ربما أثارت كلمات عنوان مقالي اليوم دهشة الكثيرين، واستغراب واستهجان البعض الآخر، أو ظنوا أن لي أقرباء في الهيئة أو حتى تجمعني بهم مصلحة مشتركة، لكني وعلى طريقة "مبارك" هذه التهم أنكرها جميعًا، رغم أنها شرف لأي مصري أن ينتسب لمثل هؤلاء الجنود المجهولين.
وبعيدًا عن الضوضاء والاتهامات غير المبررة فإني أعذر جميع من استغرب كلماتي تلك، وأعده أن يغير رأيه حال قراءته للسطور التالية، فهل تعلم عزيزي القارئ أن هؤلاء الرجال يقع على عاتقهم ضمان نزاهة وشفافية عملية انتخاب تحدد مصير ما يزيد على 100 مليون إنسان خلال 4 سنوات قادمة، هل تخيلت نفسك أمام مسؤولية كتلك.
وهل تعلم يا من حكمت على كلماتي بالنفاق أن هؤلاء الرجال يواصلون الليل بالنهار لمتابعة قاعدة بيانات ناخبين مكونة من 59 مليون شخص، بداية من تنقيح البيانات ومحلات الإقامة واستخراج التصاريح الإعلامية حتى إعلان النتيجة النهائية، مع الأخذ في الاعتبار أن النتيجة في هذه الحالة لا تحتمل نسبة خطأ تتعدى الصفر وإلا نهشت في نزاهتهم أبواق الداخل والخارج.
ربما لم تكن تعلم عزيزي القارئ أنهم يشرفون أيضًا على 13 ألفا و706 لجنة فرعية و367 لجنة عامة، يتابعون "دبة النملة" فيها، فإذا تأخرت إحداها عن عقارب الساعة انتفضوا جميعًا للبحث عن الحل والبديل فورًا حتى قبل الوقوف على أسباب الخروج عن النص.
عزيزي القارئ إن كنت لا تعلم ما يفعله هؤلاء الرجال فأنت مقصر وغافل، وإن كنت تعلم وتهاجم، فأنت إما مغيب أو لديك مشكلة ما وحينها أنصحك بالبحث عن علاج، لعلك تأخذ من كلماتي "آية".