قال "أنا القانون والدولة" حتى أطاحت به هزيمة 67.. حمزة البسيوني جلاد السجن الحربي
الثلاثاء 22/أغسطس/2017 - 09:56 م
اية محمد
طباعة
لم يسلم منه أحد من معتقلي السجن الحربي، يخافون عندما يسمعون اسمه، وهو من تفنن في طرق تعذيبهم، بجانب إهاناته لهم بدرجة كبيرة وصلت إلى حد قوله: "أنا القانون والدولة والقاضي والجلاد.. أنا الذي لا أتسلم المساجين بإيصال.. ولا يعلم أحد عددهم عندي".
ظل اسم اللواء حمزة البسيوني، مصدر رعب لكل المعتقلين السياسيين من خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأطلق عليه الكثيرون لقب "الجلاد".
كلف بإدارة السجن الحربي في عهد جمال عبد الناصر، قبل أن يطلق الرئيس محمد أنور السادات سراح المعتقلين.
ظل اسم اللواء حمزة البسيوني، مصدر رعب لكل المعتقلين السياسيين من خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأطلق عليه الكثيرون لقب "الجلاد".
كلف بإدارة السجن الحربي في عهد جمال عبد الناصر، قبل أن يطلق الرئيس محمد أنور السادات سراح المعتقلين.
كان السجن الحربي سيئ السمعة لما اشتهر به بالتعذيب الذي كان يمارس فيه ضد السياسيين المشكوك في ولائهم للنظام.
خلال احتجاز صلاح عيسى بسجن القلعة عام 1966، استمع من زملائه عن روايات عدة بخصوص تعذيبهم في السجن الحربي، حتى إنه اعتبر الوضع هناك أسوأ مما هو داخل محبس ليمان طرة، حسب وصفه، ومن هذه الشهادات تكونت في ذهنه صورة عن "البسيوني" تتمثل في كونه "حيوانًا أسطوريًا مخيفًا قبيح الصورة، بارز الأنياب، طويل المخالب"، حسب تعبيره.
طرق تعذيب الجلاد
تفنن في طرق التعذيب، منها دهن الجسد بالزيت حتى تكون ضربات السياط أكثر ألمًا، وتعليق المسجون من بنطاله من السقف حتى يكون مقلوبًا لساعات، كذلك استخدامه المنفاخ لملء معدة المعتقل بالهواء، بجانب وضع ألواح بها مسامير لإجبار الفرد على المشي عليها.
يقول الراحل مصطفى أمين، أن الكلاب كانت تستعمل بكثره للتعذيب، ويحكي عن نفسه أنه فور دخوله المعتقل التف حوله كلبان اسمهما "ميمي وليلى"، قبل أن يتعرض لواحد أشرس يُدعى"لاكي"، وهو المشهور بضخامته داخل السجن.
وشهد "أمين"، بأن الكلاب كانت بمثابة "أمراء" داخل مملكة حمزة البسيوني، ولها كلمة عليا قبل السجانين أنفسهم، لدرجة عدم تناول الضباط الطعام إلا بعد انتهاء الكلاب من وجباتها.
واستوحى الأديب الراحل نجيب محفوظ فكرة رواية "الكرنك" منه، تحديدًا شخصية "خالد صفوان"، التي لعبها كمال الشناوي، بعد أن شاهده خلال جلوسه بأحد مقاهي العباسية في ستينيات القرن الماضي، حسب رواية "عبي"، وقتها ذُهل "محفوظ" من هرولة العاملين لإحضار الشيشة لهذه الشخصية، وفور أن علم بأنه مدير السجن الحربي المشهور بشراسته أصيب بدهشة شديدة، لكون ملامحه لا تدل عن المساوئ التي يسمعها بحقه.
هذه الأسطورة انتهت في أعقاب هزيمة 5 يونيو 1967، حينما صدر قرار بإحالة "البسيوني" على المعاش، كذلك ألقت السلطات القبض عليه للتحقيق معه فيما يخص انحرافاته.
وللمصادفة دخل"البسيوني" سجن القلعة، الذي كان صلاح عيسى نزيلًا فيه، وظنه الكاتب أن والده لحق به في المحبس؛ نظرًا لتشابه ملامحهما، لكن بمرور الوقت لاحظه يمر من أمام زنزانته بشكل يومي.
عندما رآه صلاح عيسى، لم يكن على علم بأنه الجلاد الشهير، خاصةً أنه كان يتعرض لإهانات من السجانين كأمرهم له بالمشي بطريقة أسرع، والالتزام بالتعليمات دون أي انحراف، وهو ما كان يقبله دون أي تذمر.
وجه الشبه بين والد صلاح عيسى وحمزة البسيوني دفع الكاتب لأن يحبه لهذا السبب، كذلك لاتسام وجه مدير السجن الحربي السابق بعلامات البراءة والطفولة، حسب تعبيره.
