بعد 8 سنوات من تعيينه شيخًا للأزهر.. "الطيب" الذى واجه 4 تقلبات عصرية
الإثنين 19/مارس/2018 - 10:39 م
أحمد حمدي
طباعة
اختار الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، قبيل رحيله عن سدة الحكم، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخًا للجامع الأزهر في 19 مارس لعام 2010، بعدما ترك الأخير رئاسة الجامعة، فلم يسلم الإمام الأكبر من الهجوم عليه عبر منابر مختلفة وأفكار داخلية وخارجية لتثنيه عن دوره الإصلاح في مواجهة الفكر المتطرف وإعادة دور الأزهر الريادي، لكنه فاجأ الجميع بصمته وحكمته فى الرد على المتطاولين حفاظا على هيبة ورسالة الأزهر العالمية.
وترصد "بوابة المواطن" نبذات عن حياة الإمام الأكبر منذ تعيينه شيخًا للأزهر خلال هذا التقرير ومواقفه من الهجوم عليه عبر 4 عصور متتالية.
الهجوم على الإمام الأكبر..
نال الإمام الأكبر منذ تعيينه في هذا المنصب هجومًا حادًا على شخصه وعلى المؤسسة الدينية الكبرى، فبعد اختياره شيخًا للأزهر عام 2010، باغته الكثيرين بالهجوم متسائلين كيف للحزب الوطني الحاكم أن يختار واحدًا منهم لتمثيل الأزهر في الآراء الدينية.
وعقب ثورة 25 يناير 2011، نال الإمام الأكبر الهجوم العنيف عندما، حيث طالب الرأى العام آنذاك بعزله تحت مسمى "تطهير النظام".
وفي 2013، بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية لحكم مصر، هاجمته أروقة الجماعات ومنابرها المختلفة عقب حادث المدينة الجامعية الشهيرة وواقعة التسمم مطالبين بضرورة الخروج عليه لإجباره على الاستقالة.
وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يسلم الإمام الأكبر من الهجوم، فبعد مطالبة السيسي لعلماء الأزهر خلال الاحتفالية الكبرى بمولد النبي بتجديد الخطاب الديني وعمل ثورة دينية على المفاهيم المغلوطة، استلمته وسائل الإعلام المختلفة بالهجوم الشرس فترة.
موقفه من الهجوم المستمر..
رد الإمام على هجوم الإعلام عليه خلال مؤتمر الإفتاء العالمي، قائلاً: "من المعتاد إدانة الأزهر ومناهجه عقب كل حادث من حوادث الإرهاب في سعي بائس فاشل لمحاولة خلخلة رصيده في قلوب المسلمين، حتى صرنا نعرف توقيت هذا الهجوم بعد أن رصدناه بدقة".
وأشار إلى أن الهجوم يحدث في حالتين، الأولى بعد وقوع حوادث الإرهاب، والثانية كلما أحرز الأزهر نجاحًا في تحقيق رسالته في الداخل أو الخارج، متابعًا: الخطة في هذه الحالة إما الصمت المطبق وإخفاء الحسنات أو البحث والتفتيش عن الهفوات وإذاعتها بعد تكبيرها وتجسيمها.
نشأته..
وُلد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في 6 يناير عام 1946 بقرية المراشدة في مركز دشنا بقنا جنوب مصر، لأسرة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب.
دراسته..
التحق بجامعة الأزهر، حتى حصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، ثم شهادة الماجستير عام 1971، ودرجة الدكتوراه عام 1977 فى نفس التخصص، وهو أستاذ فى العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرًا جامعيًا لمدة فى فرنسا، ولديه مؤلفات عديدة فى الفقه والشريعة وفى التصوف الإسلامى.
عين رئيسًا لجامعة الأزهر عام 2003 حتى 19 مارس 2010، عندما أصدر الرئيس السابق قرارًا بتعيينه شيخًا للجامع الأزهر خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوي، حينئذ.
إخلاصه لوطنه..
فى أبريل 2011، بادر تنازل عن كافة المبالغ المالية التي تقاضاها منذ توليه مسئولية مشيخة الأزهر الشريف، كما طلب العمل بدون أجر دعمًا للاقتصاد المصري الذي كان يمر بأزمة عقب ثورة 25 يناير إلى يومنا هذا.
دفاعه عن المرأة..
يواصل الإمام الأكبر اهتمامه بقضايا المرأة ويدافع عن حقوقها، معلنًا ذلك أمام الجميع بأن الإسلام كدين وسطى جاء ليؤكد على احترام المرأة ويصون حقوقهًا من الضياع أو الإهدار، إضافة إلى عمله على فتح باب الاجتهاد وطالب المفتين من دول العالم خلال إحدى المؤتمرات الصحفية بأن يقتحموا القضايا الشائكة ويجتهدوا فيها للتيسير على الناس ومراعاة تغير الزمان والأحداث.
