطلق منها القيادات الشابة الذين ينظمون المسيرات التابعة للتنظيم الإرهابي.

ويبلغ تعداد القرية ما يقرب من الـ100ألف نسمة، كما كانت القرية من أهم القلاع الصناعية بمحافظة دمياط، إذ يتميز سكانها بامتهان الصيد، صناعة منتجات الألبان، وكذلك صناعة الأثاث، ولكن تبدل حالها إلى أسوأ حال وهوت القرية إلى أسفل سافلين، حيث أنها بقدوم عناصر الإخوان للقرية أصبحت معقلًا لكل من السلاح، المخدرات، والدعارة، وذلك بسبب الطريق الساحلي الدولي وكذلك بحيرة المنزلة التي سهلت تمرير السلاح والمخدرات بكافة أشكالها القادمة من الإسماعيلية وبورسعيد إلى تلك القرية.

كما أن مدمني البودرة من الشباب يقومون بسرقة محتويات منازلهم للحصول على جرعات الهيروين، وتعد كل من منطقة "المطرية" بالدقهلية، بحيرة "المنزلة" و"بحر البقر" ببورسعيد مهرب أولئك المدمنين ومنافذهم للحصول على المخدرات، وقد ظهر بين شباب القرية المدمنين عدوى "الإيدز" الذين يترددون على المستشفيات لتلقي العلاج.

وفي حملة أمنية شنتها قوات الأمن بدمياط، كانت قد ألقت القبض على 52عنصرًا ممن صادر بحقهم أوامر الضبط والإحضار، وكان من بينهم 7متهمين من المشتبه بهم في مقتل مسعود عبد الله "الخفير النظامي"، وقد قررت قوات الأمن بعدم مغادرة "البصارطة" إلا بعد فرض السيطرة الأمنية الكاملة عليها وتطهيرها من البؤر الإخوانية.

وفي ضوء الدراسة الأمنية التي وضعتها مديرية أمن دمياط، انتهت قوات الأمن من تركيب كاميرات المراقبة الأمنية في 4 مناطق بالقرية، وذلك لمتابعة المناطق التي تمثل البؤر الأكثر خطورة بالقرية، حيث تقوم الأجهزة الأمنية بتفريغ تلك الكاميرات وتحليل محتوياتها وإرسال التقارير اليومية أولًا بأول، وذلك طبقًا لخطة أمنية متعددة الأبعاد للتمكن من التعامل مع تلك العناصر الإرهابية والسيطرة عليها، كما تم رفع حالة طوارئ بالقرية وزيادة الإجراءات الاستثنائية ورفع حالة التأهب بالقرية.

كما حاصرت القوات الأمنية القرية برًا وبحرًا، حيث فُرض حصار على الطريق الساحلي الدولي من خلال الانتشار الواسع للدوريات الأمنية والأكمنة الثابتة والمتحركة، بالإضافة إلى محاصرة حدود القرية من ناحية بحيرة المنزلة وذلك بالتعاون مع شرطة المسطحات، فتقوم الدولة على إعادة القرية على ما كانت عليه سابقًا من الناحية الأمنية وكذلك الصناعية.