الأمن المصري.. صفحات من مجد خلدها صمود الأبطال .. ومبارك أول من أقر أعياد الشرطة
يوم الـ25 من يناير، هو احد الأيام المشهودة في تاريخ مصر الحديثة، والذي يحمل بين طياته حدوته انتصار مصرية سطرها رجال الشرطة بحروف من نور، عقب أن زاد أسود البوليس المصرية كعادتهم، بأرواحهم فداء لأبناء الشعب، من أيدي الاحتلال الإنجليزي الغاشم الذي ظل جاثماً علي صدر المصريين لما يزيد عن الـ70 عاماً.
25 يناير و الملحمة الشعبية
حيث تحل يوم غد الخميس 25 يناير، الذكرى الـ66 على أهم ملحمة شعبية في تاريخ مصر المعاصر ضد الاحتلال والذي أطلق عليها معركة الصمود والتي حاربت فيها قوات البوليس المصري ومعهم الفدائيون من أبناء منطقة القناة بأسلحة خفيفة ضد دبابات ومدفعيات الإنجليز بقيادة البرجيدير إكسهام، احد كبار ضباط الاحتلال الانجليزي البغيض آنذاك والمسئول عن منطقة القناة.
الشرطة والفدائيون
وبدأت المعركة التاريخية بينما كان المصريين جميعاً " شرطة وفدائيون" محاصرون في مبنى البستان "مبنى مديرية الأمن حاليًا" من فجر يوم الجمعة 25 يناير حتى غروب الشمس،عندما استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتخرج من دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين ضد قواته في منطقة القنال.
رفضت الضابط المصري الشهم هذا الإنذار لينقل الضابط الإنجليزي تهديداته إلي المحافظة والتي أبلغت الإنذار البريطاني بدورها إلى وزير الداخلية أتذك "فؤاد سراح الدين باشًا" الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
بطولة مصرية وتهور بريطاني
أمام الرفض البطولي من أبناء الشرطة ووزير الداخلية وورائهم الشعب المصري كله، فقد القائد البريطانى أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم شرطة البستان بالإسماعيلية لنفس الدعوى، بعد أن أرسل إنذارًا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره، غير أن ضباط وجنود البوليس "الشرطة" رفضوا قبول هذا الإنذار ووجهت دباباتهم مدافعهم، وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة، ولم تكن قوات البوليس، آنذاك مسلحة بشيء سوى البنادق العادية القديمة.
صمود الأبطال
وقبل غروب شمس يوم 25 يناير حاصر مبنى قسم البوليس "الشرطة" الصغير مبنى المحافظة فى الإسماعيلية، بسبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد عن ثمانمائة في الثكنات وثمانين في المحافظة، لا يحملون غير البنادق الخفيفة.
واستخدم البريطانيون القوي الغاشمة، وقاموا بقصف مبنى المحافظة بمختلف الأسلحة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة في القسم، ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 56 شهيدًا و80 جريحًا وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التي كانت تتمركز في مبنى القسم، وأصيب نحو سبعين آخرين.
قائد الاحتلال يعجب بشجاعة البوليس المصري
وفي مفارقة تاريخية أبدي جنرال الاحتلال الإنجليزي الغاشم "اكسهام"، إعجابه بشجاعة وبسالة قوات الشرطة المصرية، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال في شهادة للتاريخ: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا".
مبارك أول من أقر اعياد يناير
لقد تم إقرار هذه الاجازه رسميا لأول مره بقرار من الرئيس المصري السابق محمد حسنى مبارك باعتبار هذا اليوم أجازه رسميه للحكومة والقطاعات العام المصرية تقديرا لجهود رجال الشرطة العظيمة والاعتراف بتضحياتهم من اجل الوطن وتم الإقرار به في فبراير 2009 لقد اختار عدد من المجموعات المعارضة في هذا اليوم لبدء احتجاجات شعبيه عارمة وكانت منشره في جميع إرجاء البلاد في 25 يناير وعلى هذا تنحى الرئيس حسنى مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة قياد البلاد.