إعادة مكانة الأزهر داخليا وخارجيا..
أعاد دور الأزهر الريادي محليًا وإقليميًا ودوليًا مما أدى إلى احترام زعماء ورؤساء العالم وقادته لدور الإمام الأكبر فى هذا الملف مطالبين ببذل الجهد وتذليل كل سبل التعاون مع الأزهر، من أجل المشاركة لإعادة صياغة الفكر الديني كي يحمي الانسانية من مخاطر التطرف والإرهاب.
قائد حركة التجديد..
يقود الإمام الأكبر حركة التجديد والتطوير في الأزهر الشريف، وقطاعاته المختلفة، مما أحدث نهضة لم يذكرها
التاريخ لأحد من مشايخ الأزهر السابقين -رحمهم الله جميعًا-، ولازال يقدم الكثير فى هذا الملف.
ويقود حراكًا فكريًا وتجديدًا في العلوم الإسلامية كافة، وأطلق إستراتيجية التطوير التي تقوم على إعطاء مساحة أكبر للشباب من أجل الإستفادة التامة من طاقتهم في الإصلاح والبناء، والعمل على توظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة، لملاحقة الفكر المتطرف وإيصال الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الصحيح، وإظهار قِيَمِة الإنسانية في التعامل مع الآخرين من أصحاب الديانات المختلفة.
اعتبر الإمام الأكبر "طه حسين" شديد الأدب مع التراث، وقال:"كنت وأبناء جيلي نقرأ أمثال هذه الكتب لنتعرف على هويتنا في هذا المعترك الثقافي الدولي، فمثلا طه حسين بالرغم من أنه كتب كتابا معينا وكان للأزهر موقف منه، إلا إنني مع ذلك أعتبره شديد الأدب مع التراث ومع رسول الله ومع أبى بكر وعمر وعثمان، ومن هذا المنطلق كنّا نعيش دائمًا مع هذه الكتب ومع هذه القامات؛ لأنها فعلًا تربي العقول وتكون الزاد المعرفي".
محاولاته للم الشمل العربي..
لم يسُر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بتردى علاقات مصر بالأشقاء، وتحدث عن نفسه: "إنه يحكم بما أنزل الله، وكان للمختلفين معه خصيمًا قويًا لا يصب في مصلحة المصريين".
أيقن الإمام الأكبر بحكمته المعهودة خطورة الفرقة بين الأشقاء العرب، فلجأ إلى استخدام قوة الأزهر الناعمة فى رأب الصدع مع السعودية والإمارات والبحرين، فسافر إلى السعودية والبحرين، مطبقًا قوله تعالى: "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ".
وترصد "بوابة المواطن" نبذات عن حياة الإمام الأكبر منذ تعيينه شيخًا للأزهر خلال هذا التقرير ومواقفه من الهجوم عليه عبر 4 عصور متتالية.
الهجوم على الإمام الأكبر..
نال الإمام الأكبر منذ تعيينه في هذا المنصب هجومًا حادًا على شخصه وعلى المؤسسة الدينية الكبرى، فبعد اختياره شيخًا للأزهر عام 2010، باغته الكثيرين بالهجوم متسائلين كيف للحزب الوطني الحاكم أن يختار واحدًا منهم لتمثيل الأزهر في الآراء الدينية.
وعقب ثورة 25 يناير 2011، نال الإمام الأكبر الهجوم العنيف عندما، حيث طالب الرأى العام آنذاك بعزله تحت مسمى "تطهير النظام".
وفي 2013، بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية لحكم مصر، هاجمته أروقة الجماعات ومنابرها المختلفة عقب حادث المدينة الجامعية الشهيرة وواقعة التسمم مطالبين بضرورة الخروج عليه لإجباره على الاستقالة.
وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يسلم الإمام الأكبر من الهجوم، فبعد مطالبة السيسي لعلماء الأزهر خلال الاحتفالية الكبرى بمولد النبي بتجديد الخطاب الديني وعمل ثورة دينية على المفاهيم المغلوطة، استلمته وسائل الإعلام المختلفة بالهجوم الشرس فترة.
موقفه من الهجوم المستمر..
رد الإمام على هجوم الإعلام عليه خلال مؤتمر الإفتاء العالمي، قائلاً: "من المعتاد إدانة الأزهر ومناهجه عقب كل حادث من حوادث الإرهاب في سعي بائس فاشل لمحاولة خلخلة رصيده في قلوب المسلمين، حتى صرنا نعرف توقيت هذا الهجوم بعد أن رصدناه بدقة".
