ارتدى عمته البيضاء، وخرج يكمل مسيرة وسطيته المنيرة، أو التي كانت منيرة قبل دقائق من حلقته المشئومة.. سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، والمتهم في أعين مقدمي البرامج التلفزيونية حاليًا، بعد تصريحاته المثيرة للجدل بشأن تكفير المسيحيين، فلم يخطر ببال أحد، ولا الشيخ نفسه، أن يتحول بين عشية وضحاها إلى مرمى سهام النقد والتجريح، بعد أن كان مقصد طالبي التوسط والتعايش.

"وقف عن العمل والظهور"، "منع عن اعتلاء المنابر"، "بلاغ ضده عند النائب العام".. كل هذه اللكمات تلقاها الشيخ برفض الاعتذار أو التراجع عن تصريحاته، مما أعطي الضوء الأخضر لمنتقديه؛ لاستكمال الهجوم، بل امتدت أيديهم للبحث في الملفات القديمة، التي تشير رائحتها لاقتراب النهاية المحتومة للشيخ باستخدام ورقة انتمائه للمحظورة، والتي لربما تكون بمثابة الضربة القاضية لفضيلته.

"المواطن"، يرصد قصة الإخوان والشيخ "المكفراتي":

1- التحق مبكرا بالجماعة، وعمل بها، وكان من دعاتها الفاعلين، ثم انسحب بعيدًا؛ حتى لا يلتصق ثوبه الأزهري، بفكر الإخوان، ويستطيع التوغل في مناصب وزارة الأوقاف.

2- عمل بوزارة الأوقاف، بداية من 1990، حتى تم إبعاده إلى الدلتا، بسبب خلافات بين القوى الإسلامية.

3- هاجم الحزب الوطني، ورفض عضويته، ووقف ضدهم في انتخابات 2010، وتمسك بمنع اعتلاء رموزه منابر مسجده، في خدمة غير مباشرة لمنافسي الإخوان حينها.

4- في عام 2011، دافع عن صبحي صالح، بعد مقولته الشهيرة ضد أعضاء الوطني المنحل:"يا أيها الفلول ادخلوا مساكنكم لئلا يحطمنكم الشعب المصري"، فرد "عبد الجليل"، بأنه لا شيء فيما قاله صبحي صالح، فهو كان يستهدف انتقاد فلول الحزب الوطني المنحل.

5- في 2012، شارك في حملة تطبيق الشريعة في الدولة، التي تبنتها تيارات سلفية، قائلًا: "يتصور البعض أن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يعني إلا تطبيق الحدود، ولا شك أن الحدود تمثل جزءًا من الشريعة، ولكنه الجزء الأقل الذي وضع لحماية النفس والمال والعرض".

6- تنصل "الشيخ"، من فتواه ضد اعتصامات الإخوان بعد أن خرجت للعلن، قائلا، إنه يتقدم بالاعتذار لمن فهم تصريحات سابقة بأنه صرح للجيش بقتل المتظاهرين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين، متابعا: "سلاح المعارض هو الكلمة والصوت المرتفع، ولا ينبغي أن يحمل المواطن السلاح، لأنها مهمة الجيش والشرطة، وعلى الأهالي عدم التصدي لمسيرات الإخوان تاركين الأمر للأجهزة الأمنية".

7- هاجم الشيخ أحمد كريمة، هجوما شرسا، بعد اتهامه للإخوان بأنهم خوارج.

لم تقف سقطات "عبد الجليل"، عند علاقة غريبة الأطوار بالإخوان والسلفيين، بل امتدت في حالات كثيرة لتبني فتواهم المثيرة للاستغراب، منها:

1ــــ تحريم الاحتفال بعيد الأم: قائلا: "إن الأزمة في عيد الأم هو أن ينتقل لنا المفهوم الغربي ليوم الأم، وهو أن يكرم المسلمون أمهاتهم في يوم واحد"، مضيفا: "من يفعل هذا الأمر يستحق قطع رقبته".

2ــــ تحريم الخطوبة: علق الشيخ على أحد المتصلين في برنامج "المسلمون يتساءلون"، في سؤاله عن حفل الخطوبة ومصاريفها، قائلا:" حفل الخطوبة حرام شرعا ولا تجوز إقامته من الأساس فهي مصاريف زائدة وإسراف وتبذير نهى عنه الشرع وليس لها أصل في الدين".