يابخت قلبه السليم.. لمحات مضيئة في حياة "سيادة الشهيد" محمد وهبة
في ليلة كانت تبدو أنها هادئة،
وكغيرها من ليالي مزاولة العمل لتأمين الطريق، لم يكن يتوقع ضباط الكمين الأمني
المتحرك بطريق الواحة بتقاطعه مع الطريق الدائري بمدينة نصر أن يهب عليهم وابل من
الطلقات النارية التي صوبت تجاههم في خسة وغدر، بأيدي عناصر مسلحة ملثمين أطلقوا
النيران تجاه ضباط الكمين وأحدثوا اضطرابًا في الحركة المرورية وانتشار الذعر على
الطريق الدائري، ليبادلونهم بإطلاق النيران، ولكن راح ضحية ذلك الحادث الشهيد
النقيب "محمد عادل وهبة السيد" من قوة تأمين الطرق بمديرية أمن القاهرة.
ولد "وهبة" عام 1985،
وتخرج من أكاديمية الشرطة دفعة 2007، وعمل عند تخرجه بإدارة الأمن المركزي من
العام 2007 حتى2012، ثم نقل في العام 2013 إلى مديرية أمن القاهرة.
كان الشهيد دائم البحث عن السعادة، لا تفارق البسمة شفتيه، وكان مقربًا من جميع أصدقاءه، كما كانت روحه المرحة تملأ من حوله بالتفاؤل والسعادة، وكان شديد التعلق بالله وراضٍ بالقضاء خيره وشره، حيث كان على يقين بأن المؤمن دائمًا يرى بعين الله وذلك لشدة تعلقه بالله وكان لديه تصالح مع ذاته.
شعور قوي كان يمتلكه باقتراب وفاته، حيث كتب عبر حسابه الخاص على "فيسبوك" قبل وفاته بيوم قائلًا: " ماذا لو الذي هجرته في طريقك كان يظن أنه معينك فيه؟ وأنه من سينقلك لبر النهاية؟ وأنه كان لا يريد منك إلا أن يراك سعيدا"، ولكنه يبدو أنه كان لديه شعور باقتراب توقيت وفاته حيث قال: " بص للي ادفن قدامك وقولي فاكر زعل ما بينكم؟ والله ما في حاجه مستاهلة نزعل من بعض او نشيل ونهري وننكت في نفسينا، اعفوا واصفحوا دي الدنيا لحظه، وهنقابل رب كريم، ويابخت من قابله بقلب سليم"ليستشهد "وهبة" بعدها بنصف ساعة على أيدي أولئك الغادرين.
وجاءت ردود الأهل والأصدقاء على ما قاله "وهبة" بأنه كان على دراية وشعور قوي باقتراب نهايته، والذي تلقب بـ"سيادة الشهيد"، بعد أن كان في الحياة الدنيا "سيادة النقيب"، وقد صدم البعض ولم يصدق خبر استشهاده ومنهم من بكى على فراقه وكأنه من دمه ليس فقط صديقًا قد رحل.
حيث نعته صديقة له قائلة:
"كان نفسك تكون مشهور يا محمد، اتشهرت يا حبيبي وربنا اختارك في جنته"،
وأضافت قائلة: " ربنا يرحمك ويغفر لك يا حبيبي علمتني الصبر وكنت حاسس انك
هتستشهد والله مش هنساك وهعملك كل الحاجات اللي كنت بتحبها وهبقي قويه يا محمد زي
ماكنت بتحب تشوفني وهفضل فكراك طول العمر".
كما نعاه صديق له قائلًا:
" كنت كل مانتقابل ياصاحبي تكلمنا عن التسامح والعفو بين صحابنا وان الدنيا مش
مستاهله نزعل من بعض، وكلمتك وكلمت الشلة الشهيرة، الدنيا لحظة بنعيشها مش مستهله
زعل أو بعد عن بعد، لله يرحمك يا وهبة يا صاحب القلب الطيب وأبو الشهامة
والرجولة،. كنت تتمني الشهادة ونلتها ياصاحبي، في الجنة ونعيمها ياصاحبي ياشهيد
الواجب والرجولة والجدعنة والوطنية، حسبي الله ونعم الوكيل في كل كلب إرهابي خسيس
ربنا يحرق قلب أهلكم ".
تلك التضحيات لن تثني زملائه من
الضباط من اجتثاث الإرهاب من أواصره
وجذوره لينالوا من كل أيدٍ آثمة تغدر بحماة الوطن.