بالصور.. مجهولون يلقون أكوام من رفات الموتى بطرق أسيوط.. والمسئولين: دفنا عدة أجولة لبقايا بشرية منذ فترة
الأربعاء 30/أغسطس/2017 - 11:46 ص
هيثم محمد ثابت - ليلى كامل
طباعة
على الرغم من أن للميت حرمة لا يجب انتهاكها إلا أن قلة من ضعاف النفوس وسوس لهم الشيطان أن يستخرجوا رفات موتاهم وأجدادهم ويلقون بها في العراء، وتطبيق المثل القائل "الحي أبقى من الميت"، متحججين بإرتفاع أسعار الأراضي بالمحافظة التي تعد واحدة من أعلى المناطق في ثمن سعر متر الأرض بها، فهي حسب تقارير، تحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد دبي في ثمن سعر المباني بها.
تلك الأسباب وغيرها دفعت معدومي الضمير، إلى نبش قبور موتاهم لاخراج الرفات وتحويلها من مقابر لمساكن بل وعمارات سكنية، وقاموا بالقاء الرفات والجماجم والهياكل المستخرجة بعيدًا بمركز القوصية بطريق قرية مير على جانبي الطرق، إمعانًا منهم في عدم الوصول إليهم أو معرفتهم.
حيث وجد أهالي القرية عدة أكوام متفرقة من الجماجم والهياكل وبها أكياس قماشية تبدوعليها اثار التراب المتيبس بالدماء، وتخرج من بعضها عظام وهياكل بشرية، وأوضح اهالى القرية قائلين: لقد مات وانعدم ضمير الناس الى درجة إلقاء أشلاء الجثث على الطريق، وحسبنا الله ونعم الوكيل، موضحين أن أحد المواطنين مر على أكوام القمامة وفتش بها لعله يجد شيئًا ينفعه فوجد داخل تلك الأكياس البلاسيتيكية هياكل عظمية فأنزعج وهرع من المكان خوفًا من أن يصيبه مكروه أو أن يقال أن له علاقة بالموضوع.
بدأ الموضوع ينتشر وبدأ الناس يذهبون خلسة للمشاهدة على ارض الواقع.، أسبوع تلوالآخر ولا أحد يتحرك، بلاغات فردية بعث بها عدد من المواطنين إلى الشرطة، ومجلس مدينة القوصية، وفى يوم 23 من أغسطس الماضى تقدم احد المسئولين بمجلس المدينة، ببلاغ يفيد بوجود رفات على الطريق وذهبت قوات الشرطة فى اليوم التالى، ووجدت 14 جوالا على الطريق، وبعد المعاينات والحصول على اذن النيابة، تم تجهيز مدافن وتمت عملية دفنهما فى مقبرة بمعرفة مجلس المدينة يوم 24 أغسطس الماضي.
لم ينته الموضوع عند هذا الحد، فقد حدثت عملية الدفن منذ فترة، ولكن فوجئنا منذ ايام بمكان أخر غير الذى تم دفن أشلائه، وكان المكان الثانى على بعد300 كيلومتر تقريبا، وأشار بعض الأهالي إلى احتمال إخلاء مقبرة وتنظيفها، وآخرون لا يصدقون هذه الرواية ويقولون أهل الصعيد لا يلقون رفات موتاهم على الطرقات، أوفى مقالب القمامة، يبدوا أن هناك لغزًا كبيرًا.
أما مسئولي مجلس المدينة فقد أكدوا أن دورهم ينتهي عند البلاغ وتنفيذ توجيهات رجال الشرطة وقرارات النيابة التى تصدر، وأوضحت المهندسة هويدا شافعي، رئيس مركز ومدينة القوصية في أسيوط، إنه بالمرور على مقلب القمامة بقرية مير، تم العثور على 14 جوالا، وأكوام مبعثرة تحتوى على بقايا عظام وجماجم إنسانية، وتم رفع مذكرة إلى مركز الشرطة على الفور، وإخطار الصحة والنيابة، موضحة أن وزارة الصحة أفادت بأن هذه العظام بدأت تتحلل منذ 30 عاما تقريبا، ويظهر هذا في شكلها، مشيرة إلى أن النيابة قررت دفن هذه الرفات في مدافن الصدقة بقرية "مير"، بمعرفة الوحدة المحلية، بعد تكفين هذه الرفات مجددًا والصلاة عليهم، وأغلق الأمر على ذلك، دون فتح تحقيق في الواقعة.
ورجح مسئولو مركز القوصية بأسيوط، أن يكون نباشو القبور من خارج "القوصية" قد ألقوا بهذه الجثث، أو أن يكون أحدهم قام ببناء منزل على إحدى المقابر، وألقى بهذه العظام في الطريق، وهو ما يخالف الشرع، وينتهك حرمة الأموات، وحتى هذه اللحظة لا يعرف أحد سر رفات الموتى ومصدر هذه الجماجم والعظام البشرية وكل ما قيل من المسئولين لا يخرج عن مجرد تكهنات وأراء لم تبنى على أسس علمية أو بحث بل مجرد اجتهادات في الرأي، بل وأن المسئولين والأهالي يرغبون في دفن تلك القصة مع رفات الموتى، حتى يريحون أنفسهم من أسئلة قد ترهقهم الإجابة عنها أو البحث فيها.
