السعودية تدرس تمويل جانب من احتياجاتها باليوان الصيني
الخميس 24/أغسطس/2017 - 04:49 م
رويترز
طباعة
قال مسؤول سعودي بارز يوم الخميس إن السعودية مستعدة لدراسة تمويل جانب من احتياجاتها باليوان الصيني، وهو ما يثير إمكانية توطيد أواصر العلاقات المالية بين البلدين.
وبدأت الحكومة السعودية العام الماضي اقتراض عشرات المليارات من الدولارات من الخارج لتغطية عجز ميزانية كبير نتج عن انخفاض أسعار النفط. لكن جميع إصداراتها من السندات الأجنبية والقروض مقومة بالدولار الأمريكي.
والحصول على بعض التمويل باليوان قد يمنح الرياض مزيدا من المرونة المالية ويمثل نجاحا للصين، أكبر سوق للنفط السعودي، في مسعاها لتحويل اليوان إلى عملة عالمية رئيسية.
وقال محمد التويجري نائب وزير الاقتصاد والتخطيط في مؤتمر سعودي صيني مشترك في جدة إن أحد الأهداف الرئيسية للوزارة هو تنويع أساس التمويل في السعودية.
وأضاف أن ذلك سيتم عن طريق الوصول لمستثمرين أو كيانات لديها سيولة في الأسواق وأيضا دخول أسواق فنية فيما يتعلق بفرص التمويل الفريدة والاكتتابات الخاصة وسندات الباندا وغيرها.
وقال التويجري "نريد بشدة دراسة التمويل بالرينمنبي والمنتجات الصينية الأخرى وقد أبدى البنك الصناعي والتجاري الصيني وقطاعات أخرى اهتماما لعمل ذلك".
وسندات الباندا هي السندات المقومة باليوان من مصدرين غير صينيين تباع داخل الصين.
وقال التويجري إن الرياض مهتمة بجمع أموال في الخارج ليس فقط لتغطية عجز الميزانية وإنما الأهم من ذلك لتمويل مشروعات استثمارية كبيرة توسع اقتصادها وتخلق فرص عمل.
وأضاف "في الوضع المثالي سنمول عن طريق تمويل مشروعات وأسواق السندات ووسائل أخرى".
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح لرويترز على هامش المؤتمر إن السعودية والصين تعتزمان إنشاء صندوق استثمار قيمته 20 مليار دولار على أساس تقاسم التكلفة والأرباح مناصفة.
وأضاف إن الأمر ما يزال في مرحلة مبكرة لكن الالتزام من مستويات عليا موجود. وأشار إلى أن الصندوق سيستثمر في قطاعات مثل البنية التحتية والطاقة والتعدين والمواد الخام ولم يذكر مزيدا من التفاصيل بشأن استراتيجيته.
وأعلنت الصين خططا لتأسيس مثل هذه الصناديق الاستثمارية المشتركة في أنحاء العالم في الأعوام الماضية كوسيلة لدعم العلاقات الاقتصادية المشتركة. وفي ديسمبر كانون الأول عام 2015 قالت بكين إنها ستؤسس صندوقا قيمته عشرة مليارات دولار مع الإمارات العربية المتحدة وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي كشفت عن خطط لتأسيس صندوق مع فرنسا.
ويأتي مؤتمر جدة في أعقاب زيارة قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية للصين في مارس آذار تم خلالها توقيع اتفاقات عمل تصل قيمتها إلى 65 مليار دولار في قطاعات تشمل تكرير النفط والبتروكيماويات والصناعات التحويلية الخفيفة والإلكترونيات.
وقال الفالح يوم الخميس إنه يتوقع إبرام 11 اتفاق عمل بقيمة 20 مليار دولار تقريبا مع الصين في الأسبوع الحالي. ولم يذكر تفاصيل.
وقد تكون بعض الاتفاقات النسخ المفصلة من الاتفاقات التي تم التوصل لها خلال الجولة الآسيوية وقد يكون بعضها مذكرات تفاهم وليس مشروعات ملموسة.
وتسعى السعودية لجذب استثمارات صينية للقطاعات الجديدة مثل الصناعات التحويلية والسياحة التي تأمل في تطويرها في إطار جهود تنويع اقتصادها بعيدا عن صادرات النفط.
لكن الرياض تريد أيضا تعزيز أرباح صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادية الأساسي لديها، الذي يعتقد أن قيمة أصوله تصل إلى 180 مليار دولار.
وقال التويجري إن صندوق الاستثمارات العامة يتطلع لفرص استثمارية في نظم الشحن والنقل الصينية وغيرها من قطاعات البنية التحتية.