وأشار إلى أن الهجوم يحدث في حالتين، الأولى بعد وقوع حوادث الإرهاب، والثانية كلما أحرز الأزهر نجاحًا في تحقيق رسالته في الداخل أو الخارج، متابعًا: الخطة في هذه الحالة إما الصمت المطبق وإخفاء الحسنات أو البحث والتفتيش عن الهفوات وإذاعتها بعد تكبيرها وتجسيمها.
نشأته..
وُلد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في 6 يناير عام 1946 بقرية المراشدة في مركز دشنا بقنا جنوب مصر، لأسرة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب.
دراسته..
التحق بجامعة الأزهر، حتى حصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، ثم شهادة الماجستير عام 1971، ودرجة الدكتوراه عام 1977 فى نفس التخصص، وهو أستاذ فى العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرًا جامعيًا لمدة فى فرنسا، ولديه مؤلفات عديدة فى الفقه والشريعة وفى التصوف الإسلامى.
عين رئيسًا لجامعة الأزهر عام 2003 حتى 19 مارس 2010، عندما أصدر الرئيس السابق قرارًا بتعيينه شيخًا للجامع الأزهر خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوي، حينئذ.
إخلاصه لوطنه..
فى أبريل 2011، بادر تنازل عن كافة المبالغ المالية التي تقاضاها منذ توليه مسئولية مشيخة الأزهر الشريف، كما طلب العمل بدون أجر دعمًا للاقتصاد المصري الذي كان يمر بأزمة عقب ثورة 25 يناير إلى يومنا هذا.
دفاعه عن المرأة..
يواصل الإمام الأكبر اهتمامه بقضايا المرأة ويدافع عن حقوقها، معلنًا ذلك أمام الجميع بأن الإسلام كدين وسطى جاء ليؤكد على احترام المرأة ويصون حقوقهًا من الضياع أو الإهدار، إضافة إلى عمله على فتح باب الاجتهاد وطالب المفتين من دول العالم خلال إحدى المؤتمرات الصحفية بأن يقتحموا القضايا الشائكة ويجتهدوا فيها للتيسير على الناس ومراعاة تغير الزمان والأحداث.
إعادة مكانة الأزهر داخليا وخارجيا..
أعاد دور الأزهر الريادي محليًا وإقليميًا ودوليًا مما أدى إلى احترام زعماء ورؤساء العالم وقادته لدور الإمام الأكبر فى هذا الملف مطالبين ببذل الجهد وتذليل كل سبل التعاون مع الأزهر، من أجل المشاركة لإعادة صياغة الفكر الديني كي يحمي الانسانية من مخاطر التطرف والإرهاب.
قائد حركة التجديد..
يقود الإمام الأكبر حركة التجديد والتطوير في الأزهر الشريف، وقطاعاته المختلفة، مما أحدث نهضة لم يذكرها
التاريخ لأحد من مشايخ الأزهر السابقين -رحمهم الله جميعًا-، ولازال يقدم الكثير فى هذا الملف.
ويقود حراكًا فكريًا وتجديدًا في العلوم الإسلامية كافة، وأطلق إستراتيجية التطوير التي تقوم على إعطاء مساحة أكبر للشباب من أجل الإستفادة التامة من طاقتهم في الإصلاح والبناء، والعمل على توظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة، لملاحقة الفكر المتطرف وإيصال الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الصحيح، وإظهار قِيَمِة الإنسانية في التعامل مع الآخرين من أصحاب الديانات المختلفة.
مناصرته للأدباء..
كشف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عن حبه الشديد للأديب الراحل طه حسين، وأكد خلال أحاديثه أنه منذ الصغر ينفتح على الأدباء ويقرأ كتب طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الحليم عبد الله، وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة.
اعتبر الإمام الأكبر "طه حسين" شديد الأدب مع التراث، وقال:"كنت وأبناء جيلي نقرأ أمثال هذه الكتب لنتعرف على هويتنا في هذا المعترك الثقافي الدولي، فمثلا طه حسين بالرغم من أنه كتب كتابا معينا وكان للأزهر موقف منه، إلا إنني مع ذلك أعتبره شديد الأدب مع التراث ومع رسول الله ومع أبى بكر وعمر وعثمان، ومن هذا المنطلق كنّا نعيش دائمًا مع هذه الكتب ومع هذه القامات؛ لأنها فعلًا تربي العقول وتكون الزاد المعرفي".
محاولاته للم الشمل العربي..
لم يسُر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بتردى علاقات مصر بالأشقاء، وتحدث عن نفسه: "إنه يحكم بما أنزل الله، وكان للمختلفين معه خصيمًا قويًا لا يصب في مصلحة المصريين".
أيقن الإمام الأكبر بحكمته المعهودة خطورة الفرقة بين الأشقاء العرب، فلجأ إلى استخدام قوة الأزهر الناعمة فى رأب الصدع مع السعودية والإمارات والبحرين، فسافر إلى السعودية والبحرين، مطبقًا قوله تعالى: "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ".