مصر تسترد ملف المصالحة.. تستوعب الفرقاء وتحتوي حماس والجهاد وتعزلها عن قوى التطرف
الخميس 14/سبتمبر/2017 - 06:51 م
عواطف الوصيف
طباعة
تسببت الخلافات بين "فتح وحماس والجهاد" فيما يتعلق بإيجاد وسيلة للتعامل مع قوى الاحتلال الإسرائيلي، وتحرير فلسطين، لمنح إسرائيل الفرصة للهروب من التزاماتها الدولية لحل القضية الفلسطينية.
وأدى ذلك لتعقيد الأمور أكثر من ذي قبل أمام كافة الدول العربية، في مباحثاتها الدولية لحل هذه القضية، ورغم ما اقترفته حماس فى حق مصر وشعبها خلال الفترة الماضية إلا أن مصر قررت وبحكم التزاماتها التاريخية والمسؤولية الوطنية واعتبارات الأمن القومي أن تتدخل للتقريب بين وجهات نظر الفرقاء الفلسطينيين واسترداد ملف المصالحة بعد ان تدخلت قوى إقليمية وحاولت سحب البساط من تحت قدم القاهرة إلا أن الفشل الذريع كان في انتظار هذه القوى.
هدف مشترك..
لا شك أن هناك هدف مشترك بين كل من "حماس وفتح" وهو استقلال فلسطين، وأن يشهد العرب والمسلمين اليوم الذي تتمتع فيه القدس بالحرية، وأن لا تدنس باحات الأقصى الشريف، بأيًا من المستوطنين اليهود.
أطراف نزاع وإتاحة الفرصة لإسرائيل..
لكن إتباع كل طرف منهم، لسياسة تختلف عن الأخرى، وعدم الإمكانية للوصول إلى نقطة تلاق واحدة، يزيد من الأمور تعقيدًا، والأهم أنه يتيح الفرصة أمام إسرائيل لفرض سيطرتها على فلسطين، وقد يؤدي التعنت إلى تمكين إسرائيل من الوصول لهدفها الرئيسي، وهو هدم المسجد الأقصى، بحجة الوصول إلى "هيكل سليمان"، تلك المزاعم والأوهام التي تروجها إسرائيل منذ عقود من الزمان وتطالب العالم بتصديقها، والتي ستؤدي في النهاية إلى عواقب لن يدفع العرب فقط ثمنها بل الإسلام بضرب رمز إسلامي عريق.
خلافات ليست وليدة اللحظة..
تعود الخلافات بين حركتي "حماس وفتح"، لفترة طويلة وقديمة، وتحديدًا عقب تأسيس السلطة الفلسطينية، عام 1994 حيث أن حركة فتح أرادت تطبيق نصوص إتفاقية أوسلو، للتفكير في إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية، عن طريق التفاوض مع إسرائيل، في حين اعتبرت حماس، أنه لا بديل عن مواجهة قوى الإحتلال، إلا من خلال المواجهة العسكرية، وهو ما خلق حالة من الخلافات بينهم.
تزايد حدة الخلاف..
تزايدت حدة الخلاف بين حركتي "فتح وحماس"، بعد قيام فتح بحركة اعتقالات ضد ممثلي حماس، وهو ما اعتبرته الأخيرة محاولة للإطاحة بها، فكانت النتيجة زيادة حدة الخلاف والتعنت بينهم فيما يتعلق بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وهو بالتأكيد ما يصب في مصلحة قوى الإحتلال الإسرائيلي.
قطر تفشل..
حاولت قطر عام 2006 التدخل والوساطة بين الطرفين، وخاصة بعد إصدار وثيقة للأسرى المتواجدين في السجون الإسرائيلية، لكنها لم تتمكن من الوصول لحل، ولم تنجح في إنهاء الأزمة.
فلسطين.. الهدف الأسمى لمصر..
لا شك أن تدخل مصر كوسيط لحل النزاع القائم بين "فتح وحماس وحركة الجهاد" خطوة إيجابية تحسب لها، لكن في نفس الوقت، لابد من الإشارة إلى أن الهدف الأسمى بالنسبة لها، هو القضية الفلسطينية ذاتها، هو تحرير الأرض، وأن يصل الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه، وأن يتوقف نزيف الدم وأن ينتهي الصراع وان تنال الأقصى كرامته وعزته.
رؤى يحتذى بها..
من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، أن موقف حماس الأخير يؤكد على أن مصر وحدها تستطيع أن تلعب دورًا حاسما في ملف المصالحة والعلاقات الفلسطينية الداخلية، وكذلك في ملف القضية الفلسطينية بمجمله.
ورجح "عوكل" بحسب صحيفة "القدس" الفلسطينية، أن يكون هناك تغيير في المعادلة الفلسطينية حال تم التجاوب رسميا مع هذا الطرح، مشيرًا إلى أن تصريحات حماس خرجت من القاهرة وليس من غزة، وجاءت بعد لقاءات وفد الحركة مع المسؤولين المصريين، وأن حماس أرادت بالتصريح من هناك أن تجعل القاهرة شاهدا على تلك التصريحات وأن لديها موقفا إيجابيا يمكن أن يتطور في حال قبلت السلطة به.
وأوضح "عوكل"، أن الانتخابات الأخيرة لحماس وما أفرزته من مكتب سياسي جديد تشير إلى أن هناك توجهات براغماتية قد تتجاوز في محتواها الوثيقة السياسية الجديدة للحركة، معتقدا أن الحركة ستتجه لقراءة جديدة مختلفة وأكثر موضوعية للواقع العربي والدولي وتجري تغييرات حقيقية، وأن توجه حماس لمصر تطرأ عليه استحقاقات تستعد للتعامل معها ليس فقط في الملف الأمني بل في ملفات سياسية وقضايا.
لا بديل لدور مصر..
بدوره قال ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إنه لا بديل لدور مصر في ملف المصالحة والقضية الفلسطينية بحكم ارتباطها تاريخيا وسياسيا وجغرافيا وقوميا بها، والرئيس عباس يدرك محورية الدور المصري، خاصةً وأن مصر لم تتخل عن الشرعية الفلسطينية بانفتاحها على غزة، ولم تأت هذه العلاقة على حساب الموقف الكلي من القضية، ولذلك فإن مصر تصر على ملف المصالحة ووجود حرس الرئيس على معبر رفح باعتبار ذلك أحد مكونات اتفاق 2005 لمعبر رفح.
ويرى شراب أن مصر منحت حماس فرصة سياسية كبيرة بالسماح لمكتبها السياسي الجديد للانعقاد لأول مرة في أراضيها، وهي رسالة بعيدة المدى تشير إلى أنه يمكن أن تكون مصر مقرا لحماس في المستقبل كحركة وطنية فلسطينية خالصة، وبالتالي فهي فرصة ورسالة قوية، موضحًا أن في نفس الوقت لا ينبغي تبسيط الأمور وأن نتجه كثيرا للتفاؤل، فحركة حماس لا زالت تحكمها محددات دينية وترتبط بالإخوان المسلمين فكريا وتعيش في حالة استقطاب إقليمي.
أبو مازن يرحب بدور مصر..
أكدت مصادر بالرئاسة الفلسطينية، أن الرئيس محمود عباس، يرحب بالدور المصري، وهو يعتبر أن للرئيس عبد الفتاح السيسي، دور إيجابي في حل الأزمة وإيجاد نهاية للأزمة التي تواجهها القضية الفلسطينية.
تلخيصا لما سبق..
تحرير فلسطين وإنهاء ما تعانيه القضية الفلسطينية منذ عقود، هو الهدف الأسمى الذي تسعى له كافة الدول العربية وتؤكد عليه في كافة المؤتمرات والمباحثات الدولية التي يتم عقدها، لكن يعد تدخل مصر ليس دليل فقط على أنها تستعيد دورها في المنطقة العربية، وإنما دليل على اعتراف الأطراف الأخرى وعلى المستوى الدولي، بأنه لا غنى عنها لحل مختلف الأزمات العربية.
وأدى ذلك لتعقيد الأمور أكثر من ذي قبل أمام كافة الدول العربية، في مباحثاتها الدولية لحل هذه القضية، ورغم ما اقترفته حماس فى حق مصر وشعبها خلال الفترة الماضية إلا أن مصر قررت وبحكم التزاماتها التاريخية والمسؤولية الوطنية واعتبارات الأمن القومي أن تتدخل للتقريب بين وجهات نظر الفرقاء الفلسطينيين واسترداد ملف المصالحة بعد ان تدخلت قوى إقليمية وحاولت سحب البساط من تحت قدم القاهرة إلا أن الفشل الذريع كان في انتظار هذه القوى.
هدف مشترك..
لا شك أن هناك هدف مشترك بين كل من "حماس وفتح" وهو استقلال فلسطين، وأن يشهد العرب والمسلمين اليوم الذي تتمتع فيه القدس بالحرية، وأن لا تدنس باحات الأقصى الشريف، بأيًا من المستوطنين اليهود.
أطراف نزاع وإتاحة الفرصة لإسرائيل..
لكن إتباع كل طرف منهم، لسياسة تختلف عن الأخرى، وعدم الإمكانية للوصول إلى نقطة تلاق واحدة، يزيد من الأمور تعقيدًا، والأهم أنه يتيح الفرصة أمام إسرائيل لفرض سيطرتها على فلسطين، وقد يؤدي التعنت إلى تمكين إسرائيل من الوصول لهدفها الرئيسي، وهو هدم المسجد الأقصى، بحجة الوصول إلى "هيكل سليمان"، تلك المزاعم والأوهام التي تروجها إسرائيل منذ عقود من الزمان وتطالب العالم بتصديقها، والتي ستؤدي في النهاية إلى عواقب لن يدفع العرب فقط ثمنها بل الإسلام بضرب رمز إسلامي عريق.
خلافات ليست وليدة اللحظة..
تعود الخلافات بين حركتي "حماس وفتح"، لفترة طويلة وقديمة، وتحديدًا عقب تأسيس السلطة الفلسطينية، عام 1994 حيث أن حركة فتح أرادت تطبيق نصوص إتفاقية أوسلو، للتفكير في إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية، عن طريق التفاوض مع إسرائيل، في حين اعتبرت حماس، أنه لا بديل عن مواجهة قوى الإحتلال، إلا من خلال المواجهة العسكرية، وهو ما خلق حالة من الخلافات بينهم.
تزايد حدة الخلاف..
تزايدت حدة الخلاف بين حركتي "فتح وحماس"، بعد قيام فتح بحركة اعتقالات ضد ممثلي حماس، وهو ما اعتبرته الأخيرة محاولة للإطاحة بها، فكانت النتيجة زيادة حدة الخلاف والتعنت بينهم فيما يتعلق بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وهو بالتأكيد ما يصب في مصلحة قوى الإحتلال الإسرائيلي.
قطر تفشل..
حاولت قطر عام 2006 التدخل والوساطة بين الطرفين، وخاصة بعد إصدار وثيقة للأسرى المتواجدين في السجون الإسرائيلية، لكنها لم تتمكن من الوصول لحل، ولم تنجح في إنهاء الأزمة.
فلسطين.. الهدف الأسمى لمصر..
لا شك أن تدخل مصر كوسيط لحل النزاع القائم بين "فتح وحماس وحركة الجهاد" خطوة إيجابية تحسب لها، لكن في نفس الوقت، لابد من الإشارة إلى أن الهدف الأسمى بالنسبة لها، هو القضية الفلسطينية ذاتها، هو تحرير الأرض، وأن يصل الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه، وأن يتوقف نزيف الدم وأن ينتهي الصراع وان تنال الأقصى كرامته وعزته.
