يمكن القول بأن بنيامين نتنياهو، قد تفوق على نفسه، فلم يكن قاتلا فقط، تلوثت يداه بدماء الأبرياء، فقد تورط أيضا في قضايا فساد، حيث ثبت أنه تلق الرشوة، مما يدل على أنه بدأ نهاية مشواره السياسي، وهو ما أتفق عليه غالبية المحللين الإسرائيليين، لذلك سنحاول أن نقوم بم يشبه البانوراما، ونبحث في جولة شاملة، عن أهم الرؤى التي تم عرضها من قبل مفكري ومحللي إسرائيل، علنا نتمكن من استنتاج، كيف يمكن أن يكون مصير رئيس وزراء إسرائيل سياسيا، خلال المرحلة المقبلة.

بدء العد التنازلي

يرى أحد محللي "هآرتس" العبرية لوف بن إن "العد التنازلي لحياة نتنياهو السياسية قد بدأ مع نشر توصيات الشرطة بتقديمه للمحاكمة بتهمة تلقي الرشوة"، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم مما يتعمد تكراره من أنه بريء ولم يفعل شيء، إلا أن الأهم في القضية ذاتها هو أنه لم يتمكن من الدفاع عن نفسه، أو إثبات أن كل ما تكرر لا علاقة له بالصحة، كما أنه لم ينف أنه طلب وحصل على هدايا ومنافع بمبالغ طائلة، وارتفعت مع وصوله إلى السلطة.

وقال لوف: "نتنياهو لم ينف أنه حاول الدفع بتشريعات ومشاريع تجارية ووساطة مع الولايات المتحدة لمساعدة أرنون ميلتشين، ولم ينف صفقة "البيع والشراء" مع ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت أرنون موزيس للحصول على التغطية الإيجابية، مقابل تقليص انتشار يسرائيل هيوم".

يرى المحلل السياسي، أن نتنياهو، يتعمد ترسيخ قوته السياسية، لمصلحته هو، دون التفكير في مصلحة الجمهور، مؤكدا أن كل ما يقوم به رئيس الوزراء، هو محاولة لكسب الوقت على أمل أن يبقيه المستشار القضائي للحكومة، أفيخاي مندلبليت في منصبه، وسيحاول عرض عضو الكنيست يائير لبيد، الذي شهد ضده في قضية ميلتشين، كصاحب مصلحة سياسية.

استغلال مناصب

في محاولة للانتقال إلى رؤية أخرى، فقد كتب المحلل يوسي فيرتر في الصحيفة نفسها أن نتنياهو كان أشبه ما يكون برئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، قبل 10 سنوات عندما صرح أنه لم يتلق أي رشوة، مشيرًا إلى أن نتنياهو بدأ حديثه عن خدمته العسكرية وولايته كمندوب في الأمم المتحدة وما أسماه بالإصلاحات كوزير للمالية، وإذا فكرنا في رؤيته، ومحاولة تحليلها، سنجد أنه وفي حال صحتها، فإن نتنياهو لا ينوي الاستقالة والتوجه نحو انتخابات مبكرة، بل سيعمل على استغلال منصبه كأفضل وسيلة دفاع أمام قرار تقديمه للمحاكمة، وبالتالي فمن المحتمل أنه لن يصل الانتخابات القادمة بعد سنة أو يخسر بها.

ومن ضمن ما كتبه فيرتر، وألقت هآرتس عليه الضوء: "نتنياهو بدأ هائجًا وفي حالة من الضغط، ولا يمكن تجاهل التشابه بينه وبين حادث مماثل قبل 10سنوات، عندما صرح أولمرت أنه لم يتلق رشوة"، متابعا: "المواطنين يستحقون شيئاً أفضل من زعماء فاسدين وطماعين وعاشقين للأموال وفاقدين للأخلاق".

ومن "هآرتس"، إلى "يديعوت أحرونوت"، فقد أكدت المحللة السياسية سيما كدمون في مقال، نشرته في هذه الصحيفة العبرية ، أن نتنياهو بدأ فصول النهاية مشيرةً إلى أنها توقعت أن يعلن نتنياهو استقالته في بداية خطابه، منوهة أن الأمر تخطى مجرد بضعة سيجارات أو هدايا بين أصدقاء، وإنما عن تلقي رشوة وصل إلى مليون شيكل".

التعلق بأي شيء

اهتدت كدمون إلى أن نتنياهو، بدا وكأنه أنجرف في منحدر، وهو الآن يحاول التهلق بأي شيء، مشيرة إلى أنه هو نفسه على يقين من أنه وهو بين أنصاره لن يصدق كثيرون ادعاءاته التي حاول تسويقها.

وأنهت كدمون رؤيتها بالقول إن نهاية حياة نتنياهو، السياسية ستستغرق بعض الوقت، وربما تستغرق شهورًا كثيرة، إذ لا يوجد قانون يجبره على الاستقالة، ولكن هناك الكثير مما يتعلق بالجهار السياسية.

لم يتعلم من الدرس

يبدو أن رئيس وزراء إسرائيل سيكون هو حديث الصحف، ويحتل صور أغلفة المجلات والصحف في إسرائيل، فكيفما تم تناول فضيحته الأخير في "هآرتس"، و"يديعوت أحرونوت" ما رأيك عزيزي القاريء أن نتبحر في سطور صحيفة أخرى، وهي ، "معاريف"، التي اهتمت بعرض رأي الكاتب بن كسبيت، الذي نشر مقال تحت عنوان "من بعدي الطوفان"، الذي يقول فيه أن الشرطة أوصت بتقديم نتنياهو للمحاكمة ثلاث مرات، كانت الأولى عام 1990، والثانية عام 2000، والثالثة أمس، مما يجعلنا على يقين من أن نتنياهو لم يتعلم من الدروس السابقة في حياته، وكل ما تعرض له.

نقطة نظام

سيظل بنيامين نتنياهو، وكل من يمثل الكيان الصهيوني، مجرما في عيون كل عربي، فتاريخهم كفيل بهم يحكي هو عنهم ويشهد عليهم، والإطاحة برئيس الوزراء، وكل من معه أمل الجميع يتمناه، وقضية رئيس وزراء وحكومة هذا الكيان الدموي، توضح ماهية طبيعتهم، وأنهم يعتمدون على الرشوة والسرقة، ويكفي رؤية نخبة من كبار محللين الشأن الإسرائيلي، يطبقون مبدأ.. وشهد شاهد من أهله.