في أحد الأيام التي سار فيها "البسيوني" بممر السجن، نظر لصلاح عيسى الذي أوقفه، وقتها عرّف نفسه قائلًا: "أنا حمزة البسيوني"، ليصاب الآخر بذهول شديد لثوانٍ قليلة قطعها صوت السجان وهو يصيح: "وبعدين.. امشي من سكات".
قضى "البسيوني" عامين داخل السجن وخرج، ليعيش بعد الإفراج عنه بعيدًا عن الأضواء.
واخذ سيارته متوجهًا من الإسكندرية إلى القاهرة، وخلال سيره اصطدم بعربة نقل محملة بأسياخ حديد البناء ليموت على الفور، وعثر المسعفون على جثته وهي مشوّهة بشكل غريب، كما وجدوا شقيقه بجواره متوفَّى كذلك.
خلال احتجاز صلاح عيسى بسجن القلعة عام 1966، استمع من زملائه عن روايات عدة بخصوص تعذيبهم في السجن الحربي، حتى إنه اعتبر الوضع هناك أسوأ مما هو داخل محبس ليمان طرة، حسب وصفه، ومن هذه الشهادات تكونت في ذهنه صورة عن "البسيوني" تتمثل في كونه "حيوانًا أسطوريًا مخيفًا قبيح الصورة، بارز الأنياب، طويل المخالب"، حسب تعبيره.
طرق تعذيب الجلاد
تفنن في طرق التعذيب، منها دهن الجسد بالزيت حتى تكون ضربات السياط أكثر ألمًا، وتعليق المسجون من بنطاله من السقف حتى يكون مقلوبًا لساعات، كذلك استخدامه المنفاخ لملء معدة المعتقل بالهواء، بجانب وضع ألواح بها مسامير لإجبار الفرد على المشي عليها.
يقول الراحل مصطفى أمين، أن الكلاب كانت تستعمل بكثره للتعذيب، ويحكي عن نفسه أنه فور دخوله المعتقل التف حوله كلبان اسمهما "ميمي وليلى"، قبل أن يتعرض لواحد أشرس يُدعى"لاكي"، وهو المشهور بضخامته داخل السجن.
وشهد "أمين"، بأن الكلاب كانت بمثابة "أمراء" داخل مملكة حمزة البسيوني، ولها كلمة عليا قبل السجانين أنفسهم، لدرجة عدم تناول الضباط الطعام إلا بعد انتهاء الكلاب من وجباتها.
واستوحى الأديب الراحل نجيب محفوظ فكرة رواية "الكرنك" منه، تحديدًا شخصية "خالد صفوان"، التي لعبها كمال الشناوي، بعد أن شاهده خلال جلوسه بأحد مقاهي العباسية في ستينيات القرن الماضي، حسب رواية "عبي"، وقتها ذُهل "محفوظ" من هرولة العاملين لإحضار الشيشة لهذه الشخصية، وفور أن علم بأنه مدير السجن الحربي المشهور بشراسته أصيب بدهشة شديدة، لكون ملامحه لا تدل عن المساوئ التي يسمعها بحقه.
هذه الأسطورة انتهت في أعقاب هزيمة 5 يونيو 1967، حينما صدر قرار بإحالة "البسيوني" على المعاش، كذلك ألقت السلطات القبض عليه للتحقيق معه فيما يخص انحرافاته.
وللمصادفة دخل"البسيوني" سجن القلعة، الذي كان صلاح عيسى نزيلًا فيه، وظنه الكاتب أن والده لحق به في المحبس؛ نظرًا لتشابه ملامحهما، لكن بمرور الوقت لاحظه يمر من أمام زنزانته بشكل يومي.
عندما رآه صلاح عيسى، لم يكن على علم بأنه الجلاد الشهير، خاصةً أنه كان يتعرض لإهانات من السجانين كأمرهم له بالمشي بطريقة أسرع، والالتزام بالتعليمات دون أي انحراف، وهو ما كان يقبله دون أي تذمر.
وجه الشبه بين والد صلاح عيسى وحمزة البسيوني دفع الكاتب لأن يحبه لهذا السبب، كذلك لاتسام وجه مدير السجن الحربي السابق بعلامات البراءة والطفولة، حسب تعبيره.
في أحد الأيام التي سار فيها "البسيوني" بممر السجن، نظر لصلاح عيسى الذي أوقفه، وقتها عرّف نفسه قائلًا: "أنا حمزة البسيوني"، ليصاب الآخر بذهول شديد لثوانٍ قليلة قطعها صوت السجان وهو يصيح: "وبعدين.. امشي من سكات".
قضى "البسيوني" عامين داخل السجن وخرج، ليعيش بعد الإفراج عنه بعيدًا عن الأضواء.
واخذ سيارته متوجهًا من الإسكندرية إلى القاهرة، وخلال سيره اصطدم بعربة نقل محملة بأسياخ حديد البناء ليموت على الفور، وعثر المسعفون على جثته وهي مشوّهة بشكل غريب، كما وجدوا شقيقه بجواره متوفَّى كذلك.