رؤى يحتذى بها..
من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، أن موقف حماس الأخير يؤكد على أن مصر وحدها تستطيع أن تلعب دورًا حاسما في ملف المصالحة والعلاقات الفلسطينية الداخلية، وكذلك في ملف القضية الفلسطينية بمجمله.
ورجح "عوكل" بحسب صحيفة "القدس" الفلسطينية، أن يكون هناك تغيير في المعادلة الفلسطينية حال تم التجاوب رسميا مع هذا الطرح، مشيرًا إلى أن تصريحات حماس خرجت من القاهرة وليس من غزة، وجاءت بعد لقاءات وفد الحركة مع المسؤولين المصريين، وأن حماس أرادت بالتصريح من هناك أن تجعل القاهرة شاهدا على تلك التصريحات وأن لديها موقفا إيجابيا يمكن أن يتطور في حال قبلت السلطة به.
وأوضح "عوكل"، أن الانتخابات الأخيرة لحماس وما أفرزته من مكتب سياسي جديد تشير إلى أن هناك توجهات براغماتية قد تتجاوز في محتواها الوثيقة السياسية الجديدة للحركة، معتقدا أن الحركة ستتجه لقراءة جديدة مختلفة وأكثر موضوعية للواقع العربي والدولي وتجري تغييرات حقيقية، وأن توجه حماس لمصر تطرأ عليه استحقاقات تستعد للتعامل معها ليس فقط في الملف الأمني بل في ملفات سياسية وقضايا.
لا بديل لدور مصر..
بدوره قال ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إنه لا بديل لدور مصر في ملف المصالحة والقضية الفلسطينية بحكم ارتباطها تاريخيا وسياسيا وجغرافيا وقوميا بها، والرئيس عباس يدرك محورية الدور المصري، خاصةً وأن مصر لم تتخل عن الشرعية الفلسطينية بانفتاحها على غزة، ولم تأت هذه العلاقة على حساب الموقف الكلي من القضية، ولذلك فإن مصر تصر على ملف المصالحة ووجود حرس الرئيس على معبر رفح باعتبار ذلك أحد مكونات اتفاق 2005 لمعبر رفح.
ويرى شراب أن مصر منحت حماس فرصة سياسية كبيرة بالسماح لمكتبها السياسي الجديد للانعقاد لأول مرة في أراضيها، وهي رسالة بعيدة المدى تشير إلى أنه يمكن أن تكون مصر مقرا لحماس في المستقبل كحركة وطنية فلسطينية خالصة، وبالتالي فهي فرصة ورسالة قوية، موضحًا أن في نفس الوقت لا ينبغي تبسيط الأمور وأن نتجه كثيرا للتفاؤل، فحركة حماس لا زالت تحكمها محددات دينية وترتبط بالإخوان المسلمين فكريا وتعيش في حالة استقطاب إقليمي.
أبو مازن يرحب بدور مصر..
أكدت مصادر بالرئاسة الفلسطينية، أن الرئيس محمود عباس، يرحب بالدور المصري، وهو يعتبر أن للرئيس عبد الفتاح السيسي، دور إيجابي في حل الأزمة وإيجاد نهاية للأزمة التي تواجهها القضية الفلسطينية.
تلخيصا لما سبق..
تحرير فلسطين وإنهاء ما تعانيه القضية الفلسطينية منذ عقود، هو الهدف الأسمى الذي تسعى له كافة الدول العربية وتؤكد عليه في كافة المؤتمرات والمباحثات الدولية التي يتم عقدها، لكن يعد تدخل مصر ليس دليل فقط على أنها تستعيد دورها في المنطقة العربية، وإنما دليل على اعتراف الأطراف الأخرى وعلى المستوى الدولي، بأنه لا غنى عنها لحل مختلف الأزمات العربية.