السعادة هدف إنساني نبيل ومطمح لكافة الشعوب وهي السبيل نحو عالم أفضل وهي الحالة الوجدانية التي تؤثر بالإيجاب على جميع نواحي الحياة وكلما تزيد حدتها في المجتمع يزيد ازدهار ورقي هذا المجتمع كما ان السعداء ينتجون أكثر ويعيشون أطول ويحققون تنمية اقتصادية بمستوى أعلى.
لدينا الكثير من الدول التي اتخذت من السعادة سبيلا ومنهجا أساسيا لرقيها والنهوض بكيانها منها على سبيل المثال وليس الحصر دولة الامارات والتي تعتبر من اوائل الدول العربية التي اهتمت بتحقيق مفهوم السعادة في كافة فطاعاتها وتحتل المرتبة الاولى عربيا في مؤشر السعادة العالمي فهي تحرص على توفير الرخاء والرفاهية والاستقرار لشعبها والمقيمين على أرضها كما انها لم تعرف المستحيل بل و صممت على تحدي كل الأزمات ووضعت خطط و استراتيجيات للتخلص من كافة ديون الحكومة وأطلقت برامج وجوائز لتحسين الجودة و تدريب الآلاف من الموظفين كما وضعت برامج لقيادات جديدة في الحكومة .
ومن الجدير بالذكر أن تجربة دولة الامارات في بداياتها قامت على عدة مبادئ إدارية وقيادية وإنسانية منها التفاؤل بالمستقبل و توقع الافضل والثقة بالقدرات والإمكانيات والتوكل على رب السماوات والأخذ بالأسباب و الاهتمام بالعلم وأصحابه، و من وجهة نظري اعتقد ان النزعة الايجابية الكامنة في نفوس مواطني الامارات هي سبب رقي وثراء هذه الدولة و جعلها من أسعد شعوب العالم.
ففي فبراير 2016م أعلن سمو الشيخ محمد بن راشد عن إنشاء وزارة للسعادة عبرحسابه على تويتر على أن تتولى هذه الوزارة مسئولية جعل كل الخطط والسياسات و البرامج الحكومية تنصب في سبيل تحقيق السعادة لكل أفراد المجتمع الاماراتي و بموجب ذلك تم وضع برامج عديدة منها البرنامج الوطني للسعادة والايجابية و برنامج سعادة العمال و بالتأكيد كل هذا بهدف الارتقاء باقتصاد الامارات لأعلى مستوى والسعادة هي جو مناسب لذلك.
و السعادة في الواقع لاترتبط بزمن معين فهي خاضعة لاحوال الانسان و ظروفه في المجتمع ،وبالرغم من ذلك تعتبر الهدف الاسمى الذي تطمح إليه كل نفس بشرية ، و في مجتمعاتنا النامية يمر يوم السعادة العالمي علينا بدون أن نشعر به أو حتى نتفقد آثاره و يرجع ذلك إلى إهمال حقوق الانسان و عدم النظر إليها بعين الاعتبار و التركيز بشكل جزئي على فئة معينة من الشعب هي بالطبع فئة الصفوة أصحاب الاموال والاشكال و المظاهر فما وجدنا في نهاية ذلك الاهتمام إلا تراجع مؤشرات التنمية بكافة انواعها بخاصة الاقتصادية.
مما سبق ينبغي ان ندرك جيدا أن السعادة لن تتحقق إلا بتوفير الحياة الكريمة التي يحلم بها كل إنسان بسيط كما فعلت الامارات و غيرها من الدول التي أرادت لذاتها الرقي والتقدم، وهذا ليس أمرا صعبا في تنفيذه فهو يتطلب مبادرة إيجابية تقوم بها الدولة لنشر الرفاهية عن طريق برامج التشجيع والتحفيز لكل الناس في الحياة وخلق جو اقتصادي موحد يتساوى فيه الجميع وأن نفتح أبواب الامل والتفاؤل في وجه كل إنسان لديه روح إيجابية سواء كان غني أو فقير، كبير أو صغير .
وفي السياق ذاته ،هناك بعض الدراسات التي أكدت على أن مستوى الاقتصاد يتأثر بمستوى السعادة في المجتمع فالمجتمع الكئيب نجد حياته مليئة بالأزمات الاقتصادية والكوارث السياسية وعكس الحال يحدث في المجتمعات السعيدة ولكى نصبح مثل هذه المجتمعات لابد أن تكون تقوى الله هي الحاكم الاول والاخير لأفعال وسلوكيات البشر، ومهما كانت الازمات و المحن ستبقى السعادة هدف كل إنسان.