"ليلة المأساة وليس العمر".. ميراث متعفن يتناقله الأجيال.. "الدخلة البلدي" حفلة على جسد امرأة
الإثنين 13/نوفمبر/2017 - 08:59 م
اية محمد
طباعة
تعتبر الدخلة البلدى كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهى مسلسل لتدمير الفتيات ليتحول جسد الفتاة ليس ملكا لها بل لكل ذويها، تتحول فيه ليلة العمر إلى مذبحة بموافقة أهلها لتباهوا بها وسط الزغاريد والمباركات، وحتى يقطعون الشك باليقين فى سلوك ابنتهم، كي يخرج الجميع ليروا هذا المشهد المقزز تاركين فتاة لايمكن أن تنسى هذه التجربة الأليمة طيلة حياتها، هذه هي العادة الموجودة فى كل قرى ونجوع مصر وبعض ضواحي القاهرة الكبري، تجبر فيه العروس على الاستلقاء على فراش الزوجية في حضور والدتها والعريس ووالدته أو أخته، في مشهد أسطوري لينتهي بزفة "المنديل" أو قطعة القماش يرتبط ببضع قطرات من دم ابنتهم دليل على شرفها وعفتها، وسط زغاريد وأغاني شعبية تتحدث عن الشرف، ليصبح استمرارا لمسلسل القضاء علي الفتاة بحجة العفة.
إليكم بعض تلك الذكريات المؤلمة لبعض ضحايا تلك الجريمة البشعة:
"منى"..
قصت منى الحاصلة علي الاعدادية روايتها أنها ولدت في القاهرة لعائلة من الصعايدة، لم ينسوا لحظة أنهم كذلك قائلة أنها أصيبت بنزيف شديد، أثناء فض البكارة، واستمرت لمدة شهر ين مريضة جسديا، وهي متزوجة من صابر الذي يكبرها بـ 8 سنوات ومعه دبلوم صناعة، ويعمل خارج مصر بإحدى شركات المقاولات، وعندما تحدثت مع زوجها، عن ألمها، لكنه أصر على فعلته مما أفقدها الثقة به في تلك اللحظة، فقال لها أنها لحظة ومرت وانتهى الأمر، وعليها عدم المبالغة.
"هناء"..
هناء ابنة محافظة الفيوم، أجبرها والداها على الزواج وهي في سن الـ16 من عمرها من ابن عمها الذي كان عمره 20 عامًا، وأصر أبوها وقتها على "الدخلة البلدي".
فى يوم لاتنساه هناء ولاتنسي توسلاتها لوالدتها في ألا تتزوج بهذه الطريقة، ولكن "العرف" كان أقوى من توسلاتها، تقول: "برغم مرور 7 سنوات على تلك الليلة المشؤومة، ما زلت أتذكرها وأتذكر الألم الذي قذفته يد القابلة في جسدي وظل عالقًا به لأيا، كثيرًا ما تعاودني تلك اللحظات في أحلامي".
"هبة قطب"..
وتقول الدكتورة هبة قطب استشارية الطب الجنسى والعلاقات الأسرية، أن هذه المشكلة كارثية، يعتبرونها هؤلاء اعتقاد راسخ لكنه خاطئ لدى الكثير من الأسر أن فض غشاء البكارة بهذه الطريقة سوف يسهل فيما بعد عملية الجماع، وبالتالي قد يسبب لها مشكلات صحية كثيرة كالجروح الغائرة فى القناة المهبلية والنسور المهبلى والشرجى وغيرها، وقد يحدث هبوطا فى الدورة الدموية أو يسبب توقف القلب تحت تأثير الخوف.