"انشقاق أم مناورة".. "الإرهابية" تبحث العودة للسياسة بالمكر والدهاء
تخرج جماعة الإخوان الإرهابية، كل فترة رافعة لافتات تدعي الانشقاق، وتطلق تصريحات تقشعر لها الأبدان، وتبدي خلال تلك التصريحات الندم والأسف وتعلن فيها التنصل من أصولها، فى محاولة منها إلى الانضمام لصفوف الشعب مرة أخرى بعدما أصبحت مجرد فئة منبوذة من مختلف طبقات الشعب المصري، وفي هذا اختلف تناول الخبراء لتلك الظاهرة ما بين مؤيد ومعارض للإنشقاق.
صلابة
الشعب المصري
قال المهندس
حسام الخولي، نائب رئيس حزب الوفد، وعضو الهيئة العليا، إن المشكلات التي تظهر بين
الحين والآخر في صفوف جماعة الإخوان الإرهابية تؤكد على صلابة المجتمع المصري، وأنه
السبب في حدوث شرخ بالجماعة.
وأضاف
الخولي، في تصريحات خاصة لـ" المواطن" أن المجتمع المصري عقب ثورة 30 يونيو
لم يعد يتقبل وجود أي فرد من أفراد جماعة الإخوان سواء في الشركات أو حتى المؤسسات
الحكومية والخاصة وهو ما جعلهم فئة منبوذة في المجتمع تخسر الكثير من مواردها الاقتصادية
خاصة وأن تلك الجماعة كان لها الكثير من الاستثمارات والشركات الخاصة الناجحة.
وأوضح
أن دعوات الجماعة للانشقاق ستتحول الي ظاهرة في الفترة المقبلة خاصة عقب المرور بتجربة
مريرة تسبب لهم في حالة من التخبط عقب المرور بمرحلة من الثأر والضغط النفسي العصيب
.
وتابع
أن طوال فترة ظهور الجماعة الارهابية كانت هناك العديد من الأزمات مع أجهزة الآمن ولكن
المجتمع كان يحتضنها أما في تلك الفترة لم يعد المجتمع يحتمل وجود تلك الجماعة بينهم
لذا كان للأمن دور في شق وحدة الجماعة طوال الفترة الماضية .
وأشار
إلى أن وجود انشقاق فعلي في كيان الجماعة الإرهابية يؤكد ضعفها عقب القبض علي رؤوسها
والعقول المدبرة لكل مخططاتها وهو ما أدى إلى ضعف ووهن الكيان الذي دام لأكثر من
80 عاما يسعي جاهدا الي الوصول إلى السلطة .
انشقاقات
خادعة
وعلي
الجانب الآخر، قال أحمد بان، القيادي السابق بجماعة الإخوان، والخبير بشؤون الحركات
الإسلامية، إن انتشار دعاوي انشقاق جماعة الإخوان الارهابية سواء عبر البيانات والتصريحات
أو حتي مواقع التواصل الاجتماعي ليس دليلا قاطعًا على إنشقاق الجماعة.
وأضاف
"بان" في تصريح خاص لـ "المواطن"، أن جماعة الإخوان تسعى الآن
إلي تحسين صورتها أمام العالم وأمام الشعب المصري خاصة وأنها تعلم أن مواقع التواصل
الاجتماعي وغيرها هي الوسيلة الأقوي للتواصل مع فئة كبيرة سواء من الشباب أو الكبار.
وتابع
بان، تلك الدعوات وسيلة الى التقرب من الشعب في ظل إقتراب موعد الإنتخابات فهي دعوات
صريحة لمستقبل قيادات جديدة من جماعة الاخوان بنفس التفكير ولكن بوجوه مختلفة، فجماعة
الإخوان لازالت تبحث عن فرصة لتكريث شرعيتها التي تزعم الحفاظ عليها لعقود سابقة، فتلك
الدعاوي تعتبر لخدمة مصالحها الشخصية .
انشقاقات
مبالغ فيها
وقالت
الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، إن مظاهر انشقاق جماعة الإخوان مبالغ فيها من قبل
الاعلام لانها ليست متواجدة حيث يتم التواصل بينهم في الخفاء وسرا حتي يتلاشوا ملاحقة
الأجهزة الأمنية لهم والتي كانت سببا رئيسا في القضاء علي هذا التكوين الارهابي منذ
بدايته.
و أضافت
"الشوباشي" في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الجماعة الارهابية تتمسك
بأصولها العدوانية تجاه الشعب المصري ولكنها تسعي في تلك الفترة الي الاندماج معهم
لأغراض سياسية وإجتماعية .
وتابعت
الشوباشي، على الرغم من سجن العديد من أفراد تلك الجماعة الإرهابية، الا أنها لازالت
متشعبة ومتوغلة في مختلف الطبقات، وهناك العديد من القيادات الهاربة خارج البلاد والتي
لا تقل خطورة عن المتواجدين في السجون يديرون الجماعة ويعقدون الاجتماعات التي تبث
السموم وتتسبب في العديد من الحوادث الارهابية.
ومضت
تقول، دعاوي الانشقاق تلك سبيل الجماعة الوحيد من التهرب من الجرائم التي لحقت بهم
عقب ثورة 30 يونيو، والمشاكل والصراعات التي حاصرتها جعلتها تسعي الي الانفصال ظاهريا
حتي لا يتم معاقبتها علي جرائمها في حق المصريين، كما أن تلك الأسماء التي تعلن الانشقاق
تعمل في وظائف حكومية ومناصب مرموقة تخشى أن تفقدها في حال كثرة الشكاوي الموجهة ضدهم.