يعيش أهالي منطقة السكة التابع لقرية شطوره بمحافظة سوهاج، في مأساة حقيقة على أرض الواقع، يعيشها أكثر من 100 أسرة كاملة بالنجع، ويزداد عليهم ما يقارب من 100 اسرة اخرى تروح صباحا وتغدو مساء الى مساكنهم الاولى التى يقطنون بها وسط زحام القرية والأماكن الضيقة التي يحرمون فيها من الهواء الطلق.

ينتشر السكان فى هذا النجع طوليا بما يقارب واحد كيلو متر، بشارع يصل الى 6 امتار، بداية من شريط السكة الحديد، وحتى حدود قرية الواقات التابعة لقرية طما، ويصطف منازل من الجانبين ويتفرع منه الكثير من الشوارع الجانبية التى تكتظ بالمنازل ايضا منها ما هو طابق أول ومنها ما هو طابق ثان.

وصلت الكهرباء لهذا النجع منذ أعوام عديدة، وبه مساجد عدة، وبه بعض المحلات التجارية، ولكن ينقصهم كوب الماء النظيف الذي يروي ظمأهم وظمأ أبنائهم الكبار والصغار، حيث تبعد المياه عن النجع ما يقارب 30 متر، ولكن لم يلتفت أى مسئول لهم بعين الرحمة، كاسرا الروتين أو مطبقا روح القانون معهم، حتى الأطفال لم ترى عين الرحمة فى وجههم، مطالبين كل مسئول بداية من الرئيس وحتى الخفير بالنظر بعين الرحمة لهم، وتوصيل المياه النظيفة لهم بدل من المياه الحبشية التى تمتلئ بالأملاح والأمراض وتسبب الفشل الكلوى.

تقول الحاجة "ام على" 60 عام، أرملة، انها تشرب وأولادها الثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة، من المياه التي لا تصلح للحيوانات وقد تضر بهم، وتذهب لجلب المياه من بعيد، وتشكو المرض وقلة الحيلة، وخاصة المرض الذي اصاب أقدامها ولا تقوى على السير لمسافات حتى تجلب الماء النظيف الذى تحتاجه ويحتاجه ابنائها المعوقين، وتطالب المسئولين بالرحمة وتوصيل المياه النظيفة لهم.

ويقول "أبو احمد" 54 عام، موظف بالأوقاف انه يسكن بالنجع منذ عام 1960 م، ونشأت أنا وأولادي ووالدي وجدى به، ولم تصلنا المياه حتى الآن، بالرغم من وصول الكهرباء لنا ومنازلنا تحمل تراخيص بناء، وبها عدادات للكهرباء رسمية وليس عشوائية، ولكن عندما نحتاج كوب المياه نذهب بالجراكن على ظهور الدواب أو عربات الكارو، أو التروسيكل، لمسافة واحد كيلو متر للحصول على مياه نظيفة، وأبنائنا الصغار يتأثرون كثيرا عندما يشربون من الطلمبات الحبشية، فى حالة انقطاع المياه أو صعوبة الحصول عليها من المورد الذي نأتي منه.

يقول "عمر ك" 42 عام، موظف، أن أهالي النجع يعانون من سوء المياه التي يشربونها، حيث الصدأ بها والطين والعكار، بالإضافة إلى الأملاح الزائدة، والمعادن المضرة بتلك المياه التي يشربونها من الطلمبات الحبشية.

ويقول "سيد م"، ان المياه سوداء لا يشرب منها إلا الطير والحيوان ونضطر لشربها واستخدامها، وخاصة عند تعذر الحصول على المياه النظيفة، ويضيف "مش عارفين نعمل ايه، وبيننا وبين خط المياه اللي في النجع اللي جنبينا اقل من 30 متر"، مؤكدا على انه توجد مناطق مجاورة وبنفس مواصفات منطقتنا وتم توصيل المياه لها ولم يتم توصيل المياه لنا،لأننا فقراء اما الاغنياء اصحاب النفوذ فتم توصيل المياه لهم.

ومن جهته أكد رئيس مدينة طهطا، ان ذلك النجع يقع خارج الحيز العمراني ولن يسمح له بالتوصيل لانه مخالف، بينما يرد بعض السكان قائلين، ولماذا تم توصيل مرفق الكهرباء، والمياه لمناطق مشابهة.

وأكد الأهالي أنه سبق وقدمت مؤسسة مصر الخير يدها للعون ورغبة فى توصيل المياه لأهالي المنطقة ولكن الإجراءات التنظيمية بالوحدة المحلية والروتين وعدم الرأفة من المسئولين، منعت يد المساعدة.

وأكد السكان على طلب عين الرحمة من الرئيس السيسي، ومحافظ الإقليم الدكتور أيمن عبد المنعم، والسماح لهم لتوصيل المياه وتذليل العقبات أمامهم، خاصة بعد افتتاح مرشح مياه طهطا الجديد الذي يبعد عنهم 3 كيلو مترات فقط، والذى يستفيد منة المواطنون تحت الجبل على بعد عشرات الكيلو مترات ولم يستفيد أهالي المنطقة.